الفهرس يوجد فقط 14 صفحة متاحة للعرض العام
 |  | from | 324 |  |  |
| | | from | 324 | | |
المستخلص
تمر المجتمعات اليوم بتحولات وتغيرات سريعة ومتلاحقة في كافة جوانب الحياة، مما أدى إلى العديد من التعقيدات في أساليب الحياة اليومية، وارتفاع مستوى الآمال والطموحات، وما واكب ذلك من زيادة العبء الملقى على الفرد والمجتمع، وضعف القدرات والأمكانات، وانخفاض المستوى الاجتماعي الاقتصادي والثقافي للأسرة، وانتشار معدل البطالة، وارتفاع سن الزواج، والعنوسة، والانتحار، وخلل في بعض القيم والمعايير السلوكية مما أدى إلى إحساس الشباب بالعجز والإحباط وعدم وضوح الرؤية بالنسبة للمستقبل، في الوقت الذي عجزت فيه الجامعات عن تأهيل وإعداد طلابها بما يتلاءم مع مستوى ومتطلبات سوق العمل، والذي أدى بدوره إلى ارتفاع معدلات القلق والاكتئاب – وهي حقيقة في تزايد وانتشار- لدى الشباب الجامعي، وما واكب ذلك من انخفاض في تقدير الذات لديهم في مقابل مواجهة ضغوط الحياة اليومية والمستقبل، فأصبح الشباب في حالة من الاضطراب مع نفسه ومع عالمه.
مشكلة الدراسة:
إن ارتفاع معدلات انتشار الأعراض الاكتئابية بين الشباب الجامعي، والتي تجلت معظمها في فقدان الأمل في المستقبل، وتوقع الفشل، وانخفاض تقدير الذات، ونقص الفاعلية الشخصية، والنظرة السلبية للذات وللعالم وللمستقبل، وفقدان الطاقة والتعب السريع، بل وقد وصلت في بعض الأحيان إلى التفكير في الانتحار، فضلا عن الآثار السلبية لتداعيات أزمة انهيار الاقتصاد العالمي على مستوى الفرد والمجتمع والممثلة في سوء الظروف الاقتصادية والاجتماعية، وانتشار الفقر والبطالة، والتي لا تعالج علاجا نظريا فحسب، وإنما يتطلب ذلك سرعة التدخل الوقائي والعلاجي، للحد من خطورة انتشار الأعراض الاكتئابية بنسب أكبر مما هي عليه الآن بين الشباب، وللحد من تطورها وتحولها إلى نوبات اكتئابية تكلف الفرد والمجتمع الكثير للشفاء منها، بل وتفقده ثروة من أغلى الثروات وهي شباب هذه الأمة وأملها القادم، مما يتطلب وضع برامج التدخل الإرشادية والوقائية التي تساعدهم على خفض الاكتئاب وتحسين تقدير الذات، ومن ثمة تحقيق التوافق النفسي والصحة النفسية السوية.
أهمية الدراسة:
تكمن أهمية الدراسة الحالية في أهمية الجانب الذي تتصدي لدراسته، حيث تسعى إلى التحقق من فاعلية برنامج إرشادي معرفي سلوكي في خفض مستوى الاكتئاب وتحسين تقدير الذات لدى الشباب الجامعي، ولاشك أن هذا الهدف ينطوي على أهمية كبيرة سواء من الناحية النظرية أو الناحية التطبيقية.
أهداف الدراسة:
تهدف الدراسة الحالية إلى:
1-التحقق من فاعلية وكفاءة الإرشاد المعرفي السلوكي في خفض مستوى الاكتئاب وتحسين تقدير الذات لدى عينة من الشباب الجامعي.
2-التحقق من فاعلية البرنامج في منع الانتكاس بعد انتهاء العلاج من الأعراض الاكتئابية، فمنع الانتكاس يعد أحد مستويات الوقاية التي تؤكد عليها بحوث الخدمات الوقائية وهو الجانب الوقائي لاضطراب الاكتئاب.
3-تصميم وإعداد مقياس يناسب البيئة المصرية لقياس الاكتئاب لدى الأسوياء من المراهقين والشباب عامة، والشباب الجامعي بصفة خاصة، وتقييم كفاءته في تشخيص الاكتئاب.
4-تصميم وإعداد مقياس يناسب البيئة المصرية لقياس تقدير الذات للمراهقين والشباب عامة، والشباب الجامعي بصفة خاصة وتقييم كفاءته.
5-تصميم وإعداد برنامج إرشادي يقوم على استخدام منحى الإرشاد المعرفي السلوكي الجماعي، وعلى إجراءات وإستراتيجيات وفنيات تجمع بين المنحى المعرفي والمنحى السلوكي، ليتم تطبيقها والاستفادة منها في مواقع الممارسة العملية.
