Search In this Thesis
   Search In this Thesis  
العنوان
الشعر الجاهلى ومناهج تفسيره فى الدراسات الادبية المعاصرة /
المؤلف
عمر، جمال محمد محمد.
الموضوع
الشعر العربى تاريخ و نقد العصر الجاهلى.
تاريخ النشر
2007.
عدد الصفحات
390 ص. ؛
الفهرس
يوجد فقط 14 صفحة متاحة للعرض العام

from 388

from 388

المستخلص

الدراسة
الحمد الله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف الخلق وسيد المرسلين سيدنا محمد بن عبد الله، أفصح الناطقين بالعربية إلى يوم الدين .. فقد احتل الشعر الجاهلى مكانة عظيمة فى الأدب العربى، فقد علق بأذهان العرب وأفئدتهم، وشغل به كثير من النقاد والدارسون، وما يزالون، وصنفت حوله الشروح القديمة، وكذلك المؤلفات العديدة التى قد تباينت فى مناهجها، لكنها جاءت فى مجملها جهود خصبة أثرت الشعر لا ريب0
حقا تناول عدد وفير من الباحثين المحدثين دراسة الشعر الجاهلى من زوايا مختلفة، ومن خلال مناهج عديدة الاتجاهات، لكن قل منهم الذين تعاملوا مع نصوصه مباشرة، دون أن يسرفوا فى الاهتمام بسياقها الخارجى، ومن ثم الابتعاد عن جوهر النص0
أهمية الدراسة:
لقد أجهد كثير من الدارسين أنفسهم فى الحديث عن القضايا المتعلقة بالشعر الجاهلى، مما أظهر عجز بعضهم عن التعامل مع لغته وتفسيرها. وتأتى هذه الدراسة لتتناول بعض المحاولات الجادة من دراسات الباحثين التى فسرت الشعر بمناهج ذات اتجاهات مختلفة، بيد أنها تتفق فى الوقت نفسه على إطار للرؤية والتفسير، إطار ينبع من الرؤية الداخلية للنص، وتعرض لها تعرضاً مباشراً يعتمد على لغة النص من ناحية الإيحاء أو المضمون، أو الرمز، أو البنية، أو الصور والتراكيب، ومن ثم يعمد أولئك الدارسون على استثارة لغة النص لتخرج المعانى والدلالات، ويتلقونها كل حسب منهجه النقدى وآلياته التى يستخدمها للتفاعل مع النص0
ومن خلال هذا الإطار فقد انصبت رؤية الباحث على الدراسات التى عالجت الشعر الجاهلى من منطلق الرؤية الداخلية من خلال المناهج: الانطباعى التأثرى، والأسطورى، والبنيوى، والأسلوبى0
ولم تقتصر هذه الدراسة على جهود النقاد المعاصرين فى دراسة الشعر الجاهلى، بل رجعت إلى آراء وأقوال المتذوقين والنقاد واللغويين القدامى فى مؤلفات النقد العربى القديم للتعرف على جهودهم فى دراسة الأشعار الجاهلية، ومن ثم تقويمها ووضعها فى قالبها الصحيح0
منهج الدراسة:
وقد استلزم من الباحث أن يتعرض لتلك الدراسات بمنهجين:
الأول: المنهج التاريخى الذى ساعد على تتبع مسيرة نقد الشعر الجاهلى فى كتابات النقاد القدامى منذ العصر الجاهلى حتى القرن الخامس الهجرى التى توقفت من بعده، ثم فى دراسات الباحثين المحدثين، فقد استؤنفت فى بدايات القرن العشرين مع إنشاء الجامعة المصرية0
الثانى: المنهج لتحليلى الفنى الذى استخدمه الباحث لعرض وتحليل تلك الدراسات ثم تقويمها رغم اختلاف مبادئها0
خطة البحث:
وبناء على ما تقدم فقد جاءت الدراسة فى خمسة فصول تسبقها مقدمة وتمهيد، وتعقبها خاتمة، ثم ثبت بالمصادر والمراجع0
