![]() | يوجد فقط 14 صفحة متاحة للعرض العام |
المستخلص يشهد مجتمعنا تغيرات حقيقية واضحة في السنوات الأخيرة في المجالات الاجتماعية والاقتصادية، فمع دخول القرن الجديد بدأت المجتمعات سلسلة من التحولات والتغيرات الاقتصادية والسياسية والاجتماعية التي ألقت بظلالها وأثارها على أفراد المجتمع والأسرة عموماً وعلى الأطفال خاصة، فمع ارتفاع معدلات الفقر والفقراء وانخفاض مستوى المعيشة في مجتمعاتنا النامية واتساع نسب البطالة والأمية، ونمو وانتشار المناطق العشوائية وانخفاض مستوى الخدمات الصحية والتعليمية لدى الأفراد الذين يعيشون في هذه المناطق، تواكب مع هذه الظروف ظهور مشكلات اجتماعية خطيرة منها التفكك الأسري وارتفاع نسب الطلاق، كل هذه الظروف الصعبة تركت أثارها وانعكاساتها السلبية على الآباء والأمهات الذين أصبحوا يعانون من الضغوط والاضطرابات النفسية والتي انعكست ولا شك على إهمالهم لأطفالهم وعدم رعايتهم. مما دفع الأطفال في هذه الأسر إلى الهروب من أسرهم إلى الشارع واتخاذه مأوى لهم، دون التفكير في المخاطر التي يمكن أن تواجههم نتيجة ذلك، وبهذا تفشت في مجتمعاتنا ظاهرة أطفال الشوارع أو أطفال بلا مأوى. ولم ينته الأمر عند ذلك الحد، ففي الفترة الأخيرة بدأت نشرات الأخبار والجرائد تعلن عن جرائم قتل واغتصاب مروعة يرتكبها أطفال صغار لم يتجاوزوا الثانية عشر، وهذا ما دفع المؤسسات والحكومات إلى النظر في مشكلات هؤلاء الأطفال والبحث عن أسباب انحرافهم واضطراب سلوكهم والتفكير في حلول لمواجهة مشكلة أطفال الشوارع . وهنا يبرز دور الدراسات والأبحاث في دراسة الظواهر الجديدة التي يتعرض لها الأطفال ومحاولة إيجاد حلول لهذه الظواهر، وهذا ما دفع الباحثة للاهتمام بفئة الأطفال المعرضين لخطر الاضطرابات الانفعالية والسلوكية ومحاولة الاكتشاف المبكر لهؤلاء الأطفال مع ظهور الأعراض الأولى للاضطراب عليهم التي تنبئ بتعرضهم لمشكلات ومخاطر كبيرة في المستقبل، ومحاولة تقديم برامج وقائية لحماية هؤلاء الأطفال. مشكلة الدراسة : نلخص مشكلة الدراسة الحالية في أن الأطفال في مجتمعنا يعانون من الاضطرابات الانفعالية والسلوكية التي تجعلهم معرضين لمخاطر التسرب من التعليم والعمل في سن مبكر والخروج إلى الشارع والإدمان والجنوح، ولذا تهدف الدراسة الحالية إلى الكشف المبكر عن الأطفال المعرضين للخطر ومحاولة حماية هؤلاء الأطفال من هذه المخاطر مع ظهور الأعراض الأولى للاضطراب لديهم والكشف عن عوامل الخطر التي تحيط بهؤلاء الأطفال والتي يمكن أن تساعدنا في التنبؤ بتعرضهم لهذه المخاطر، وتقديم برامج وقائية لهؤلاء الأطفال لحمايتهم من هذه المخاطر،بحيث تهدف هذه البرامج إلى خفض أعراض الاضطرابات الانفعالية والسلوكية لديهم وتنمية المهارات التي يحتاجها هؤلاء الأطفال لحمايتهم من المخاطر . |