![]() | يوجد فقط 14 صفحة متاحة للعرض العام |
المستخلص يعد الشاه عباس الكبير من أهم حكام الدولة الصفوية على الإطلاق، والذى مثل عهده فى تاريخ الدولة الصفوية – نقطة إنعطاف خاصة – جعلت من عهده مايجسد قمة ما وصلت إليه إيران أو بمعنى أدق ماوصل إليه الصفويون من قوة سياسية وإقتصادية، بدت آثارها جلية في التقابلات السياسية التى حدثت فى المنطقة سواءا بين الصفويين والعثمانيين أو بين الصفويين والأوزبك. أو فى العلاقات مع أكبر دول أوربا آنذاك، والتى تمثلت فى حكامها الكبار ” كأليزابيث الأولى” (1558/1603م) أو ”جميس الأول” (1603/1625م) ملكا إنجلترا، أو ”فيليب الثالث” (1598/1621م) ملك أسبانيا والبرتغال، أو ”رودلف الثانى”(1576/1612م) إمبراطور ألمانيا، أو مع حكام الولايات الإيطالية وبولندا، أو مع ”إيفان الرهيب” حاكم روسيا. ولقد قامت هذه العلاقات بين إيران وأوربا على أساس المصالح السياسية والتجارية، حيث السعى الأوربى لتحقيق المصالح الأوربية فى المنطقة، وبخاصة منطقتى الخليج والهند، والسعى الإيراني من ناحية أخرى لإقامة تعاون مع أوربا للتصدى للدولة العثمانية، وهو ما رسم على وجه التحديد خط سير العلاقات الإيرانية – الأوربية في عصر الشاه عباس الكبير. ومن هنا تستهدف هذه الدراسة محاولة السعى إلى تحليل الفكر السياسى لدى الشاه عباس الكبير كأبرز شخصية حاكمة فى تاريخ تلك الدولة والتى تميزت بفكرها ومنهجها السياسى فغيرت وجه الحياة فى إيران، وربما ما جاورها من بلاد أخرى، حيث اعتبرت فترة حكمه على وجه الخصوص- والولة الصفوية على وجه العموم – مرحلة إنتقال من العصور الوسطى إلى الحديثة. |