أما التمهيد: فقد تناول فيه الباحث الحديث عن أهمية الشعر الجاهلى وطبيعته، فقد نما الشعر فى ظل الحياة القبلية، التى تسودها روح الانتماء والتعصب للقبيلة، وانصهرت شخصية الشاعر فى الشخصية القبلية، ومن ثم أصبح كثير من شعراء الجاهلية يصدر شعرهم عن الوجدان الجمعى أو الذات الجماعية0
ورغم هذا لم يخفت صوت الذات الفردية، ووجدنا شعراء يعبرون عن أنفسهم وذواتهم المستقلة عن القبيلة كما هو الحال لدى الشعراء ”الصعاليك”0 وكذلك كان الشعر الجاهلى ديوان العرب وسجل حياتهم فى الجاهلية. كما تناول الباحث قضية الوضع والانتحال التى أثارها الباحثون المحدثون من أمثال مرجليوث، وطه حسين، وقد تصدى للرد عليهم كثيرون من أمثال ”ليال” ومصطفى صادق الرافعى. ثم تناول الحديث عن المناهج المختلفة التى تعرضت للشعر الجاهلى فى دراسات الباحثين والنقاد، إضافة إلى كلمة موجزة عن مفهوم المنهج فى الدراسات النقدية0
ولما كان البحث يتعرض لدراسة ”الشعر الجاهلى ومناهج تفسيره فى الدراسات الأدبية المعاصرة ”فقد واستلزم ذلك تتبع مسيرة النقد للشعر الجاهلى منذ نشأته فى العصر الجاهلى حتى نهايات القرن العشرين. وخلال فصول هذا البحث يعرض الباحث للدراسات التى تناولت تفسير الشعر الجاهلى فى النقد القديم حتى القرن الخامس الهجرى وفى النقد الحديث منذ بدايات القرن العشرين حتى نهايته، وعلى ذلك فقد تناول الفصل الأول ”الشعر الجاهلى” موقف والنقد القديم منه”، حيث كان النقد فى العصر الجاهلى يصدر من متذوقين للشعر دون استناد إلى أسس أو مقاييس مقررة، فقد جاءت الأحكام ذاتية محضة بوحى أذواقهم، ومن خلال استقراء النصوص والشواهد والروايات المختلفة أمكن حصر أوجه النقد الاهلى فى ثلاثة جوانب هى: صحة اللغة، وصحة المعنى، وسلامة الموسيقى، ومن ثم وجدنا نقدهم يميل إلى الموضوعية، ينصب على صحة المعنى أو دقة استخدام الألفاظ أو قواعد العروض، كما رأينا عند ”طرفة من العبد”، ”وأم جندب” و”النابغة الذبيانى ”فى نقده لحسان بن ثابت0
- أما النقد فى عصر صدر الإسلام، فقد كان للنبى  نظرات فى أشعار الجاهليين تنم عن إعجابه ببعض بأبيات لما فيها من حكمة ومعان حسنة تتفق مع المبادئ التى يدعو إليها الدين الحنيف. وبالرغم من ذلك فيمكن أن نلاحظ أن كفر الشاعر ”أمية بن أبى الصلت” لم يمنع النبى  من استحسان شعره واستنشاده مما يؤكد عمق نظرته الموضوعية فى تذوق الشعر ونقده0
- وفى عصر بنى أمية فقد صدر النقد لأشعار الجاهليين عن جماعة من الأدباء المتذوقين للأدب منهم الخلفاء والأمراء من أمثال عن الملك بن مروان، والحجاج بن يوسف، فقد جاء النقد لديهم قصيراً وموجزاً قائماً على الإعجاب والتذوق دون أن يلتمس العلل ليدلل على سبب هذا الإعجاب0
- أما فى القرنين الثانى والثالث الهجريين فقد ازدهر النقد بفضل جهود طائفتين من النقاد هما الأدباء واللغويين، فقد عمق علماء اللغة والنحويين والبلاغيين فى نظرتهم الفاحصة لشعر الجاهلية واستطاعوا أن يقفوا على الخصائص الفنية التى تميز شاعر عن آخر لاسيما فحول الشعراء الجاهليين. واعتمدوا فى ذلك على كثرة إنتاج الشاعر وغزارة شعره، وجودة هذا الشعر0
- أما عن ضروب النقد الموضوعى عند اللغويين والنحاة فتناول نقد بنية الكلمة ضبطاً وإعراباً، ونقد المفردات، ونقد المعانى، والنقد العروضى فضلاً عن نقد الصحيح والمنحول من الشعر الجاهلى0
