Search In this Thesis
   Search In this Thesis  
العنوان
الشعر العبري في إيطاليا في العصر الوسيط:
الناشر
جامعة عين شمس. كلية الآداب. قسم اللغة العبرية وآدابها.
المؤلف
إبراهيم،محمد حسني
تاريخ النشر
2008 .
عدد الصفحات
235ص.
الفهرس
يوجد فقط 14 صفحة متاحة للعرض العام

from 232

from 232

المستخلص

ترجع إرهاصات الشعر العبري في إيطاليا إلى القرن التاسع الميلادي، وفي هذه الفترة كان الإنتاج الشعري دينياً في الاساس، حيث ألف الشعراء اليهود في إيطاليا ” البيوط” للأغراض الدينية، متبعين أسلوب ” البيوط” الذي كان معروفاً في فلسطين، وظل الإنتاج الشعري يحمل هذا الطابع، حتى منتصف القرن الثاني عشر الميلادي، وأشهر الشعراء في تلك الفترة شفطيا بر أميتاي، وأميتاي بر شيفطيا، وزيفاديا (القرن التاسع الميلادي)، وشبتاي دونولو، وشلومو هابافلي، ومشولام بر كالونيموس (القرن العاشر الميلادي)، إيليا بر شمعيا، يحيئيل بر أفرهام، وأحيمعص بر بلطيئيل.
بدأت مرحلة جديدة في الشعر العبري في إيطاليا منذ النصف الثاني من القرن الثاني عشر، وتنتهي في النصف الثاني من القرن الخامس عشر. في هذه المرحلة تعرف يهود إيطاليا على الإنتاج الشعري الثري ليهود الأندلس، فعرفوا القصيدة العبرية بسماتها التي تحاكي الشعر العربي، حيث تعرفوا على البحور العربية، والقافية، والأغراض الشعرية غير الدينية مثل الغزل والمدح والهجاء والإخوانيات، وغيرها. ومن أهم شعراء تلك المرحلة يحيئيل بر يقوتيئيل، وبنيامين من هاعنافيم، وعمانويل الرومي (1270 – 1328)، الذي يعد أهم الشعراء اليهود في إيطاليا على الإطلاق، حيث استوعب الشعر العبري الأندلسي واستطاع نظم قصائد في معظم البحور وجميع الأغراض التي كتب فيها شعراء الأندلس، وقد جمع جميع قصائده في ثمانية وعشرين مقامة، تعد علامة في تاريخ الأدب العبري في إيطاليا في العصر الوسيط، ويعد الرومي أول شاعر حاول محاكاة الشعر الإيطالي بروح عصر النهضة، فقد ابتكر وزناً حاول فيه التوفيق بين الأوزان العبرية المعروفة في الأندلس، وإيقاع الشعر الإيطالي، ونظم بهذا الوزن عدداً كبيراً من ”السونتا” وهو قالب شعري كان معروفاً في إيطاليا.
أما المرحلة الثالثة من مراحل الشعر العبري في إيطاليا، فقد بدأت في النصف الثاني من القرن الخامس عشر الميلادي ، مع هجرة أعداد كبيرة من اليهود من أسبانيا والبرتغال وبروفانسا(جنوب فرنسا)، إلى إيطاليا. في هذه المرحلة ظلت القصيدة العبرية مرتبطة بالنموذج الأندلسي، وفي الوقت ذاته قام الشعراء بمحاكاة قوالب شعرية إيطالية علاوة على السوناتا التي أدخلها عمانوئيل الرومي، مثل الأوكتافا، والسيستينا، والترتسينا، والكانتسونا، والشعر المرسل، وقد نظم الشعراء في جميع الأغراض التي عرفها الشعر العبري في الأندلس، وهو ما يتجلى بوضوح في تقسيمهم لدواوين أشعارهم، في الوقت نفسه قام عدد من الشعراء بترجمة ومحاكاة أشهر الأعمال الأدبية الإيطالية. أهم شعراء هذه المرحلة يوسف تسرفاتي، والاخوين يعقوب وعمانوي فرانسيس، وموشيه زكوت، وشموئيل دافيد لوتساتو، وموشيه حاييم لوتساتو، الذي اعتبر بعض النقاد أشعاره إرهاصات للأدب العبري الحديث، إلا أن نقادا آخرين يخالفونهم في الرأي، حيث أن أعمال لوتساتو، في معظمها، متأثرة بالقبالاة، وبروح العصور الوسطى، كما أنه ظل يستخدم وزن الأسباب والأوتاد الذي كان يستخدم في الأدب العبري الوسيط منذ العصر الذهبي في الأندلس.