Search In this Thesis
   Search In this Thesis  
العنوان
التراث الشعبى واثرة على مسرح يسرى الجندى/
المؤلف
محمد، راجية يوسف عبد العزيز.
الموضوع
اللغه العربيه- مسرح.
تاريخ النشر
2008.
عدد الصفحات
195ص. ؛
اللغة
العربية
الدرجة
ماجستير
التخصص
الفنون البصرية والفنون المسرحية
مكان الإجازة
جامعة بني سويف - كلية الآداب - اللغة العربية وآدابها
الفهرس
يوجد فقط 14 صفحة متاحة للعرض العام

from 204

from 204

المستخلص

فى نهاية هذه الدراسة التى تناولت أثر التراث الشعبى فى مسرح الكاتب يسرى الجندى، يمكن استخلاص بعض النتائج، وهى:
أولاً: أن يسرى الجندى من أهم الكُتَّاب المعاصرين استلهاماً للتراث الشعبى، محاولاً أولاً: البحث عن هوية مصرية شعبية، وثانياً: إعادة تفسير العناصر والسير الشعبية فى ضوء رؤية معاصرة بقصد طرح قضايا سياسية أو اجتماعية معاصرة اعتماداً على المشابهة مع العناصر التراثية بدلالاتها المترسبة فى وجدان الشعب، وعن طريق السير الشعبية استطاع يسرى الجندى أن يعرض تيماته الأساسية أو الغرض الأساسى من وراء إعادة صياغة هذه السير بحيث يوضح قيمة العدالة وتحقيق الحرية حتى وإن لم يستفد منها القارئ أو المتفرج بشكلٍ مباشر، فسوف يستفيد عن طريق غير مباشر وهو طريق الفهم للحياة الظاهرة الحقيقية للخير والشر.
من الممكن أن يصبح المسرح وسيلة لتصحيح المفاهيم لدى البشر ومحاولة تصحيح ما هو خطأ فى المجتمع، سواءً كان مجابهة الظلم أو محاولة الاستعمار بالدفاع الدائم عن الحرية – أياً كانت حرية وطن أو رأى – والتصدى للظلم والقهر وكبت الحريات، وهذا ما لجأ له كاتبنا المسرحى يسرى الجندى عن طريق إحياء التراث باستدعاء السير الشعبية من أجل طرح قضايا عصرية من خلالها.
ومثلما استطاع يسرى الجندى أن يتمسك بالتراث من أجل إبراز الهوية العربية والإسقاط على الواقع عن طريق السير الشعبية، استطاع أيضاً أن يمزج هذا بالمؤثرات الغربية الحديثة واستلهامها وتطويعها بحيث تكون ملائمة للبيئة المصرية الشعبية، محاولاً بهذا تطوير المؤلفات العربية وجعلها تواكب الغرب بما يناسب الشرق، والمثال على ذلك استلهامه للمسرح الملحمى لبريخت.
ثانياً: اللغة عند يسرى الجندى تميزت بالوضوح والسلاسة، فكان فى كثيرٍ من الأحيان يلجأ للعامية لكى تكون رسالته قريبة لأذهان العامة من الشعب المثقف وغير المثقف، واستعان بتقديم شخصيات من التراث الشعبى المعروفة لدى العامة لكى تأتى على ألسنتهم الرسالة التى يريد يسرى الجندى توجيهها للشعب، وهى محاولة إثبات الحرية والعدل ومحاربة الظلم والعبودية والقهر والفقر وسلطة أصحاب رؤوس الأموال التى تتوافق رغباتهم مع الحاكم الظالم والعدو المستبد.
وفى المجمل يمكن أن نقول أن يسرى الجندى يحتل مركزاً مرموقاً بين كُتَّاب المسرح المصرى والعربى، حيث إن له رؤية فى الكتابة المعاصرة مستلهماً فيها التراث الشعبى.
وهو أيضاً يُعَدُّ من كُتَّاب المسرح السياسى، حيث إنه يلقى الضوء على مشاكل سياسية ومشاكل اجتماعية (الفقر، الجهل، المرض، الفساد الأخلاقى، ...) والتى يعود أصلها لضعف سياسى (سواءً كان ظلم حاكم أو مستعمر مستبد أو سطوة أصحاب رؤوس الأموال ...)، محاولاً معالجة هذه المشاكل بجعل أبطال أعماله شخصيات شعبية مستقاة من التراث الشعبى أمثال (أبو زيد الهلالى، على الزيبق، عنترة، ...)، وهدفه هو إيقاظ الشعب الغافل أو توجيه رسالة له لكى لا يستسلم للظلم والاستعمار والعبودية.
وهذه من الأسباب التى دعتنى لاختيار هذا المؤلِف فى بحثى لأنه كاتب سياسى ومؤلفاته معاصرة، فهو بدأ فى الكتابة فى أواخر الستينيات من القرن العشرين، فله أسلوبه فى الكتابة حيث يستلهم التراث الشعبى ليجعل البطل الشعبى حاملاً للفكرة أو موجهاً رسالة للشعب على لسانه، فهو من الكُتَّاب المتميزين الذين لم ينالوا الحظ الوافر فى إلقاء الضوء على أعمالهم والتعليق عليها وتحليلها.
وعلى الرغم من تتويج أعماله واجتهاداته فى عام 1981 بمنحه جائزة الدولة التشجيعية فى المسرح ووسام العلوم والفنون من الطبقة الأولى، إلا إنه لم يتم تقديره كما يجب ككاتب سياسى معاصر، لذلك أردت أن أبحث فى هذا الموضوع: (حياته، نشأته، تعليمه، التأثير والتأثر لدى يسرى الجندى، والأعمال التى تأثر بها سواءً من الغرب أو من الشرق).
ثالثاً: اعتمدت هذه الدراسة أيضاً على إضافات المخرج عبد الرحمن الشافعى للنص المسرحى الهلالية تأليف يسرى الجندى، مستعيناً بشاعر الرباب والرواة المحدثين لكى يضفى على المسرحية الطابع الشعبى لأنها فى الأساس سيرة شعبية.
فعروض الشافعى قد اتسمت برؤية خاصة، حيث تعامل مع الموروث الشعبى ووظفه درامياً مستخدماً أسلوب السامر الشعبى وجميع الفنون التعبيرية الشعبية من غناء وإضاءة وديكور وموسيقى ومنشدى الرباب الذين يناقشون المتفرج فى الحوار المسرحى بشكلٍ مباشر لكسر الإيهام المسرحى وجذب المشاهدين ليتخذوا موقف من القضية المطروحة أمامهم، بحيث يضفى على العمل المسرحى الطابع الشعبى لأنه قريب للجمهور المشاهدين، فهو بطريقة إخراجه يصبح مكملاً للمؤلف المسرحى يسرى الجندى، ليصبحا ثنائياً ناجحاً فى استلهامهما للتراث الشعبى والسير الشعبية وإضفاء المعاصرة عليها وإسقاطها على الواقع بالتلميح للمشاهد بأن ما يراه أمامه من أحداث شبيه بعصره الراهن لكى يساعده على اتخاذ موقف نقدى من الأحداث التى هى فى الحقيقة مشاكل معاصرة لا بد أن يتصدى لها.