Search In this Thesis
   Search In this Thesis  
العنوان
دور الدراما التليفزيونية في تشكيل الوعي السياسي للمرأة المصرية
الناشر
شيرين كامل العراقي
المؤلف
العراقي، شيرين كامل.
الموضوع
المرأة المصرية الإعلام المرأة في السياسة مصر المرأة في مصر
تاريخ النشر
2008
عدد الصفحات
471 ص.
الفهرس
يوجد فقط 14 صفحة متاحة للعرض العام

from 517

from 517

المستخلص

تكتسب الدراما التليفزيونية مكانة خاصة بالنسبة لباقي المواد التي يقدمها التليفزيون؛ ذلك أن القيمة الإعلامية للأعمال الدرامية تكمن في قدرتها علي حمل الأفكار التي تعكس هذه المفاهيم، وقدرتها علي التأثير في الجمهور تأثيراً غير مباشر، وهذا الأسلوب يعتبر من أنجح الأساليب، كما أنه يمكن من تزويد الجماهير بالمعلومات العامة، والإسهام في رفع مستواها الثقافي والعلمي والخلقي.
وقد أثبتت معظم الدراسات والبحوث التي أجريت لاستطلاع نسب مشاهدة الجمهور للتليفزيون والدراما التليفزيونية علي وجه خاص هذه الأهمية خاصة مع الدور الذي يمكن أن تؤديه الدراما التليفزيونية في مجال التثقيف السياسي للمرأة ، انطلاقا من تخصصه في هذا المجال، وفي ضوء نسب التعرض العالية التي يحظى بها التليفزيون من الجمهور بصفة عامة ومن المرأة بصفة خاصة.
و تمثل المرأة أحد أهم القطاعات الرئيسية في المجتمع المصري؛ إذ إنها تمثل نصف المجتمع . غير أن أهمية وجود المرأة المصرية في المجتمع لا تنشأ من مجرد تمثيلها العددي، لنصف المجتمع، ولكن تنشأ_بالأساس_ من التوظيف الفاعل الايجابي لهذا الكم العددي حتى يتسنى تحقيق التنمية المجتمعية على اختلاف مستوياتها.
ومن ثم فان الاستفادة من قدرات المرأة وفتح المجالات أمامها لأداء الأدوار الإنتاجية والوظائف الاجتماعية_ يمثل حجر الزاوية في دفع عملية التنمية بكل أبعادها.
ولذلك فان مسئولية أجهزة الإعلام في مواجهة هذه الأوضاع تصبح وظيفة أساسية لتوعية المرأة بأوضاعها ومشاكلها وحقوقها وواجباتها، وإبراز دورها في الحياة للمساعدة في تعديل بعض المفاهيم الخاطئة، وتهيئة الناس لتقبل فكرة العدالة بين الجنسين نظريا وعمليا.
لذلك فان إعداد برامج خاصة بالمرأة لمساعدتها في جهود التنمية يجب أن يتضمن تنمية الوعي السياسي وتعريف المرأة بحقوقها السياسية وضرورة اشتراكها في التصويت والترشيح للمجالس المختلفة ، ولهذا كان الاهتمام بالدراما التليفزيونية ودورها في تنمية الوعي السياسي للمرأة؛ نظرا لأنها من أكثر المواد مشاهدة في التليفزيون .
ومن هذا المنطلق سعى هذا البحث لدراسة وتقييم دور الدراما التليفزيونية في مجال التثقيف السياسي للمرأة، من خلال استطلاع رأي عينة من السيدات حول ذلك؛ وذلك وصولا للأسلوب الأمثل لتقديم خدمة جيدة تستطيع أن تساهم في تكوين الشخصية السوية للمرأة المصرية العربية، لبناء مجتمع عربي إيجابي وفعال .
وتنتمي الدراسة الحالية إلى الدراسات الوصفية ، وهي تسعى إلى توصيف الأعمال الدرامية التي تتناول موضوعات سياسية، وذلك من خلال:
- رصد معالم الأعمال الدرامية السياسية ومدى الاستفادة من الإمكانيات المتعددة التي توفرها الجهة المنتجة، سواء كانت جهة خاصة أو جهة حكومية، والقيم التي تسعى هذه الأعمال الدرامية لتقديمها وذلك لتقديم أعمال قادرة على جذب الجمهور.
- استطلاع آراء السيدات حول الأعمال الدرامية التي تتناول موضوعات سياسية، ودوافع مشاهدتهم لهذه الأعمال، والإشباعات المتحققة من المشاهدة.
بغية تحقيق ذلك استعانت الباحثة في دراستها بالمنهج المسحي لجمع أكبر قدر من المعلومات حول الأعمال الدرامية عينة الدراسة .
واعتمدت الباحثة على استمارة الاستقصاء لجمع المعلومات الميدانية للدراسة من خلال المقابلة الشخصية مع السيدات مفردات العينة ، كما استعانت باستمارة تحليل المضمون لدراسة محتوى الأعمال الدرامية التي تتناول موضوعات سياسية عينة الدراسة.
وشملت عينة الدراسة نوعين من العينات كما يلي :
أ- عينة الدراسة التحليلية:
تم اختيار عينة عمدية من الأشكال الدرامية التليفزيونية التي تتناول موضوعات سياسية والتي تعرض على القناتين الأرضيتين الرئيستين الأولى والثانية،لمدة عام كامل بدأ في (يناير -2004) وانتهى في (ديسمبر-2004) .
ووقد تضمنت العينة ستة أعمال درامية تليفزيونية، شملت خمسة مسلسلات وفيلم تليفزيوني واحد.
ب- عينة الدراسة الميدانية:
تمثلت في عينة عشوائية طبقية مكونة من 200 مفردة من السيدات المصريات في المرحلة العمرية (من 21 إلى أقل من 60 سنة) من سكان القاهرة الكبرى، ممثلة للحضر. وقد قامت الباحثة بتقسيم أحياء القاهرة إلى أحياء راقية، وأحياء متوسطة، وأحياء شعبية ، وتم اختيار منطقتين تمثل كل منهما مستوى من تلك المستويات الثلاثة.
أما بالنسبة للقرى الريفية فقد تم اختيار عينة عشوائية بسيطة مكونة من 200 مفردة، بواقع 100 مفردة في الريف البحري ، و100 مفردة في الريف القبلي.
أهم نتائج الدراسة :
توصلت الدراسة الحالية إلى مجموعة من النتائج، نعرض أهمها فيما يلي:
(1)- بالنسبة لنتائج الدراسة التحليلية:
- يأتي الموضوع الاجتماعي في مقدمة موضوعات الأعمال الدرامية التي تتناول قضايا سياسية ؛ فقد تكرر الموضوع الاجتماعي في أربعة أعمال درامية من الأعمال الدرامية الستة عينة الدراسة، يليه الموضوعان التاريخي و العسكري اللذين ظهر كل منهما في عمل درامي واحد.
- اعتمدت الأعمال الدرامية عينة الدراسة على اللهجة العامية فقط بما في ذلك المسلسل التاريخي ( ملاعيب شيحة )، في حين تم استخدام أكثر من مستوى لغوي في بعض المشاهد وفقا لطبيعة المشهد وطبيعة الشخصيات فيه.
- يأتي مستوى الحوار الهادئ في مقدمة مستويات الحوار التي تستخدم في الأعمال الدرامية ، ويقل استخدام الحوار الذي يتسم بالعصبية والتشنج.
- يأتي مسلسل ( ملاعيب شيحة ) في مقدمة الأعمال الدرامية السياسية عينة الدراسة من حيث عدد ظهور الشخصيات السياسية حيث ظهرت 39 مرة .
- ظهرت الشخصيات السياسية التي تتصف بصفات إيجابية بشكل أكبر في الأعمال التي أنتجتها جهة حكومية ، وفي المقابل ظهرت الشخصيات السياسية التي تتصف بصفات سلبية في الإنتاج الخاص.
- وفقا لنوع العمل ظهرت الشخصيات السياسية التي تتصف بصفات ايجابية بشكل أكبر في الفيلم التليفزيوني، في حين ظهرت الشخصيات السياسية التي تتصف بصفات سلبية في المسلسلات.
- تلجأ الأعمال الدرامية السياسية إلى استخدام عناصر جذب وإبهار متمثلة في الديكورات الضخمة و الملابس المناسبة ، لكنها تلجأ بشكل محدود جدا إلى الأساليب التقنية الحديثة في الإخراج والتصوير كاستخدام الجرافيك مثلا الذي يعد عنصر جذب قوي وقادر على توصيل الأفكار بصورة أكبر للمشاهد.
- جاء (التعرف على التاريخ السياسي لدولة معينة) كأبرز القيم التي ركزت عليها المشاهد السياسية في الأعمال الدرامية عينة الدراسة في الترتيب الأول؛ إذ ركزت معظم الأعمال الدرامية السياسية على (عرض التاريخ السياسي لمصر)، يليه ( التعرف على ملامح شخصية سياسية معينة)، ثم (إظهار مفاسد عصر معين) .
- تشير نتائج الدراسة إلى أن الأعمال الدرامية السياسية في التليفزيون المصري تركز في معظم الأحيان على كل ما يخص الأحداث السياسية في فترات زمنية سابقة ، في حين أنها أهملت مناقشة الأحداث السياسية التي لها صفة الحالية.
- أكثر الأهداف الضمنية التي ظهرت في سياق الأعمال الدرامية السياسية (عرض وتقديم ملامح شخصية معينة)، وهي في أغلب الأحيان شخصيات رؤساء مصر السابقين و( خلق صورة ذهنية لأحداث سياسية معينة) و تكرر كل منهما في أربعة أعمال درامية.
