Search In this Thesis
   Search In this Thesis  
العنوان
الإتصالات الحضارية بين بلاد النهرين ومصر القديمة ” في الفترة من العصر البابلي الوسيط حتى العصر البابلي الحديث ”
المؤلف
حسن، محمد عبد الرحمن
تاريخ النشر
2005
عدد الصفحات
294 ص.
الفهرس
يوجد فقط 14 صفحة متاحة للعرض العام

from 454

from 454

المستخلص

إن موضوع العلاقات بين ” بلاد النهرين ” و” مصر ” في العصور القديمة واحد من الموضوعات الهامة ، وإختيار ” بلاد النهرين ” و” مصر ” يرجع إلى العلاقات والإتصالات التي كانت سائدة بين مركزيين حيويين في منطقة الشرق الأدنى القديم ، واللذين شهدا ولادة حضارتين تعتبراً من أقدم وأنضج الحضارات التي عرفتها البشرية .
لقد كان ” لبلاد النهرين ” و” مصر ” الفضل الأول في إختراع الكثير من النظم الاجتماعية والثقافية والاقتصادية ، حيث تم اكتشاف الزراعة واستأنست الحيوانات ونشأت التجارة وعرفت الصناعة ، وبدأ التعدين ، وأقيمت الدول وظهرت العلوم والفنون والتشريعات ، واخترعت الكتابة وأنشأت المدارس وظهرت الكثير من المنجزات الحضارية الأخرى .
ومن هنا جاءت أهمية دراسة الاتصالات الحضارية والعلاقات السياسية القديمة التي كانت سائدة بين هذين المركزين الحيويين ، وخاصة أن حضارتي ”بلاد النهرين” و” مصر ” تتميزان بالأصالة والتنوع ، وأنهما كانتا منهلاً متدفقاً أخذت منه الحضارات القديمة المعاصرة .
ويجب أيضاً الإشارة إلى نقطة حيوية وجوهرية في موضوع العلاقات الحضارية ، وهي عدم إمكان دراسة أية حضارة بمعزل عن تاريخ الحضارات الأخرى المجاورة لها ، إذ لا يمكن أن تنشأ حضارة من حالة فراغ وأن تنمو وتتطور من دون أن تتأثر وتتفاعل مع الحضارات الأخرى خصوصاً إذا كانت تلك الحضارات تعبر عن شخصية موحدة كما هو الحال في حضارتي في ”بلاد النهرين” و ”مصر” .
ومن أهم أهداف هذا البحث هو إبراز الصلات المتبادلة بين هاتين الحضارتين والتأكيد على أهميتها بكونها جسوراً تمتد بين إثنين من أكثر المراكز أهمية وحيوية في الشرق الأدنى القديم ، وكان ذلك عندما عاش الإنسان على حرفتى الجمع والالتقاط والصيد وهو لا يعرف مكاناً للاستقرار ، بل يتجول من مكان إلى آخر بحثاً عن الغذاء ، ومنذ ذلك الوقت أخذت الحضارة في كل من البلدين تتطور تطوراً يظهر ارتباط الإنسان بالبيئة ، وما توفره من مواد طبيعية أولية ضرورية لعملية البناء الحضاري ، والتي كان لها الدور الفعال في تحديد المسار التاريخي لكلا الحضارتين.
فقد وهبت البيئة الطبيعية ” لمصر ” مناخاً معتدلاً ، ونهرا متزناً في فيضانه ، وموقعاً جغرافياً ممتازاً ، كما هيأت موارد طبيعية أولية وفيرة إذا ما قورنت ببلاد النهرين ، وكان لكل ذلك اثر واضح في نفسية الفرد المصري الذي غمرته الثقة والطمأنينة إلى مستقبله الذي إنعكس بدوره على أعماله وفنونه وآدابه .
