الفهرس يوجد فقط 14 صفحة متاحة للعرض العام
 |  | from | 620 |  |  |
| | | from | 620 | | |
المستخلص
مما لاشك فيه بأن لكل حقبة زمنية مقولة تحدد سماتها وشعار يبلور أهم اتجاهاتها وعنوان يبرز أهم خصائصها وتوجهاتها، لذلك فان الحقبة الزمنية التي أعقبت سقوط الإتحاد السوفيتي في نهاية الثمانيات وسقوط حائط برلين وإنهيار الأيدلوجيات الكبرى ورسوخ عصر المعلومات وظهور ما يسمى بالمواطنة الكوكبية ”Global Citizen Ship ”وتدفق الأنماط الفكرية والثقافية عبر وسائل الاتصال الإلكترونية والبث المباشر (1) كل هذا هو الذي شكل مظاهر هذه الحقبة الجديدة التي يمكن أن نطلق عليها عصر العولمة والتي ظهرت بمسمياتها المختلفة وتجلياتها المتعددة وأطروحتها العديدة كأطروحة نهاية التاريخ* وصدام الحضارات ** والتي تعبر في مجملها عن رؤى ذاتية غربية ذات طبيعة أيدلوجية أكثر من تعبيرها عن رؤى علمية ذات أسس منهجية والتي قد يرجع ذلك على حرص الغرب على بناء العالم على نمطه وصورته (2). لــذلك أرتبط مفهوم العولمة بنسق الثقافة الانجلوسكسونية وهو المفهوم الأكثر تداولا لدى الباحثين والذي يعكس الرؤية الإستراتيجية الكاشفة عن سياسات أكبر الدول تمثيلا للنظام الراسمالى وهى الولايات المتحدة والتي تسعى نحو برمجة وإعادة تنميط العالم سياسياً واقتصادياً وثقافياً واجتماعياً وفق مصالحها ( 3) ،ولعل هذا ما دفع البعض للقول بأن المــهمة الأساســية لأمريكــا هي توحيد الكرة الرضية تحت قيادتها واستمراراً لهيمنتها ووضع أسس لإمبراطورية أمريكية بديلا للإمبراطورية الإنسانية(4). ولم تصل العولمة إلى هذا الحد مصادفة بل ساعدها على ذلك التطـــور الهـــائل في تكنولوجيـا.