- جاء اتجاه مضمون الأعمال الدرامية التي تم إنتاجها إنتاجا حكوميا مؤيدا للأحداث التي تعرض لها العمل، وفي المقابل لم يظهر هذا الاتجاه مطلقا في الإنتاج الخاص، وإنما ظهر كل من الاتجاه المعارض والمحايد بنسبة 50% .
(2)- بالنسبة لنتائج الدراسة الميدانية:
- ارتفاع معدل مشاهدة النساء للأعمال الدرامية المقدمة في التليفزيون بنسبة 98.2 % ، و46.1 % منهن يشاهدنها على نحو كثيف.
- وقد توصلت الدراسة الحالية إلى أن الشكل المفضل لعرض الأعمال الدرامية هو المسلسل ثم الفيلم السينمائي.
- 83.5 % من المبحوثات يعجبن بالأعمال الدرامية التي تتناول موضوعات سياسية، والمقدمة في التليفزيون المصري، وخاصة الموضوعات التي تتناول التاريخ الوطني لمصر والعرب، ثم التي تتناول الصراع العربي الإسرائيلي.
- 16.5 % من المبحوثات لا يعجبن بالأعمال الدرامية التي تتناول موضوعات سياسية ؛ إذ يرين أن الموضوعات بها مكررة ومتشابهة، وأن الأحداث بطيئة ومملة، كما أنها تفتقد عناصر الجاذبية والإبهار.
- ترى معظم المبحوثات أن الدراما المصرية تساهم في زيادة الوعي بالموضوعات السياسية وفهم الأحداث السياسية العالمية والمحلية.
- توضح الدراسة الحالية أن أكثر من نصف المبحوثات ليس لديهن بطاقة انتخابية، ولم يقمن بالتصويت في انتخابات الرئاسة الأخيرة، ولا يحرصن أبدا على التصويت في الانتخابات. ويرجعن ذلك إلى عدم وجود بطاقات انتخابية لديهن بسبب عدم نزاهة الانتخابات من وجهة نظرهن؛ فهن يعتقدن أن نتائج الانتخابات تكون محددة مسبقا، ومن ثم فلا داعي لبذل الوقت والجهد.
- جاءت نسبة المبحوثات اللاتي ينتمين إلى حزب سياسي 3.8 % فقط و10% فقط رشحن في جداول انتخابية من قبل.
- على الرغم من أن النساء في الحضر أكثر اهتماما بمتابعة الأحداث السياسية من النساء في الريف المصري، فإن النساء في الريف أكثر حرصا على التصويت في الانتخابات من النساء في الحضر.
- أظهرت الدراسة أنه كلما ارتفعت الفئة العمرية للمبحوثات زادت مشاهدة الأعمال الدرامية في التليفزيون؛ فليس ثمة علاقة بين الفئة العمرية ومدى الاستفادة من المعلومات السياسية التي تقدمها الأعمال الدرامية ، و ظهر أن المبحوثات في الفئة العمرية (من35 إلى أقل من 50 سنة) أكثر حرصا على التصويت في الانتخابات من المبحوثات في الفئات العمرية الأخرى.
- على الرغم من أن النساء في المستوى التعليمي الأعلى أكثر اهتماما بمتابعة الأحداث السياسية من النساء في المستوى التعليمي الأقل ، فإن النساء في المستويات التعليمية الأقل أكثر حرصا على التصويت في الانتخابات من المبحوثات في المستويات التعليمية الأعلى.
مما سبق نخلص إلى ما يلي:
نجد أن هناك احتياجا شديدا للاهتمام بمجال كتابة وإعداد الأعمال الدرامية التليفزيونية التي تتناول موضوعات سياسية، خاصة التي تناقش أوضاع المرأة السياسية من خلال رصد التغيرات التي حدثت للمرأة في المجتمع، وعرض نماذج ناجحة لسيدات كان لهن أدوار فعالة في العمل السياسي .
إن الدراما تملك الكثير من إمكانية إحداث التغيير وفقا للدراسات التي أثبتت الإقبال الشديد عليها خاصة من قبل المرأة، والتي أثبتت أيضا قدرة الدراما على التأثير في اتجاهات وسلوك المشاهدين؛ لذلك لابد من استخدامها بفاعلية، وذلك في محاولة لتشجيع المرأة على المشاركة السياسية وتوعيتها بحقوقها وواجباتها السياسية.
فبالرغم مما وصلت إليه المرأة في العصر الحديث من شغل مناصب هامة اجتماعيا وسياسيا، وبرغم وجود الكثير من المؤسسات التي تهتم بقضايا المرأة مثل المجلس القومي للمرأة والمجلس الأعلى للأمومة والطفولة وغيرهما _ بالرغم من ذلك كله فإننا نلاحظ انخفاض نسبة المشاركة السياسية للسيدات، وعدم وعيهن بحقوقهن السياسية، بالإضافة إلى وجود مجموعة من المعوقات التي تعوق المرأة عن المشاركة السياسية، ومنها الموروث الثقافي الذي يسود المجتمع المصري ويحط من شأن المرأة.