الفهرس | يوجد فقط 14 صفحة متاحة للعرض العام |
المستخلص إن الهدف الأساسي من تعليم اللغة هو تمكين المتعلم من فهم التعبير السليم الواضح الذي يستمع إليه أو ينطق به، أو يقرؤه، أو يكتبه وتقويم ذلك التعبير. ولا يتحقق هذا الهدف في المتعلم إلا إذا اكتسب ملكة اللغة؛ حيث يرى ابن خلدون أن اللغة ”هي عبارة المتكلم عن مقصوده، وتلك العبارة فعل لساني، فلا بد أن تصير ملكة متقررة في العضو الفاعل لها وهو اللسان”. فالملكة اللسانية التي كان يتمتع بها العرب قديما لم تكن جبلة وطبعاً، وإنما حصلت لمن حصلت له نتيجة للعرف والعادة والمعايشة المستمرة للنطق الفصيح في بيئة الفرد اللغوية. فالملكة الصحيحة تتكون بتكرار الاستماع إلى اللغة الفصيحة وممارستها كلاماً وقراءة وكتابة( ). غير أن هذه الملكة اللسانية فسدت لبعض القبائل مثل قبيلة؛ ”مضر” وذلك لمخالطتهم الأعاجم والسبب في ذلك أن الناشئ من الجيل صار يسمع في العبارة عن المقاصد كيفيات أخرى غير الكيفيات التي كانت للعرب فيعبر بها عن مقصوده ويسمع كيفيات العرب أيضاً فاختلط عليه الأمر، وأخذ من هذه وهذه، فاستحدث ملكة (ثانية) وكانت ناقصة عن الأولى، وهذا هو معنى فساد اللسان العربي ولهذا كانت لغة قريش أفصح اللغات العربية وأصرحها لبعدهم عن بلاد العجم من جميع جهاتهم( ). |