Search In this Thesis
   Search In this Thesis  
العنوان
أثر التدريب الميدانى على اتجاهات تلاميذ المرحلة الاعدادية نحو التربية الرياضية /
المؤلف
شومان، اشرف محمود الشحات.
الموضوع
التربية الرياضية المرحلة الاعدادية طرق التدريس.
تاريخ النشر
2008.
عدد الصفحات
106ص. ؛
الفهرس
يوجد فقط 14 صفحة متاحة للعرض العام

from 139

from 139

المستخلص

يعتمد المعلم فى تفاعله مع العملية التربوية على مجموعة من الأفعال والأنماط السلوكية التى يستطيع عن طريقها تكوين نوعا خاصاً من العلاقات بينه و بين غيره من الأفراد فى المحيط الذى يتفاعل معه ,هذه العلاقات تعتمد على ما يصدره من أفعال و ما يتلقاه عليها من ردود .فكلما كان هذا التفاعل مظهراً للرضا عن المجال الذى يتفاعل فيه المعلم أدى ذلك إلى نجاح العملية التربوية , لأن الرضا هو شعور الفرد بإشباع حاجاته و متطلباته التى يرغب أن يشبعها فى وظيفته . و مظاهر الرضا غالباً ما تظهر آثارها فى الإتجاهات التى يحملها الفرد نحو المجال الذى يتفاعل معه .
والتدريب الميداني هو الخطوة العملية الأولى التي يخطوها الطالب المعلم ويمارس خلالها نقل معلوماته النظرية وخبراته إلى غيره من الطلاب في مراحل التعليم المستهدفة ؛ ويحتاج ذلك إلى المعلومات النظرية التي يعرفها المعلم جيداً لدرجة الهضم التام والفهم الكامل . (72 : 5 )
وإن ما يدرسه الطالب المعلم من مواد ونظريات ليست كلها مطبقة على أرض الواقع المدرسي بل إن بعضها يعبر عن اتجاهات وطرق مستحدثة .( 14 : 54 )
ويرى الباحث أن طالب التربية العملية يحاول بتحمسه والرغبة في تطوير المهنة التي هو مقبل عليها تنفيذ كل الطرق والنظريات التي ستعود بالنفع على التلاميذ وعلى المنهاج المدرسي.
والطالب المعلم كونه قريب من التلاميذ فيتقبلون منه المعلومة والمهارة بسهولة ويسر ودون تكلف ويعتبر التلاميذ مدرس التربية العملية القدوة والمثل الأعلى وذلك بسبب لياقته ونشاطه ومعلوماته الوفيرة وحماسه ومظهره الحسن وتشجيعه لهم وإعداد الإمكانيات عندما لا توجد في المدرسة وهي ما يطلق عليها الأدوات البديلة بل يمكن إحضارها على نفقته الخاصة بسبب تحمسه .
فدور الطالب المعلم الإيجابي الناتج عن تأثر التلاميذ بشخصيته كبير- والتعلم عن طريق القدوة له أثره الواضح والعميق على التلاميذ . ( 72 : 11 )
والتلاميذ في أشد الحاجة إلى مدرس قريب منهم يفهمهم ويحاول النزول لمستواهم والعمل على رفع مستواهم إلى مستوى أعلى تدريجياً- فالنشء في حاجة إلى قدوة صالحة يقتدي بها ويعمل على تقليدها- ومدرس التربية الرياضية المؤهل دراسياً بعلم النفس والتربية هو القادر على الرد على هذه الاستفسارات لما يتميز به من ثقة وحب من قبل التلاميذ.
( إن التدريب الميداني كالبوتقة التي تنصهر فيها كافة المعلومات و المعارف نظرية كانت أم عملية التي حصل عليها الطالب المعلم والتى تمتزج بشخصيته وتتفاعل معها ، وتبلور خبراته في تربية وإعداد النشء تربية متزنة . ( 42 : 1 وحيث أن التدريب الميداني أداة الربط بين الدراسة الأكاديمية – النظرية والعملية- التي اكتسبها الطالب وتعلمها وبين الطرائق التطبيقية التي يستخدمها والتي تعتمد في المرتبة الأولى على الأسس التربوية . ( 64 : 2 )
