Search In this Thesis
   Search In this Thesis  
العنوان
سوء التوافق النفسي والشعور بالاغتراب وعلاقتهما بالانتكاسة لدي مدمني المواد المخدرة التخليقية /
المؤلف
سلام, وسام عزت.
الموضوع
التكيف النفسي. المدمنون.
تاريخ النشر
2009.
عدد الصفحات
174 ص. ؛
الفهرس
يوجد فقط 14 صفحة متاحة للعرض العام

from 193

from 193

المستخلص

يشكل الهدف الرئيسى لبرامج علاج إدمان المخدرات الوصول إلى ما يسمى بالإقلاع أو منع الانتكاسة Relapse Prevention ، وعبر التاريخ الطويل من المحاولات العلاجية التى بدأت بدافعية بعض المتخصصين فى العمل بشكل منفرد حيث بدأ العلاج بنظرة اختزالية ، تلك النظرة التى اختزلت الظاهرة وفقا للتحيز المعرفى الذى تنطلق منه بنية المتخصص ، فالأطباء ينظرون إلى الظاهرة على كونها علة بيولوجية يمكن التعامل معها طبيا بالعقاقير والأساليب الطبية ، بينما ينظر علماء النفس إلى كونها اضطراب سلوكى – معرفى ، أما علماء الاجتماع فينظرون إليها على أنها نتاج لسياق اجتماعى محدد يمكن التعامل معه ، ورجال الدين والقانون ينظرون إلى الظاهرة على كونها انحرافا أخلاقيا ودينيا يستوجب الإرشاد وإقامة الحدود والعقوبة وعلى الرغم من ذلك فإن معدلات الانتكاسة ترتفع كدليل على فشل العلاج فضلاً عن تفاقم المشكلة بالانتقال من عقار لآخر وهكذا تتعقد الأمور مما أدى إلى فشل هذه النظرة وتراجع المحاولات الفردية .
وأشارت نتائج الدراسات التى أجريت فى المملكة العربية السعودية التى اهتمت بدراسة ظاهرة العودة إلى الإدمان على المخدرات أن نسبة العائدين إلى تعاطى المخدرات بعد فترة العلاج تصل إلى 38.5% وذلك من إجمالى عينة المعالجين فى مستشفى الأمل بمدينة الرياض وأن نسبة 32.8% يرجع تعاطيهم إلى وجود مشكلات أسرية وأن نسبة 22.9% كان لديهم علاقات سيئة مع أسرهم .
ولقد أوضحت بعض نتائج الدراسات فى أمريكا أن المدمنين قد يعودون إلى الإدمان خلال السنة الأولى حتى عندما يكونوا تحت إشراف زمنى ويتم فحصهم وعمل التحاليل اللازمة لبيان تعاطيهم للمواد المخدرة .
وظهر الاهتمام فى السنوات الأخيرة بموضوع الانتكاسة ( تعاطى العقار بعد العلاج ) والتى لم تكن موجودة قبل عام 1970 ، وبدأت الدراسات والأبحاث بشكل منظم تبحث فى طبيعة عملية الانتكاسة ، ومنها دراسة ” مارلت Marlatt ” عام ( 1973 ) ، ” ومارلت ، وجوردون Marlatt & Gordon ” أعوام ( 1980 - 1988 ) ، وكذلك نتائج دراسة ” أنيس Annis ” عام ( 1990 ) التى أكدت أهمية الوقاية من الانتكاسة حيث تعتبر الوقاية من الانتكاسة واحدة من المبادئ الهامة والمؤثرة فى علاج تعاطى المواد المخدرة وتهدف إلى أن يتعلم الشخص كيف يتوقع الانتكاسة ويتجنبها .
والانتكاسة عملية معقدة فيها ينزلق المنتكس عائداً إلى المرحلة النشطة من المرض بعد فترة من التعافى إلى المرض ، ويوجد العديد من الأبعاد الخاصة بالانتكاسة فى حاجة لدراسة وفهم فهناك معتقدات خاطئة عن الانتكاسة يمكن أن تزيد من خطر حدوث الانتكاسة كما أن تغيير بعض هذه المعتقدات سوف يسمح بتغير السلوك الذى يؤدى إلى الانتكاسة .
ويرى ” خانتزيان Khantzian ” عام ( ب ت ) أن اختيار المدمن لنوع المخدر يرجع إلى طبيعة الخلل الموجود داخل الأنا حيث يفضل الشخص الذى يرغب فى التغلب على مشاعره المؤلمة تعاطى الهروين وذلك بسبب تأثيره التخديرى المميز وقدرته على تقليل الدوافع العدوانية .
