Search In this Thesis
   Search In this Thesis  
العنوان
الجهود اللغوية لشهاب الدين الخفاجى فى ضوء علم اللغة الحديث مع تحقيق كتابه شفاء الغليل فيما فى كلام العرب من الدخيل /
المؤلف
وهد، عليوة عبد النبى.
الموضوع
اللغة العربية الالفاظ.
تاريخ النشر
2006.
عدد الصفحات
325 ص. :
الفهرس
يوجد فقط 14 صفحة متاحة للعرض العام

from 1217

from 1217

المستخلص

وفي نهاية المطاف آن لنا أن نحطَّ الرحال بعد رحلة شاقة ، أضنت جوادنا ؛ لبعد السفر غير أن الزاد الذي تزودنا به كان قوامه الصبر على الطلب ، والجد في البحث ، والتنقيب في تراثنا الحافل ، متوشحاً – في كثير من الأحيان – بما يردده المحدثون من نظريات لغوية . تَبَيَّنَ لي بوضوح عُمقُ جذورها في تراثنا بشكل عام ،وعند الخفاجي بشكل خاص .ويمكننا أن نجمل ما توصل إليه البحث من نتائج فيما يلي :
أولاً : الشهاب الخفاجي :
1- قدم البحث ترجمة وافية للخفاجي اعتماداً على عدد غير قليل من المصادر ؛ حيث تابعت الخفاجي في أطوار حياته المختلفة .
2- وقدمت إحصاءً لجميع كتب الخفاجي ومؤلفاته . ، وتَبَيَّنَ أن أهم مؤلفاته اللغوية لم تحظ حتى الآن بالتحقيق العلمي ، نسأل الله أن يعيننا على إنجاز بعض ذلك في المستقبل .
3- أظهر البحث أثر الخفاجي وكتابه فيمن جاء بعده من العلماء والأدباء.
ثانياً : فيما يخص الدراسة اللغوية :
1- إثبات أنَّ الاقتراض اللغوي بين اللغات لا مفر منه على مر الأزمان.
2- وضع حدود واضحة بين مصطلحات ثلاثة تتردد في الدرس اللغوي عند القدماء والمحدثين ، هي المعرب والأعجمي والدخيل وحررنا كلاً منها ، وأبرزنا موقف الخفاجي منها ، وأن كلاً منها كان واضحاً عنده لا يختلط بغيره ، ولعله بذلك يمتاز ممن سبقه من اللغويين العرب.
3- أثبت البحث أن الخفاجي له موقف متميز من المعرب ، وأنه يرى امتداد التعريب لما بعد عصور الاحتجاج بشرط التنبيه على أنه عُرِّب على يد المولدين وأنه مقيس على منهج العرب في التعريب ، فنجد مصطلح المعرب المولد ، والمعرب العامي أو مما عربه المولدون ، وعربته العامة ، يتكرر في كتابه كثيراً .
4- أثبت البحث أن الخفاجي يُعد أول من جمَّع هذا العدد من المُوَلَّد في كتابٍ ، باعتبار أن المولد نوع من الدخيل الذي طرأ على اللغة ، مثله في ذلك مثل العرب فكلاهما ليس من كلام العرب.
5- أثبت البحث موقف الخفاجي من بعض قضايا التعريب ، مثل : تغيير المعرب ، والمعرب في القرآن ، والمعرب في الحديث ، وفي الشعر القديم ، والمعرب بعد زمن الفصاحة .
6- تفرَّد البحث بعمل دراسة إحصائية تحليلية لمداخل كتاب شفاء الغليل ، مع توضيح النتائج على رسوم بيانية ؛ بحيث اتضحت مادة الكتاب ، ومجالاتها ، ومدى تركيز الخفاجي على كل مجال منها ، ودلالة ذلك .