أما البيئة الجغرافية والطبيعية ” لبلاد النهرين ” فكانت أقل عطاء فعلى الرغم من خيراتها ، إلا أنها افتقرت إلى الموانع الطبيعية التي ساعدت الأقوام الطامعة في خيراتها إلى اختراقها ، كما أن البيئة الطبيعية افتقرت إلى الكثير من المواد الضرورية لعملية البناء الحضاري كالمعادن والأخشاب وبعض الأحجار التي كان لها الأثر الواضح في تحديد المسار التاريخي للسياسة الخارجية لبلاد النهرين وارتباطها بالدول المجاورة ، والتي تركزت في مراحل طويلة على تأمين تلك المواد والحصول عليها من مناطق توافرها ، وقد وجه ملوك ”بلاد النهرين ” كل اهتمامهم بالجبهة الغربية ولاسيما ” بلاد الشام ” سوريا وكنعان ( فلسطين ) والساحل اللبناني وشرق الأردن وفى مراحل سيطرة العراق على طرق المواصلات التجارية ولاسيما تلك التي تؤدى إلى ” آسيا الصغرى ” وشمال ”سوريا ” وكانت تلك الطرق تهددها مطامع قوى أخرى ، فكثيراً ما كانت تقع حروب من أجل السيطرة على تلك الطرق وقد أدت محاولات تلك السيطرة إلى توسيع نطاق العمليات العسكرية إلى مناطق أبعد من خطوط المواصلات لإخضاع الدول والأقوام التي هددت بدورها في بعض الحقب التاريخية ، الحدود السياسية لبلاد النهرين .
وقد حدث ذلك خلال الدولة” الآشورية ” في العصر الآشوري الحديث على يد الدويلات ” الآّرامية ّ ” التي نزلت هذه المنطقة وسيطرت من خلالها على الطرق الحيوية للتجارة الخارجية ” لبلاد النهرين ” ، كما حدث ذلك أيضاً للدولة البابلية في العصر البابلي الحديث من خلال سياسة التوسع المصرية في منطقة بلاد الشام والساحل اللبناني وفلسطين .
فاستوجب تأمين الحدود الغربية للدول ” الآشورية ” و ” البابلية ” الحديثة للسيطرة على طرق المواصلات التجارية في شمالي ” سوريا ” ومنطقة ” الجزيرة ” القيام بعمليات عسكرية متتالية ، ثم اتسعت تلك العمليات العسكرية باتجاه وسط وجنوبي ” سوريا ” الأمر الذي فتح الطريق بشكل غير مباشر إلى جنوب ” فلسطين ” ليمتد إلى ” مصر ” نفسها التي لم تكن مقصورة لذاتها ، وإنما كان لضمان السيطرة على طرق التجارة الرئيسية وتأمين حدود ”بلاد النهرين ” ومن أجل السيطرة على طرق التجارة للحصول على المواد الأولية وتأمين طرق التجارة مع بلاد الشام وفلسطين ، أدى ذلك إلى التوغل في مناطق بعيدة وصلت إلى ” مصر ” التي كان يهيمن عليها الملوك ” الكوشيين ” الذين اعتبروا أجانب على ” مصر ”، وكان لدخول ” الأشوريين ” ”مصر” أثره الواضح في حركة النضال ” المصرية ” للحصول على الحرية والاستقلال عندما خلصوا ” مصر ” من الحكم الأجنبي ، ولكن تلك الحرية لم تدم طويلا حيث سقطت ” بلاد النهرين ” تحت نير الفرس 539 ق.م وكذلك وقعت ”مصر” هي الأخرى فريسة للاحتلال الفارسي 525 ق.م .
وقسم البحث إلى ستة فصول تسبقهم مقدمة وينتهي البحث بخاتمة ثم ملاحق البحث وتتضمن معجم فى تعريف بعض الأعلام والأماكن فى البحث ثم اللوحات والخرائط وجدول بالتعاصر الزمني بين ملوك بلاد النهرين ومصر ومن عاصرهم من ملوك الشرق الأدنى القديم ممن ارتبطوا معهم بعلاقات ، ثم قائمة الاختصارات وقائمة المراجع العربية والمعربة والمراجع الأجنبية ثم مراجع اللوحات والخرائط والجداول التي وردت في البحث . والله ولى التوفيق ؛؛؛