الفهرس | يوجد فقط 14 صفحة متاحة للعرض العام |
المستخلص تهدف هذه الدراسة إلى الكشف عن مدى تأثير وسائل الاتصال الحديثة ( القنوات الفضائية ـ الإنترنت ـ التليفون المحمول ) على إعادة تشكيل الثقافة الريفية وذلك من خلال رصد مظاهر التغير فى الثقافة الريفية والتى تحددت أهم مؤشراتها فى التمسك بالأرض الزراعية ، الانتاج والاستهلاك ، قيم المشاركة والتعاون ، العلاقات الاجتماعية داخل الأسرة .أجريت الدراسة فى قرية الزاوية إحدى قرى محافظة أسيوط ،واستعانت بالمسح الاجتماعى بالعينة والمنهج الأنثروبولوجى00 وانتهت الدراسة إلى أن وسائل الاتصال الحديثة أثرت على العلاقات الأسرية فى مجتمع الدراسة مما انعكس أثره فى المظاهر السلوكية، والتصرف فى المواقف المختلفة والانعزال عن الثقافة السائدة .كما أن المصالح الشخصية فى قرية الدراسة أصبحت سمة جديدة على مجتمع القرية، وأيضا تراجع دور الأسرة فى حل الخلافات الأسرية، بعد ان فقد كبير العائلة تأثيره وسيطرته كشفت الدراسة هناك تأثيرات سلبية لوسائل الاتصال على العمل ، وأن معدل الاستهلاك زاد فى القرية بشكل غير مبرر وأصبح أبناء القرية يقبلون على شراء سلع غير ضرورية لغرض التقليد والمباهاه ،كما أن وسائل الاتصال الحديثة قد أدت إلى تراجع التدين بين أبناء القرية ، وذلك لما تقدمه من مشاهد خليعة ومثيرة تخاطب الغرائز وتؤدى إلى انحلال الشباب، أبانت الدراسة قلة المشاركة والتعاون وضعف دور الأسرة فى تنشئة الأبناء وهو ما يعنى أن هذا الجانب من الثقافة الريفية شهد تغيراً وإعادة تشكيل لصالح القيم المغايرة الجديدة ،ومن ناحية أخرى خلصت الدراسة إلى أن قيمة الأرض الزراعية زادت وأنها ما زالت تكسب الفرد مكانة اجتماعية فى القرية بالإضافة إلى تدعيم مكانة المرأة وتعزيز وضعها الاجتماعى فى الثقافة الريفية ،وتوصى الدراسة بضرورة الاهتمام بالدراسات والبحوث الميدانية التى تتعلق بقضية الثقافة الريفية ومتابعة التأثيرات المتباينة لوسائل الاتصال الحديثة على سمات وخصائص تلك الثقافة والعمل من خلال تخطيط مدروس على تقوية الشعور بالانتماء للأسرة والثقافة الريفية ، وتبنى قيم سلوكية وتربوية ذات طابع يدعم الاعتماد على النفس والتوجيه على أساس المناقشة والحوار والإقناع بدلاً من الاهمال والتهميش . |