Search In this Thesis
   Search In this Thesis  
العنوان
الحديث النبوى الشريف :
المؤلف
عبد البارى، عبد العزيز فتح الله على.
الموضوع
البلاغة العربية البيان.
تاريخ النشر
2008.
عدد الصفحات
260 ص. ؛
الفهرس
يوجد فقط 14 صفحة متاحة للعرض العام

from 275

from 275

المستخلص

هذا البحث ”الحديث النبوي الشريف:دراسة أسلوبية في ضوء نماذج من مرويات مسند الإمام الليث بن سعد” جاء رغبة في دراسة مجال من مجالات البحث أعرض عنه كثير من الباحثين في الدراسات الأسلوبية؛ فيندر أن نجد دراسة أسلوبية اتخذت الحديث الشريف مجالا لها،في حدود علم الباحث.
فأراد الباحث لفت نظر الباحثين إلي شهذا التراث الحديثي الذي أهمل في الدراسات الأسلوبية،وكذلك لفت نظرهم إلي ضرورة الاهتمام بتراث علم من أعلام الحديث الشريف من أبناء محافظة القليوبية الذين دعا مؤتمر إعلام الفكر للقلقشندى الذي عقد في كلية الآداب بجامعة بنها في السادس والعشرين من رجب (1405هـ)/السادس من إبريل (1985م)-إلي إحياء تراث علماء القليوبية.
وقد حدد الباحث منهجه في المنهج الأسلوبي ؛حيث يعد –في نظر كثير من الباحثين– أقرب المناهج النقدية إلي الموضوعية لاعتماده علي الرصد والوصف للظواهر الأسلوبية ،كما أنه يبتعد ما أمكن عن إصدار الأحكام التقييمية .
وآثر الباحث أن يتناول الحديث الشريف بالدراسة منطلقا من المفهوم الذي يري الأسلوب عملية اختيار واعية من إمكانات اللغة ”لسماتٍ لغويةً معينة بغرض التعبير عن موقف معين، ويدل هذا الاختيار أو الانتقاء على إيثار المنشئ وتفضيله هذه السمات على سمات أخرى بديلة، ومجموعة الاختيارات الخاصة بمنشئ معين هي التي تشكِّل أسلوبه الذي يمتاز به عن غيره من المنشئين”( ).
وبناء علي ذا ،فإن الحديث الشريف الذي رواه الإمام الليث بن سعد في الكتب الستة الصحاح بلفظه سيكون مادة هذه الدراسة ،وليس الذي رواه بالمعنى ،إذ هو ليس من لفظ النبي  .
ولذا فآلية بناء علي هذا ، فآلية أو منهجية دارسة أسلوب رسول الله في أحاديثه المروية بلفظها ستقوم على المقارنة الأسلوبية بين الاختيارات المُتَحَقَّقة بالفعل أو المستعملة أي النص الذي ورد عن رسول الله بلفظه ، وبين الاختيارات المستبعَدَةِ المفترَضَةِ من جانب الباحث من خلال ما يوفره له النظام اللغوي ، على اعتباره المعيار الذي على أساسه تم الاختيار ( ).
ولعل ذلك مَثَّل صعوبة كبيرة أمام الباحث، فإذا كان افتراض الفروض في تناول أعمال الأدباء والشعراء صعبا؛ حيث يندر الحصول على مسودات لأعمالهم، فإن الأمر نراه هنا أصعب. وإذن، فليس أمام الباحث سوى الاجتهاد في افتراض الاختيارات، ثم اختبار هذه الفروض بعقد المقارنة بينها وبين ما تم اختياره بالفعل من جانبه .
ولقد ارتأى الباحث ضرورة أن تنضبط الدراسة ببعض الضوابط الواجبة عند تناول الحديث الشريف تناولا أسلوبيا تبعا لخصوصية النص موضع الدراسة ،وخصوصية قائله من مثل أن ننطلق في مقاربة”النص الحديثي”المقدس من نسيجه اللغوي،ومن جميع الملابسات السياقية التي ترتبط به،وتسهم في فهمه الفهم الصحيح، كعلوم الحديث،وسيرة صاحبه إضافة إلى السياق الاجتماعي والتاريخي للنص( )وكذلك،معرفة مكانة النص من حيث مكانةُ قائله وخصوصيته وسيرته ومرجعيته،و”الضوابط ” التي تحكم تناوله من جانب أي باحث
ولقد جاءت رسالتي هذه في ثلاثة فصول ومقدمة وخاتمة.
فأما المقدمة فعرض فيها الباحث أسباب اختيار البحث، ومنهجه،وصعوباته والدراسات السابقة،والجديد فيه، ووصفا موجزا لفصوله ومباحثه.
وأما الفصل الأول فكان عن المستوى الصوتي الإيقاعي للحديث الذي تمثل على مستوى اللفظ المفرد في ظاهرتي: الجناس والطباق،وقد تناولهما الباحث في المبحث الأول والثاني منه، وفي ظاهرة السجع على مستوى إيقاع الجملة.وهو ما تناوله في المبحث الثالث،وقد قدّم لهذا الفصل بتمهيد موجز عن الأداء الكلامي للجماعة اللغوية العربية في عصر الرسول  وأهم خصائصه ،مبينا أن الرسول فرد من أفراد هذه الجماعة التي أثرت فيها بيئتها ، فكان السمع وسيلتها إلى المعرفة؛ فأرهفت السمع،وعرفت للإيقاع قيمته وأثره.
أما الفصل الثاني فجاء في ثلاثة مباحث، قدم الباحث لها بتمهيد موجز عن التراكيب وكيف أنها ترجع إلى وجوه التصرُّف من المنشئ التي تقوم أساسا على الاختيار،وكيف أن الرسول  تصرف في تراكيبه تصرف البليغ الذي ارتضع أفاويق البيان .
وفي المبحث الأول تناول نوعية الجملة وغلبة نوعية منها سواء من حيث الاسمية أو الفعلية أو من حيث الطول والقصر أو الجملة الكبرى والجملة البسيطة. وكان واضحا من خلال الإحصاء غلبة نوعية الجمل البسيطة على المركبة وكذلك الفعلية على الاسمية. أما في المبحث الثاني فتناول الباحث ظاهرة التقديم والتأخير على المستوى الأفقي، بينما تناول في المبحث الثالث سمة الحذف والذكر على المستوى الموضعي.
وتناول الفصل الثالث مستوى الصورة في مبحثين، وكان طبيعيا أن يُقَدَّمَ له تمهيد حول مفهوم الصورة قديما وحديثا،مفرِّقا بين الصورة عند الشاعر أو الأديب عموما وبينها عند الرسول  بالنظر إلى اختلاف طبيعة كُلٍّ وغايتِه ومهمتِه وخصائصِه،ومتناولا في المبحث الأول الصورة في الحديث الشريف سواء أكانت تشبيهية،أو استعارية ،أو كنائية.
أما المبحث الثاني فتناول فيه الصورة الحقيقية بالنظر إلى دورها في تكوين الصورة وتشكيلها، ،مبينا ما عناه بالصورة الحقيقية.
وجاءت خاتمة البحث لتقف على أهم نتائج الدراسة وأهم مقترحاتها،ثم أردفها الباحث بثبت للمصادر والمراجع التي اعتمدت عليها الدراسة مرتبة أبجديا.
ولعل الجديد في دراستي هذه يتمثل في:
أولا :التناول الموضوعي القائم على الوصف والتحليل والإحصاء والمقارنة الجادة التي استتبعها تطبيق منهج استرجاع الإمكانات المتاحة. وإن لم يخلُ الأمر من نظرة تقييم؛فإن الباحث يرى أن ”فكرة إفراغ الدراسة الأدبية من أي مستوى كان من النقد بمعنى التقويم والحكم مقضي عليها بالفشل؛فمجرد اختيارنا لبعض( ) النصوص من بين ملايين النصوص الأخرى للدراسة هو حكم نقدي...ولا يمكن أن تتم دراسة أي عمل فني دون اختيار الخصائص التي نود بحثها وزاوية النظر التي سوف نعالجه من خلالها.أي أننا نوازن ونمحِّص ونقارن ونختار في كل خطوة نخطوها”( ).
ثانيا: لفت نظر الباحثين المُحْدَثِين إلي الاهتمام بدراسة النص النبوي الشريف دراسة بلاغية؛ حيث لا يلقى الاهتمام المناسب من جانب الباحثين؛ فأغلبهم ينصرف إلى تناول النصوص الشعرية والنثرية بلاغة ونقدا، على الرغم من مكانة الحديث البلاغية ؛فحديث واحد صحيح قد يكون كفيلا بأن نعيد النظر في طريقة استيرادنا النظريات البلاغية والنقدية كما في حديث النبي  من حديث ابن عباس–رضي الله عنهما– ”ليس الخبرُ كالمعاينة؛ قال اللهُ لموسى:إن قومك صنعوا كذا وكذا فلم يبالِ! فلما عَايَنَ ألقى الألواحَ”( ).
ثالثا:لفت نظر الباحثين إلي ضرورة إحياء تراث علماء الحديث الكبار الذين تعرضوا للغبن وضياع مؤلفاتهم من أمثال الإمام الليث بن سعد الذي يضارع الإمام مالكا-رضي الله عنهما-بل يفضله بعض العلماء عليه ،وهذا من ضمن ما هدفت إليه هذه الدراسة .