Search In this Thesis
   Search In this Thesis  
العنوان
شعر أحمد العناياتي(1014هـ/1606م):
الناشر
أحمد عبد الله محمد العاطفي،
المؤلف
العاطفي،أحمد عبد الله محمد
الموضوع
شعر أحمد العناياتي
تاريخ النشر
2007 .
عدد الصفحات
ص.448:
الفهرس
يوجد فقط 14 صفحة متاحة للعرض العام

from 651

from 651

المستخلص

فإن الله تعالى قد حفظ علينا لغتنا العربية التي استمر عطاؤها قرونا متوالية، بدءًا من العصر الجاهلي الذي كان الشعر والخطابة فيه رمزا للثقافة وأداة للإعلام، ومرورا بالعصر الإسلامي لتمضي مسيرة الأدب بعد أن هذب الإسلام أداءها ونقاها من شوائب الجاهلية ورواسبها، وتستمر المسيرة في العصر الأموي ليحافظ الأدب على رونقه ويمضي متصاعد النغمة، ليبلغ مرحلة النضج في العصر العباسي الذي يمثل العصر الذهبي للغة والأدب.
ولكن سنة الحياة قضت أنه لا بد بعد القمة من الانحدار، ليتراجع مستوى الأدب عامة والشعر على وجه الخصوص في القرون المتأخرة في ما يسميه بعض الباحثين عصر الدول المتتابعة، ولعل عدم الاستقرار السياسي، وكثرة الدول المتصارعة قد وسم الأدب والشعر في تلك المرحلة بميسمه، فإن حال الدولة السياسي يلقي بظلاله على الجوانب الثقافية فيها، فتصطبغ بصبغته، وتكتسب من ضعفه ضعفا ومن قلة استقراره تقلقلا واضطرابا، وهكذا تمضي مسيرة الأدب في هذه القرون متذبذبة بين صعود وهبوط لتصل إلى العصر العثماني الذي يتجاوز كثير من الدارسين في وصفه بأنه العصر الكارثي للعالم العربي على المستوى العلمي والثقافي.
والحق أن هذه الصورة النمطية عن تلك القرون العثمانية قد أدت إلى عزوف كثير من الدارسين عن قراءتها واستكناه جوانبها ومحاولة البحث عن الجوانب المضيئة فيها، حيث لم تعدم تلك القرون وجود إضاءات أدبية هنا وهناك، ولم تخل من قامات أدبية لم تحظ بالاهتمام الكافي من المهتمين بالأدب واللغة، متجهة أنظارهم إلى العصور الذهبية التي خطفت أبصارهم ببريقها، وما كان من حديث الدارسين عن هذا العصر فإنه ـ في أكثره ـ لا يعدو كونه إشارات عابرة لا تخلو من السخط والتذمر، وهي كذلك إشارات سطحية ينقصها العمق والتبصر، وتتسم بالتعميم حيث يأخذ أحدهم شاعرا بعينه أو حادثة بعينها ويجري حكمها على المرحلة بقرونها الأربعة.
وليس الحديث هنا دفاعًا عن تلك القرون، ولا تبرئة لها، ولكن الواجب يقضي أن تكون دراسة الأدب ومسيرته دراسة متعمقة متكاملة، لا تهتم بعصر منه على حساب عصر آخر، ولا يشغلها جانب عن جانب، بل تكون دراسة شاملة تقرأ الأدب وتطوره عبر القرون صعودا وانحدارًا، قوة وضعفا، لتكتمل بذلك حلقات تلك المسيرة، فإن كل عصر من عصور اللغة العربية وأدبها يمثل حلقة تصل اللاحق بالسابق في مسيرة حافلة، ليكتمل بذلك عقد تلك المسيرة بكبار درره وصغارها، ومن هنا أتى هذا البحث عله يسهم ولو بالنزر اليسير في تسليط الضوء على تلك المرحلة.