- وظهرت مؤلفات النقد القدامى التى تعرضت لشعر الجاهليين فى محاور عديدة وأهم تلك المؤلفات – طبقات فحول الشعراء- الشعر والشعراء لابن قتيبة، بمقاييس نقدية موضوعية يفسر بها جودة الأشعار أو رداءتها وتتمثل فى اللفظ والمعنى، والإصابة فى التشبيه، وخفة الروى، وقلة شعر القائل، وغرابة المعنى، ونبل القائل، وتوقف الباحث عند” الطبع والتكلف” و ”منهج القصيدة” لأنهما يرتبطان بالشعر الجاهلى ارتباطاً وثيقاً0
أما نقاد القرن الرابع الهجرى فقد تعرضوا فى كتاباتهم للشعر الجاهلى، وذلك فى ”عيار الشعر” لابن طباطبا، و ”نقد الشعر” لقدامه بن جعفر، ”وإعجاز القرآن” الباقلانى. حيث طبق هؤلاء النقاد مقاييسهم النقدية وقيموا الشعر الجاهلى من خلالها، ومن ثم أظهروا مواطن الجودة، والرداءة فيه معللين أسباب ذلك0
وفى الفصل الثانى: تناول الباحث ”المنهج الانطباعى التأثرى” وتفسيره للشعر الجاهلى، ويرى أصحابه أن خاصية العمل الأدبى تكمن فيما يثيره لدى القارئ من استجابات فى ذوقه وإحساسه وخياله، وحسب الناقد أن يعرض مدى استجابته لهذه التأثيرات، إن وسيلة تقييم العمل الأدبى لديهم ترجع إلى المتعة التى يخلقها فينا ”أحب” أو ” لا أحب” فهى ترتبط بالذوق فى المقام الأول الذى لا يخضع لأسس أو قواعد، إنما هو حاسة أدبية ولغوية يكتسبها النقاد من كثرة إطلاعه على الأدب شعره ونثره0
وقد تباينت أراء النقاد المعاصرين إزاء هذا الاتجاه الانطباعى التأثيرى ما بين مؤيد ومعارض. وبالرغم من ذلك فقد عالجت دراسات كثيرة الشعر الجاهلى بهذا المنهج، وفى طليعتها ”حديث الأربعاء” لطه حسين، حيث تناول أشعار الجاهليين فى الجزء الأول. وحلل عدة قاصئد مشهورات، ثم تعرض لقضية الوحدة العضوية فى القصيدة الجاهلية. وتابعه فى ذلك د.محمد زكى العشماوى فى كتابه ”قضايا النقد الأدبى بين القديم والحديث” وعارضه فى بعض الآراء، وعرضت الدكتورة عائشة عبد الرحمن ”بنت للشاطئ” فى دراستها ”قيم جديدة للأدب العربى” للعديد من القضايا من خلال مناقشتها لمقولات النقاد القدامى. أما دراسة د0 محمد أبو موسى ”قراءة فى الأدب القديم فيكاد الجانب البلاغى يهيمن عليها. ولم يرق هذا المنهج لكثير من الباحثين فاتجهوا إلى مناهج أخرى0
أما الفصل الثالث: المنهج الأسطورى فينطلق أصحابه من قناعتهم أن الأساطير المختلفة، إنما تضم فى جنباتها أعداداً من أساطير منفردة، تندرج تحت الموروثات الأسطورية، وتأسيساً على هذا فإن مهمة الناقد الأسطورى تتبع الخيوط الأسطورية المنبثة فى ”نسيج القصائد المختلفة” ومن ثم يمكن فك رموزها من خلال النماذج الأصلية التى تمنح شفرتها لتلك النصوص، ويمكن – حينئذ – تفهم مكبونات اللاوعى، ودراسة مظاهر انبثاقاته الرمزية، وذلك بتتبع الرموز المتكررة فى الموروث الشعرى بحسبانها تجسد تلك النماذج الأصلية الهاجعة فى الضمير الإنسانى الجمعى0
ومن خلال القراءة الفاحصة للعمل الأدبى ينصب اهتمام الناقد فيه على دراسة الرموز محاولاً رصد ما يتضمنه من أساطير يكشف عن أبعادها، فضلاً عما تحمله من مضامين0