عينة الدراسة:
تكونت عينة الدراسة الكلية من (481) طالبا وطالبة بواقع (209 ذكور، 272 إناث) من الطلاب المنتظمين بجامعة عين شمس، تم اختيار (60) طالبا وطالبة من طلاب الفرقة الثالثة بكلية التربية وكلية البنات، ممن تراوحت أعمارهم الزمنية ما بين (23:19) سنة، جرى تقسيمهم إلى أربع مجموعات متساوية، قوام كل منها (15) فردا، المجموعة الأولى تجريبية (ذكور)، والمجموعة الثانية ضابطة (ذكور)، والمجموعة الثالثة تجريبية (إناث)، والمجموعة الرابعة ضابطة (إناث).
أدوات الدراسة:
أستخدم الباحث في الدراسة الحالية الأدوات التالية:
1-مقياس الاكتئاب (إعداد الباحث).
2-مقياس تقدير الذات (إعداد الباحث).
3-مقياس المستوى الاجتماعي الاقتصادي للأسرة (1995) إعداد عبد العزيز الشخص.
4-البرنامج الإرشادي المعرفي السلوكي (إعداد الباحث).
الأسلوب الإحصائي:
أستخدم الباحث الأساليب الإحصائية التالية:
1-تحليل التباين الأحادي الاتجاه (One Way ANOVA).
2-معاملات ارتباط بيرسون.
3-الإرباعيات.
4-معامل الثبات ألفا-كرونباخ.
5-الثبات بطريقة إعادة الاختبار.
6-الثبات بطريقة التجزئة النصفية.
7-اختبار (ت) t-test.
نتائج الدراسة:
أسفرت الدراسة الحالية عن النتائج التالية:
1-توجد فروق دالة إحصائيا عند مستوى 0.01 بين متوسطات درجات أفراد المجموعتين التجريبيتين (الذكور والإناث) قبل تطبيق البرنامج الإرشادي المعرفي السلوكي، ومتوسطات درجات أفراد نفس المجموعتين على مقياس الاكتئاب ومقياس تقدير الذات المستخدمين في الدراسة بعد تطبيق البرنامج الإرشادي المعرفي السلوكي، في اتجاه القياس البعدي.
2-توجد فروق دالة إحصائيا عند مستوى 0.01 بين متوسطات درجات أفراد المجموعة التجريبية ”ذكور” ومتوسطات درجات أفراد المجموعة الضابطة ”ذكور” على مقياس الاكتئاب ومقياس تقدير الذات بعد تطبيق البرنامج الإرشادي المعرفي السلوكي في اتجاه المجموعة التجريبية.
3- توجد فروق دالة إحصائيا عند مستوى 0.01 بين متوسطات درجات أفراد المجموعة التجريبية ”إناث” ومتوسطات درجات أفراد المجموعة الضابطة ”إناث” على مقياس الاكتئاب ومقياس تقدير الذات بعد تطبيق البرنامج الإرشادي المعرفي السلوكي في اتجاه المجموعة التجريبية.
4-لا توجد فروق دالة إحصائيا بين متوسطات درجات أفراد المجموعة التجريبية ”ذكور” ومتوسطات درجات أفراد المجموعة التجريبية ”إناث” في القياس البعدي على مقياس الاكتئاب، ومقياس تقدير الذات، مما يؤكد على فاعلية البرنامج الإرشادي المعرفي السلوكي في خفض مستوى الاكتئاب، وتحسين تقدير الذات لدى الشباب الجامعي من الجنسين.
5-توجد فروق دالة إحصائيا عند مستوى 0.01 بين متوسطات درجات أفراد المجموعة التجريبية ”ذكور” في القياسين البعدي والتتبعي على مقياس الاكتئاب في اتجاه القياس التتبعي، بينما لا توجد فروق دالة إحصائيا بين متوسطات درجات أفراد المجموعة التجريبية ”ذكور” في القياسين البعدي والتتبعي على مقياس تقدير الذات.
6- توجد فروق دالة إحصائيا عند مستوى 0.01 بين متوسطات درجات أفراد المجموعة التجريبية ”إناث” في القياسين البعدي والتتبعي على مقياس الاكتئاب في إتجاه القياس التتبعي، بينا لا توجد فروق دالة إحصائيا بين متوسطات درجات أفراد المجموعة التجريبية ”إناث” في القياسين البعدي والتتبعي على مقياس تقدير الذات.
7- لا توجد فروق دالة إحصائيا بين متوسطات درجات أفراد المجموعة التجريبية ”ذكور” ومتوسطات درجات أفراد المجموعة التجريبية ”إناث” في القياس التتبعي على مقياس الاكتئاب، ومقياس تقدير الذات.