الفهرس يوجد فقط 14 صفحة متاحة للعرض العام
 |  | from | 231 |  |  |
| | | from | 231 | | |
المستخلص
اجمع دارسو الادب الحديث على ان البارودي رائد الشعر العربي الحديث بلا جدال وراوا ان هناك عوامل كثيرة ساعدت البارودي دراسة الشعر والاتجاه الى النظم واذكت شاعريته واول هذه العوامل موهبته الفطرية وتعلقه بالشعر ياتي بعد ذلك ميراث من عنصر البارودي الشركسي فقد كان خاله ابراهيم شاعرا مجيدا وموهبته الشعريه غذاها اطلاعه على دواووين الشعراء القدامى تلك الدواوين التي انكب عليها يقرؤها بشغف ونهم ويحفظ الكثير من اشعارها كما ان البارودي قد افاد من الآداب التركية و الفارسية ما اثر في عقله وخياله وقال الشعر بهاتين اللغتين.
-وعلى هذا النحو اشتركت عوامل كثيرة في تكوين شاعرية البارودي هذه العوامل جعلته يتصور مفهوما للشعر اذ يقول ان الشعر لمعه خيالية يتالق وميضها في سماوة الفكر فتنبعث اشعتها الى صحيفة القلب فيفيض بلألائها نورا يتصل خيطة بأسلة اللسان وذكر البارودي وظيفة الشعر الاجتماعية في تربية الامة فالشعر مثله كمثل سائر الفنون يهذب الفنون ويصقلها ودراسة مذهب البارودي الشعري تظهر لنا في ثلاث نقاط :
النقطة الاولى :
اتجه فيها البارودي الى التقليد وظهرت ملامح التقليد في شعره من خلال وقوفه على الاطلال ووصفه للناقه والفرس فكثيرا ما أتى البارودي بشعر جاهلي لا يمت الى عصره وعصر الحضارة بصلة وكذلك تبدو لنا ملامح التقليد في شعره باستخدامه للنسيب وهو الغزل الذي يذكر في اوائل القصائد كما قلد البارودي الشعراء القدامى في استخدام المحسنات البديعية.
النقطة الثانية :
اتجه فيها البارودي الى التجديد ومحاولة البارودي التجديدية كانت اعادة لتقليد الفن الشعري كما حددتها الممارسة الابداعية والنقدية قديما فتقليد البارودي كان يهدف الى التجديد وما ذكرناه من تقليد في شعر البارودي لا يعني ان شعر البارودي كله تقليد فللبارودي تقليد ملموس في التعبير عن شعوره ومشاهداته ومثال التجديد في شعره ما جاء في بعض اغراضه الشعرية نحو الوصف حيث افرد له البارودي قصائد خاصة به وله روائع في وصف الطير والريف وكل ماتقع عليه عيناه من مشاهد كمشهد الحروب ومشهد الهرمين وغير ذلك كما تميز البارودي في وصف الاشخاص.
النقطة الثالثة :
تناول فيها البارودي شعره بالتهذيب والتنقيح كي لايترك من بعده الا الشعر المصقول لفظا ومعنى ولعل ما يجلى لنا هذا الامر بوضوح هو الاختلاف الكبير لبعض قصائده ما بين روايتها في الوسيلة الادبية كما اثبتها الشيخ حسين المرصفي وبين روايتها في الديوان.