وقد تناول الباحث أصول هذا المنهج فى العلوم المختلفة فى التحليل النفسى، والأنثروبولوجيا، والفلسفة الرمزية، والنقد الأدبى، كما توجه إلى استمداد هذا المنهج من الأساطير فى التراث الدينى قبل الإسلام، مستعرضاً أنماط الفكر الدينى فى تلك الفترة وتتمثل فى الديانات السماوية كالحنيفية واليهودية والنصرانية، وعبادات العرب للأوثان والنجوم والجن والملائكة والكواكب وتقديس الإنسان0
وفى إطار الدراسات التطبيقية التى حاولت تفسير الشعر الجاهلى بهذا المنهج، جاءت دراستى د. مصطفى ناصف: ”دراسة الأدب العربى” وقراءة ثانية لشعرنا القديم تمهد الطريق أمام هذا الاتجاه فى دراسة شعر الجاهلي، كما تناول دراسات الباحثين الرواد مثل. الصورة الفنية فى الشعر الجاهلى” للدكتور نصرت عبد الرحمن و ”الصورة فى الشعر العربى” للدكتور على البطل ودراسات أخرى عديدة للدكتور إبراهيم عبد الرحمن، والدكتور أحمد كمال زكى والدكتور مصطفى الشورى، والدكتور نبيل نوفل، والدكتور السيد فضل، والدكتورة ثناء أنس الوجود. وتجدر الإشارة إلى أن هذه الدراسات قد استندت فى كثير من المواطن إلى التراث الدينى بأنماط المتعددة فى شبه الجزيرة العربية وما يحاورها فى عصر ما قبل الإسلام0
وفى الفصل الرابع: ”المنهج البنيوى”، وقد تناول الباحث روافد هذا المنهج فى الثقافة الغربية المتمثلة فى مبادى دى سوسير، وهى اللغة والكلام، والتزامنى والتطورى، والدال والمدلول، والعلاقات الاستبدالية والعلاقات التركيبية، وأسبقية الكلام على الكتابة، وفى الشكلية الروسية، وفى النقد الجديد، وفى علاقة البنيوية بالأنثربولوجيا لدى ”ليفى شتراوس” وفى البنيوية السميولوجية عند ”رولان بارت”. ثم تحدث عن النقد الموجه للمنهج البنيوى0
وفى إطار الدراسات التطبيقية فى هذا الاتجاه، فقد اختار الباحث دراسة ”الرؤى المقنعة، نحو منهج بنيوى فى دراسة الشعر الجاهلى” للدكتور كمال أبو ديب باعتبارها نموذجاً للتفسير البنيوى للشعر الجاهلى، لكونها دراسة موسعة شملت ما يقرب من مائة وخمسين قصيدة جاهلية، ويزعم صاحبها أنه يطبق فى دراسته منازع شتى واتجاهات عديدة. داخل المنهج البنيوى، وقد تبدو متعارضة داخل هذا المنهج – كما أنه أبا ديب قد توصل إلى نتائج مثيرة للنقاش والجدل توقف عندها الباحث ورد على صاحبها بما تقتضيه أسس المنهج البنيوى الذى التزمه أبو ديب فى دراسته0
أما الفصل الخامس:”المنهج الأسلوبى” فقد تناول فيه الباحث الفرق بين الأسلوب والأسلوبية، وعلاقة الأسلوبية بنظرية الاتصال، ثم تحدث بإيجاز عن اتجاهات البحث الأسلوبى: كالأسلوبية التعبيرية، والأسلوبية المثالية، والأسلوبية الوظيفية، والأسلوبية التوليدية، والأسلوبية الإحصائية. كما عرض الباحث لمفاهيم الأسلوبية: الاختيار، والانحراف، والنص، والتلقى0
وجاء التفسير الأسلوبى للشعر الجاهلى من خلال الدراسات التطبيقية فى هذا الاتجاه، وتشمل دراسات الباحثين: د. لطفى عبد البديع، د. محمد العبد، ود. محمد حماسة عبد اللطيف، ود. سعد مصلوح، ود. محمد أحمد بريرى، ود. محمد عبد المطلب0
وهكذا تناول هذا البحث كما وفيراً من الدراسات التى تعرضت لتفسير الشعر الجاهلى وفق مناهج مختلفة واتجاهات عديدة0