7- وفيما يخص الظواهر الصوتية :
‌أ) أثبت البحث إمكان تفسير تحول بعض الأصوات الأعجمية إلى أقربها من الأصوات العربية ؛ عن طريق ما أقره المحدثون من التطور التاريخي للأصوات والخفاجي – وإن لم يقل بفكرة التطور التاريخي للأصوات – قد أكَّد على وجوب تحول الأصوات الأعجمية إلى العربية ، وهو في ذلك متابع لمن سبقه من القدماء .
‌ب) وأظهر البحث تنبه الخفاجي إلى العلاقة الصوتية بين الأصوات ، ودورها في حدوث الإبدال ، وهو ما درسه المحدثون تحت ما عرف بالمماثلة والمخالفة الصوتية ، وقد وجدنا عدداً غير قليل من الأمثلة التي ذكرها الخفاجي وأمكن تفسيرها بهذين القانونين ، وهو إن لم يصرح بمنطوق المصطلح إلا انه قدم تعليلات واضحة لحدوث المماثلة والمخالفة ، أهما تخفيف اللفظ .
‌ج) استحدثت الدراسة مصطلحاً جديداً لتفسير الإبدال الذي لا يعتمد على تبادل التأثير بين الأصوات في الكلمة ، ذلك المصطلح هو الإبدال للتعريب .
‌د) قدم البحث رؤيا تفسيرية جديدة لتعريب الهاء المتطرفة في آخر الكلمة الأعجمية ، مستمدة مما قاله الخفاجي – متابعاً سيبويه – في ذلك .
8- وفيما يتصل بالظواهر الدلالية:
‌أ) تنبه الخفاجي إلى تغيرات المعنى في المفردات واستخدم اصطلاحات توازي ما عرف عند المحدثين بـ (التضييق الدلالي والتوسع الدلالي والانتقال الدلالي) كما أثبت البحث موقف الخفاجي من الترادف ، وإقراره به ، ودور التعريب في إيجاد المترادف وكذلك المشترك اللفظي .
‌ب) أبرز البحث موقف الخفاجي من المشترك بين اللغات ، فيما أطلق عليه (توافق اللغات) متابعاً من سبقه .
‌ج) أثبت البحث أن هناك عددًا كبيرًا من الكلمات في شفاء الغليل تعد من المشترك السامي ، ولم يتنبه الخفاجي إلى ذلك ؛ فنسب بعضها – كغيره من القدماء – إلى العربية ، وبعضها إلى المولد ، والبعض الآخر إلى المعرب .
‌د) ومن قضايا الدلالة في التراكيب :
- التعبير الاصطلاحي ؛ والتفريق بينه وبين التعبير السياقي ، مع عمل معجم للتعبيرات الاصطلاحية في شفاء الغليل ، وتحليل بعض النماذج من تلك المصطلحات تحليلاً تركيبياً.
9- وفيما يتصل بالظواهر الصرفية :
‌أ) حقق البحث موقف الخفاجي من الاشتقاق من الكلمات المعربة ؛ حيث يرى أن العرب تتصرف في الكلمات المعربة كتصرفها في الكلمات العربية ، كما أنه يرفض – متابعاً أغلب القدماء – ادعاء أصول عربية لبعض الكلمات المعربة .
‌ب) وأثبت البحث موقف الخفاجي من سماعية المعرب ، فما عُرِّب على نهج العربية (قياساً) بعد عصور الاحتجاج يُعدُّ مولداً ، وأطلق عليه : (المعرب المولد) .
‌ج) أثبت البحث أن مفهوم المحدثين للنحت هو نفسه عند الخفاجي ، كما أكد أن النحت عنده قياسي ، يسير مع اللغة على مر العصور ، وعَدَّدَ دواعي النحت عنده ؛ حيث يتفق أغلبها مع ما ذكره المحدثون ، كما وجدنا أن الأمثلة التي ذكرها الخفاجي للنحت تندرج تحت صور النحت (المنحوت) عند المحدثين .
