الفهرس يوجد فقط 14 صفحة متاحة للعرض العام
 |  | from | 222 |  |  |
| | | from | 222 | | |
المستخلص
حظيت قضايا المرأة فى الآونة الأخيرة باهتمام عالمى ومحلى قامت فيه مصر بدور ايجابى ، فأظهرت نشاطا ملحوظا فيما عرف ” بعصر المؤتمرات ” حيث كان لتواجدها دور ايجابى لا يمكن إغفاله فى عدة مؤتمرات عالمية ومحلية تنادى بحقوق المرأة عامة والمرأة العاملة بصفة خاصة . وتعكس كل تلك الجهود قدر الاهتمام بالمرأة وقضاياها فى الوقت الراهن . ومن الملاحظ أن المرأة قد قطعت شوطا كبيرا فى جميع المجالات وعلى مختلف الأصعدة بالرغم من وجود عوائق ثقافية ومجتمعية . ومع بداية القرن الحادى والعشرين تعاظمت المطالبة بالمساواة فى الحقوق والواجبات بين الرجل والمرأة . و لاسيما فى مجال العمل والوصول إلى المناصب القيادية ومواقع صنع واتخاذ القرار . وبدأ الاهتمام بتكريس ثقافة نسائية قادرة على تبنى أطر ونماذج نظرية وتطبيقية نسوية تستهدف تحقيق هذه المساواة فى العمل والسياسة والحياة الاجتماعية والاقتصادية .
والمرأة لها دورها الفاعل فى تقدم المجتمع وتنميته ويعتمد هذا الدور على ما تتمتع به المرأة من مكانة لائقة ، وتوفير فرص العمل لها ، وقدرتها على التعبير عن رأيها ونفسها وتنامى مساهمتها فى التطوير والتغيير . فعلى الرغم من التغيرات والتبدلات الجذرية ذات العلاقة بالمرأة والعوامل المهيئة لعملها بما فيها التعليم والتدريب وإصدار التشريعات المنظمة لعمل المرأة وازدياد أعداد القوى العاملة النسائية فى مختلف مجالات العمل ومشاركتها السياسية والتغير الإيجابى فى اتجاهات أفراد المجتمع نحو عملها ونحو مكانتها . وبالرغم من نتائج الأبحاث والدراسات التى تشير إلى جدارة المرأة وكفاءتها وتفوقها أحيانا على الرجل ، فإن الفجوة مازالت واسعة بين إمكانيات المرأة وقدرتها وما تطمح إليه من جهة ، وبين ما يجسده الواقع العملى مؤسسيا وإداريا من جهة أخرى . فالتمثيل غير المتكافئ للمرأة فى المراكز الإدارية العليا فى المؤسسات العامة ومنظمات الأعمال الخاصة لا زال هو السائد والغالب .
والدراسة الراهنة تتناول موضوع القيادة النسائية وقدرتها على تفعيل القرار فى التنظيم الاجتماعى من خلال الدراسة الميدانية لعدد من القيادات النسائية فى المواقع القيادية فى نماذج للتنظيمات الرسمية بمدينة القاهرة من خلال اختيار تنظيم حكومى وآخر خاص وثالث استثمارى . وهم تنظيم ديوان عام وزارة القوى العاملة والهجرة ، وتنظيم ديوان عام المؤسسة الثقافية العمالية ، وتنظيم شركة سيكم القابضة للمنتجات الحيوية . ووقع الاختيار على هذه التنظيمات تحديدا لأن بها عدد كبير من القيادات النسائية اللائى يشغلن مناصب قيادية فى مستويات تنظيمية مختلفة فكان الاختيار عمديا .
وهدف الدراسة الحالية هو معرفة قدرة القيادة النسائية على تفعيل القرار وتنفيذه فى التنظيم الاجتماعى التى تشغل موقعا قياديا فيه سواء كانت هذه القرارات صادرة عنها أو ورادة إليها من المستوى التنظيمى الأعلى . بالإضافة إلى التعرف على الواقع الفعلى للقيادات النسائية فى التنظيمات الاجتماعية ومدى نجاحها فى إدارتها .