ويرى الباحث أن الكلية هي مركز الإشعاع التربوي والثقافي والحضاري فطالب التربية العملية هو عنصر من عناصر هذا الإشعاع والذي يؤثر على البيئة المدرسية وبالتالي الاجتماعية فهو عبارة عن مؤثر مركز على تلميذ المدرسة وذلك عن طريق تطبيق ما تعلمه وإحياء وتوظيف المثالية النظرية بكل السبل لتصبح واقع أمامه وبذلك قد تتفجر المواهب وتنمى ويصبح تلميذ المدرسة ملماً بكثير من المهارات والأنشطة الرياضية مما قد يكون عنده ما يسمى بالاتجاه نحو التربية الرياضية .
وقد يكون التدريب الميداني أحد العوامل الهامة المؤثرة على اتجاه التلاميذ نحو التربية الرياضية وذلك من أهداف التربية- حيث تهدف التربية لتغيير اتجاهات الأفراد النفسية نحو المبادئ والآراء ومشاكل الساعة والأفراد والأشياء وما إليها بتغيير الاتجاهات وتحويلها لاتجاهات إيجابية والعكس تبعاً للهدف الذي ترمي إليه الدولة . ( 31 : 250 )
ووظيفة المعلم تنحصر في إدارة مواقف التعليم بحيث تؤدي إلى تغيير سلوك التلاميذ نحو الاتجاه المرغوب. ( 45 : 10 )والإتجاه هو قدرة الفرد أو الإستعداد المسبق للتحرك نحو شىء ما أو الإبتعاد عنه , و العلاقة بين الإتجاه والسلوك تمثل دائرة مستمرة تتأثر بالتغير الحادث فى كل منهما .
وكما أن غرس الاتجاهات السلبية والايجابية لا يكون عن طريق الوعظ والنصح وإنما عن طريق الممارسة الفعلية والخبرة الشخصية والجهود الذاتية والترغيب والقدوة الحسنة لأمثال الفعال حيث أن إيحاء السلوك أقوى من إيحاء الألفاظ . ( 9 : 120 ) وحيث أنه يمكن النظر إلى الاتجاهات على أنها نوع من الدوافع المكتسبة أو على أنها نوع من أنواع الدوافع الاجتماعية المهيئة للسلوك . ( 27 : 7 )
وانطلاقاً من أن الاتجاهات من أهم محركات السلوك فعن طريق معرفة اتجاه الفرد نحو ظاهرة ما أو حدث معين يمكن أن نتنبأ بسلوكه فيما بعد تجاه هذه الظاهرة أو هذا الحدث فلدراسة الاتجاهات أهمية كبيرة نحو فهم الفرد وتوجيه نحو العمل أو النشاط الذي يتفق مع ميوله و التكوين الخاص لشخصيته و تعكس شعور الفرد نحو بعض المواقف . ( 74 : 8 )
هذا ونجد أن المدارس وبخاصة مدارس مرحلة التعليم الأساسي يكون لها أثر كبير في تنمية بعض المهارات الأساسية للتلاميذ وذلك من خلال حصة التربية الرياضية إذا إتبع المدرس الأساليب الحديثة التى يكون لها دور فعال فى الأداء المهارى والمعرفى للتلاميذ .
وقد ثبت في هذه المرحلة ( مرحلة التعليم الإعدادي ) أن الدروس المخطط لها جيداً والتي تنفذ مراعية الأسس العلمية والمبادئ التعليمية ، هي أحسن وسيلة لاستبعاد ما يصيب تلاميذ هذا السن من الملل وعدم الميل للحركة . ( 45 : 57)
ويري الباحث أن مدرس التربية العملية لديه من الاعداد الأكاديمي ما يؤهله تحت اشراف التوجيه الجيد أن يخطط لحصصه بطريقة تعتمد على الأسس العلمية والمبادئ التعليمية مما يؤدي لإبعاد الملل الذي قد يصيب التلاميذ في هذه المرحلة السنية وبالتالي ينمي الوعي الرياضي والميل للحركة والنشاط بما يسمى بالاتجاه نحو التربية الرياضية .
والاتجاهات الإيجابية نحو النشاط الرياضي تلعب دوراً هاماً في الإرتقاء بهذا النوع من النشاط البشري لأنها تمثل القوي التي تحرك الفرد وتثيره للممارسة هذا النشاط والاستمرار في ممارسته بصورة منتظمة . ( 59 : 319 ).