- ومما تفرد به الخفاجي أنه تنبه إلى أن الاسم المعرب قد يدخل إلى العربية منحوتاً من مركب في الأعجمية ، وذكر أمثلة لذلك.
‌د) عدد البحث أمثلة كثيرة لوقوع القلب المكاني في شفاء الغليل في الكلمات المعربة وأثبت موقف الخفاجي من القلب المكاني من خلال أمثلته التي ذكرها.
ثالثاً : التحقيق :
من النتائج التي توصل إليها البحث فيما يخص تحقيق كتاب ”شفاء الغليل” ما يلي:
1- ضبط المتن وإزالة مواطن الغموض والاضطرابات – وهي كثيرة – وذلك من خلال الرجوع إلى مخطوطات الكتاب ؛ والمقابلة بينها .
2- تأكد لدينا أن جميع طبعات الكتاب لم يرجع أصحابها إلى أي مخطوطة
للكتاب وإنما اعتمدوا جميعًا على (ط بدر) 1325هـ .
3- أكمل مخطوطة للكتاب في مصر هي مخطوطة دار الكتب (ك) . أما باقي المخطوطات فإن بها خرمين كبيرين الأول في حرف الألف والثاني يشمل حرف الباء كاملاً .
4- إضافة أكثر من خمسين مادة لغوية جديدة – من خلال المقابلة بين المخطوطات للكتاب – منها ثلاث وعشرون مادة في حرف الهمزة ، والباقي موزعة على سائر حروف الكتاب . وهذه المواد لم تثبت في أي نسخة من نسخ الكتاب .
5- إتباع منهج صارم في التحقيق ، يعتمد على الاستقصاء في تخريج النصوص ، وتأصيل المواد المختلفة من مصادر اللغة التراثية ومن كتب المحدثين وذلك في هامش التحقيق ، وهو الذي يلي المتن مباشرة .
6- يعد كتاب (شفاء الغليل فيما في كلام العرب من الدخيل) مصدراً غنياً من المصادر التي تعطينا صورة جيدة لتطور المفردات حتى العصور المتأخرة ، فيما يمكن أن ندرجه تحت ما عرف باللحن أو الانحراف اللغوي .
7- لم يكن تأصيل الكلمات المعربة الهدف الأول للخفاجي ؛ فجاء كلامه عن المعرب ترديداً لكلام من سبقوه ، إلا في بعض المواد التي أدلى فيها بدلوه .
8- يعطينا الكتاب صورة جيدة لبعض البيئات العربية ؛ من خلال ذلك العدد الكبير الذي ذكره الخفاجي من التعبيرات الاصطلاحية التي انتشرت في تلك البيئات ، وذلك يدخل ضمن ما يعرف الآن بعلم اللغة الاجتماعي .
وبعد ...
فإنني في نهاية الكلام لا يسعني إلا أن أكرر ما بدأت به من تقديم خالص الشكر والعرفان لأستاذي الجليلين ، الأستاذ الدكتور/ رمضان عبدالتواب – رحمه الله تعالى – والأستاذ الدكتور / محمد إبراهيم عبادة ، بارك الله لتلاميذه فيه ، وجزاه عنهم خير الجزاء .
والشكر موصول إلى إخوان ، وقفوا معي في هذا البحث وقفة صادقة ، قَلَّمَا
نجدها في هذا الزمان ؛ أخي الدكتور/ منير جمعة والدكتور / عبد الرحمن يوسف والدكتور/ خالــد فهمي ، والدكتور/ أحمد النجمي ، والدكتور / إيهــاب النجمي ،
وفريق الفجـــر للطباعة والإخراج الفني فجزاهم الله خيراً .
وفي الختام
لا أبرئ نفسي من الخطأ والزلل ، فإن أصبت فذلك فضل الله ، وإن كانت الأخرى فمن نفسي ، والرجوع إلى الحق خير من التمادي في الباطل .
وفوق كل ذي علم عليم
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين .