Search In this Thesis
   Search In this Thesis  
العنوان
نظام المحالفات في أوروبـــا
(1879-1893 م)
الناشر
رجب محمد بشير إبراهيم
المؤلف
إبراهيم، رجب محمد بشير.
هيئة الاعداد
باحث / رجب محمد بشير إبراهيم
مشرف / محمد عبد الوهاب سيد أحمد
الموضوع
محالفات تاريخ 1879-1893 م
تاريخ النشر
2009
عدد الصفحات
240 ص.
اللغة
العربية
الدرجة
ماجستير
التخصص
التاريخ
تاريخ الإجازة
1/1/2009
مكان الإجازة
جامعة عين شمس - كلية الآداب - التاريخ
الفهرس
يوجد فقط 14 صفحة متاحة للعرض العام

from 182

from 182

المستخلص

لقد كان حلم الوحدة الألمانية يداعب عقل بروسيا، ثم ما لبث جنين هذه الوحدة أن تحرك في أحشائها، فقد كانت هذه الوحدة تمثل النبرة الأعلى في كتابات الألمان، كما أنها طغت على ترانيم الشعراء، وعندما تحقق هذا الحلم، عمل فارسه المستشار ”بسمارك” على الحفاظ عليه؛ خوفًا من الكابوس الذي كان يقضُّ مضجعه متمثلاُ في الانتقام الفرنسي، ولهذا عمل على عزل فرنسا عن طريق عقد سلسلة من التحالفات، بدأها بعصبة الأباطرة الثلاثة، ثم التحالف الثنائي مع النمسا عام 1879 م، والذي تحول إلى تحالف ثلاثي بانضمام إيطاليا عام 1882 م، ولقد حاول ”بسمارك” -إلى جانب هذا التحالف الثلاثي- أن يحتفظ بصداقة روسيا، فعقد معها معاهدة إعادة التأمين، ولكن عقب سقوط ”بسمارك”، اتخذت السياسة الألمانية طابعًا جديدًا أدى إلى التباعد بين روسيا وألمانيا، بل والتقارب الروسي-الفرنسي، وانتهى الوضع بالتحالف الروسي-الفرنسي عام 1893 م.
وقد اخترت هذا الموضوع لأن ظهور نظام التحالفات قد مثَّل نهاية مرحلة تاريخية وبداية مرحلة أخرى، فقبل ظهور هذا النظام كانت الدول الأوروبية غالباً ما تقف آحادًا، ولكن بعد ظهوره أصبحت تكتلات تربطها مصالح وأهداف.
ويعود اختياري لعام 1879 م كبداية لفترة الدراسة؛ لأنه هو العام الذي شهد ظهور أول تحالف قوي، وهو التحالف الثنائي الألماني-النمسوي، والذي كان نتاجًا مباشرًا لمؤتمر برلين 1878 م، وتوقف عند عام 1893 م، حيث قام التحالف الروسي–الفرنسي، وبه نجحت فرنسا في تحطيم هذه القوقعة العتيقة التي ظلت بداخلها بسبب سياسة ”بسمارك” الرامية إلى عزلتها.
وقد اتبعت في هذه الدراسة منهجًا زمنيًا، حيث تنقلت في رحلة زمنية راصدًا التحالفات وأهم التأثيرات المتعلقة بها.
وتنقسم الدراسة إلى مقدمة وأربعة فصول مسبوقة بفصل تمهيدي، كما اشتملت على خاتمة تضمنت أهم النتائج، وقائمة للمصادر والمراجع التي تم الاعتماد عليها.
في الفصل التمهيدي، تم تناول الوحدة الألمانية وما تكبدته بروسيا لأجلها من حروب، وما واجهته من صعوبات، ثم الانتصار البروسي على فرنسا في سيدان، وإعلان الإمبراطورية الألمانية، وعلمت ألمانيا أن فرنسا لن تغفر أبدًا هذه الهزيمة، ولهذا فكرت في قيام نظام تحالفات يبقى فرنسا في عزلة، وبدأت بعصبة الأباطرة الثلاثة بين كل من ألمانيا والنمسا وروسيا، وعندما شعرت ألمانيا بخطورة فرنسا مرة أخرى فكرت في خوض حرب وقائية ضدها، إلا أن ”بسمارك” تراجع في النهاية، وتأزم الموقف السياسي الأوروبي مرة أخرى نتيجة الحرب الروسية الفرنسية عام 1877 م، وما ترتب عليها من عقد مؤتمر برلين، وفيه دارت العديد من المناقشات، وانتهت أحداث المؤتمر بنتائج غير مرضية لروسيا ترتبت عليها خصومة ألمانية-روسية.
وفي الفصل الأول، سلطت الضوء على أثر مؤتمر برلين على العلاقات الألمانية-الروسية، وأسباب تفضيل ألمانيا للنمسا على روسيا كحليف، ثم مفاوضات التحالف الثنائي الألماني-النمسوي التي دارت رحاها بين كل من ”بسمارك” Bismarck و”أندراسي”Andrassy، وكيف نجح السياسي النمسوي ”أندراسي” في توجيه التحالف ضد روسيا، وكيف عارض الإمبراطور الألماني ”وليم الأول” صيغة هذا التحالف، إلا أنه اضطر للموافقة عليه أمام إصرار مستشاره ”بسمارك”.
في حين خصصت الفصل الثاني لمحاولات ”بسمارك” إكمال شبكة تحالفاته، فقد أبى ”بسمارك” أن يخسر روسيا؛ ولهذا عمد إلى إعادتها عن طريق تجديد عصبة الأباطرة الثلاثة عام 1881 م، ثم سرعان ما وسع شبكة تحالفاته بضم إيطاليا عام 1882 م مستعرضًا أسباب ترحيب كل من ألمانيا والنمسا بها.
وتناولت في الفصل الثالث جهود ”بسمارك” لإبقاء روسيا تحت مظلة تحالفاته باتفاقية جديدة هي اتفاقية إعادة التأمين عام 1887 م، مستعرضًا آراء المؤرخين حول موقف ”بسمارك” إزاء حلفائه من خلال هذه الاتفاقيات التي تبدو متعارضة معًا، ثم استعرضت عوامل تدهور العلاقة بين ”بسمارك” والإمبراطور الجديد لألمانيا ”وليم الثاني”، ورغبة ”وليم الثاني” في الحكم بمعزل عن توجهات ”بسمارك” وسياساته التي اعتبرها ”وليم” مجموعة من الأخطاء، كما شملت الخلافات بينهما أمورًا تتعلق بالشئون الداخلية، مثل كيفية مواجهة الحركات الاشتراكية وغيرها.
وبالنسبة للفصل الرابع، فقد استعرضت العلاقات الألمانية-الروسية عقب معاهدة إعادة التأمين وما شابها من مشكلات تتعلق بالقروض الألمانية لروسيا، وكيف أغلقت ألمانيا الباب أمام السندات والضمانات الروسية، ثم أوضحت كيف استغلت فرنسا الخطأ الألماني، ووفرت هذه القروض لروسيا، وبالتالي بدأ يظهر على ساحة السياسة الأوروبية نوع من التقارب الروسي-الفرنسي انتهى بعقد تحالف بينهما، وبالتالي خرجت فرنسا من العزلة التي فرضها عليها ”بسمارك” عقب الوحدة الألمانية.
واعتمد الباحث في إعداد هذه الرسالة على عدد كبير من المصادر التي تنوعت ما بين وثائق منشورة، ومراجع، ومقالات، ودراسات عربية وأخرى أجنبية، كما اعتمدت الدراسة على عدد من المذكرات الشخصية، مثل مذكرات ”بسمارك” و”وليم الأول” و”وليم الثاني” و”كرسبي” وغيرها، فضلاً عن عدد كبير من المراجع الأجنبية والعربية، ورسائل الماجستير والدكتوراه العربية والأجنبية.
وتمثلت الصعوبة التي واجهت الباحث في تعذر الحصول على وثائق غير منشورة لفترة البحث، فضلاً عن أن المصادر والمراجع الأساسية للدراسة هي في مجملها أجنبية، مما اقتضى جهدًا في الاطلاع والترجمة.