![]() | يوجد فقط 14 صفحة متاحة للعرض العام |
المستخلص يزخر تراثنا الإسلامي بصفة عامة، والتراث اليمني بصفة خاصة بالكثير من الشخصيات الفكرية التي لها إسهاماتها في شتي الفنون والمعارف، والتي تحتاج إلي وقفة علمية تميز غثها من ثمينها، وأصيلها من دخيلها، وحقيقها من باطلها، وذلك إذا أرادنا أن نستلهم منها قيم روحية وفكرية وعقائدية ملائمة لبيئتنا ومنسجمة مع حضارتنا ومحافظة علي هويتنا الإسلامية في كافة جوانبها العقيدية والثقافية والسياسية والإجتماعية والإقتصادية ويحيي بن الحسين بن القاسم بن إبراهيم بن إسماعيل الرسي ( ت 298هـ / 910م) – شخصية بحثنا- هو واحد من هذه الشخصيات الإسلامية، العربية، اليمنية، التي امتزج في فكره الغث بالثمين، والدخيل بالأصيل، والباطل بالحقيقي. لذا فهذا البحث في أحدا جوانبه يقوم بغربلة أرائه وتميز خبيثها من طيبها. وقد جاء الإختيار لشخصية الإمام يحي بن الحسين، ليس فقط من أجل ماله من إسهامات فكرية، ولكن أيضا من حيث أن هذه الشخصية واحدة من أكبر علماء المذهب الزيدي، ومؤسس المذهب باليمن، وسنحاول أن نعالج هذا البحث بطريقة موضوعية تلك الموضوعية التي إقتضتها طبيعة القرآن والسنة بإعتبارهما الميزان الذي ينبغي أن يلتزم به كل باحث يبتغي أن يلتزم إصابة الحق ولذلك سنري أن هوة البعد بين الإتجاهين، أهل السنة والجماعة، وبين شخصية بحثنا الإمام بن الحسين ستضيق بقدر ماتحمله أفكار هذا الرجل من أراء تتماشي مع القرآن الكريم والسنة المطهرة. |