وبينما يفِّضل الشخص الذى يرغب فى إزالة الإحساس بالتعب وزيادة الشعور بالحيوية والقدرة على العمل تعاطى الأمفيتامينات Amphetamine .
ويتم تعاطى الكوكايين لأنه مرتبط بتزويد المدمن بالانتعاش المؤقت وزيادة النشوة وتوليد مشاعر من الثقة الوهمية .
وإدمان عقاقير الهلوسة يشعر المدمن بحالة من النشوة والسعادة ولكن قد تسيطر على البعض مشاعر الخوف والاكتئاب .
وكل من الهيروين والأمفيتامينات والكوكايين وعقاقير الهلوسة تعتبر من المخدرات التخليقية أو المصَّنعة ، وهى تلك المواد التى يتم تصنيعها فى المعامل من مواد أولية .
ويعد الاعتماد على العقاقير المخدرة أو المؤثرة نفسيا أحد الأساليب المرضية للتكيف لدى البعض وتعتبر أساليب التوافق عملية نفسية بيولوجية لتوافق الكائن البشرى لظروفه الخارجية وتزايدت أساليب التوافق اللاسوى معتمدة على تعاطى وإدمان المخدرات فبدلاً من أن يحدث تغيراً فعليا يتركه عاجزاً على ما هو عليه ويعتمد على تغير حالته الوجدانية بما يسمح له برؤيا جديدة للعالم .
وسوء التوافق قد يؤدى بالفرد إلى القتل أو الانتحار أو الانفصال عن الواقع والعيش فى عالم الخيال أو يكون دفاعًا ضد الوقوع فى مرض أشد وأخطر أو يكون هروبًا من الواقع أو مخاوف أو علة جسدية أو حالات القلق .
ويرى كل من ” مونتيرو ، و دويلMontero & Dowell ” عام ( ب ت ) ” أن بعض متعاطى المخدرات يتسمون بسمات التصدع أو التفكك الاجتماعى فى علاقتهم مع أسرهم وينتج عن ذلك إحساسهم بالاغتراب وفقدان المعايير الاجتماعية داخل مجتمعهم ” .
ويعد الاغتراب بما يتضمنه من شعور بالعجز ، والعزلة الاجتماعية ، واللامعنى واللامعيارية أحد العوامل الأساسية المسئولة عن الإقدام على تعاطى المخدرات أو المواد المؤثرة فى الأعصاب ، وقد كشفت نتائج الدراسات عن وجود علاقة بين الاغتراب وصور الانحراف بوجه عام وتعاطى المخدرات بوجه خاص وهى صور تمثل استجابات لخبرة الشخصية المغتربة بشعورها بالعجز ، واللامعنى ، والعزلة ، وتبين أن الاستخدام المتزايد للمخدرات إنما يمثل معيارًا لتزايد حالة الاغتراب فى المجتمع حيث يمثل التعاطى رفضًا للمجتمع وتمردًا عليه وشكلاً من أشكال التكيف لشعور الفرد بالاغتراب .
ومن ثم ظهرت الحاجة إلى دراسة علاقة كل من الشعور بالاغتراب وسوء التوافق النفسى بالانتكاسة لدى مدمنى المخدرات التخليقية ( الهروين ، الكوكايين ، الماكستون
فورت ، عقاقير الهلوسة LSD ) .
مشكلة الدراسة :
تعتبر مشكلة إدمان المواد المخدرة التخليقية من أعقد المشكلات التى تواجه المجتمعات فى الوقت الحاضر , ولا يكاد يفلت منها أى مجتمع سواء كان متقدم أو نامى وعلى الرغم من الجهود العلاجية التى يقوم بها عدد من المعالجين فى عياداتهم أو فى مستشفياتهم الخاصة , إلا أن العملية العلاجية هذه قد تتدخل مجموعة من العوامل التى تعمل على عرقلتها وتحول دون سيرها نحو الشفاء التام أو قد تؤدى هذه العوامل إلى عودة المدمن مرة أخرى للمخدر ( الانتكاسة ) وذلك بعد إتمام المرحلة العلاجية ( العلاج ) ويمكن صياغة مشكلة الدراسة الحالية فى التساؤلات الآتية :
وإذا كانت ظاهرة إدمان المواد المخدرة التخليقية من أخطر المشكلات على الصعيد المحلى والعالمى لأنها تأخذ أبعادًا متعددة تنتهى بأن تكون مشكلة نفسية واجتماعية واقتصادية وقانونية تهدد الأمن القومى للدولة والإنسانية بوجه عام ، وعلى الرغم من كل الجهود المبذولة من الدول والمؤسسات العلاجية للقضاء على هذه المشكلة ، إلا أن أخطر ما يواجه المؤسسات العلاجية والبرنامج العلاجى هو ما يسمى بالانتكاسة Relapse أو الانقطاع عن البرنامج العلاجى والعودة إلى التعاطى ونفس السلوك الإدمانى بكل تبعاته كتحدى أساسى لعملية الشفاء .
فروض الدراسة:
1- هل توجد فروق دالة إحصائيا بين مجموعة مدمنى المواد المخدرة التخليقية الذين تعرضوا للانتكاسة وبين مجموعة مدمنى المواد المخدرة التخليقية الذين لم يتعرضوا للانتكاسة فى بعد سوء التوافق النفسى ؟ .
2- هل توجد فروق دالة إحصائيا بين مجموعة مدمنى المواد المخدرة التخليقية الذين تعرضوا للانتكاسة وبين الأسوياء فى بعد سوء التوافق النفسى ؟ .
3- هل توجد فروق دالة إحصائيا بين مجموعة مدمنى المواد المخدرة التخليقية الذين لم يتعرضوا للانتكاسة وبين الأسوياء فى بعد سوء التوافق النفسى ؟ .
4- هل توجد فروق دالة إحصائيا بين مجموعة مدمنى المواد المخدرة التخليقية الذين تعرضوا للانتكاسة وبين مجموعة مدمنى المواد التخليقية الذين لم يتعرضوا للانتكاسة فى بعد الشعور بالاغتراب ؟ .
5- هل توجد فروق دالة إحصائيا بين مجموعة مدمنى المواد المخدرة التخليقية الذين تعرضوا للانتكاسة وبين الأسوياء فى بعد الشعور بالاغتراب ؟ .
6- هل توجد فروق دالة إحصائيا بين مجموعة مدمنى المواد التخليقية الذين لم يتعرضوا للانتكاسة وبين الأسوياء فى بعد الشعور بالاغتراب ؟ .
هدف الدراسة :
تهدف هذه الدراسة إلى محاولة الوقوف على مرحلة هامة من مراحل الإدمان
وهى الانتكاسة ( العودة للمخدر بعد الشفاء ) ، لمحاولة الكشف عن علاقة الانتكاسة بكلاً من المتغيرين الآتيين : ( سوء التوافق النفسى , والشعور بالاغتراب ) وذلك بالنسبة لعينة من
مدمنى المواد المخدرة التخليقية ( الهروين – الكوكايين – ماكستون فورت – عقاقير
الهلوسة LSD )
وتتمثل أهداف الدراسة الحالية فيما يلى :
3- دراسة العلاقة بين سوء التوافق النفسى وحدوث الانتكاسة لدى مدمنى المواد المخدرة التخليقية .
4- دراسة العلاقة بين الشعور بالاغتراب وحدوث الانتكاسة لدى مدمنى المواد المخدرة التخليقية .
عينة الدراسة :
وتكونت عينة هذه الدراسة من :
أولاً : المجموعة التجريبية : وتكونت من 25 من مدمنى المواد المخدرة التخليقية
( الهيروين – الكوكاين – ماكستون فورت – عقاقير الهلوسة L.S.D. ) الذين تعرضوا للانتكاسة بعد العلاج .
ثانياً : المجموعة الضابطة : وتكونت من : 25 من مدمنى المواد المخدرة التخليقية
( الهيروين – الكوكاين – عقاقير الهلوسة L.S.D. – ماكستون فورت ) والذين لم يتعرضوا للانتكاسة بعد العلاج .
وقد تم اختيارهم من ( مستشفى الصحة النفسية بالعباسية والعيادات الخارجية التابعة لها – مستشفى الدمرداش بعين شمس – مستشفى الصحة النفسية ببنها - ومركز الحياة الجديدة .
ثالثًا – مجموعة الأسوياء : وتكونت من 25 فرد من الذين لم يتعاطوا أى مخدر .
* وجميع أفراد العينة من الذكور .
الأدوات المستخدمة فى الدراسة :
مقياس التوافق النفسى :
إعداد أ.د / زينب شقير .
مقياس الاغتراب النفسى :
إعداد أ.د / إبراهيم عيد .
استمارة بيانات شخصية .
الأساليب الإحصائية المستخدمة فى استخلاص النتائج :
تم استخدام الأساليب الإحصائية الآتية :
- تحليل التباين أحادى الاتجاه :
لقياس الفروق لأفراد المجموعات الثلاث : ( الأسوياء، المتعافين ، المنتكسين ) فى كلا من ( مقياس التوافق النفسى ، مقياس الشعور بالاغتراب ) .
- اختبار ( ت ) للمجموعات المستقلة للكشف :
عن اتجاه الفروق بين كل مجموعتين على حده .
- علمًا بأن ” الباحثة ” استخدمت برنامج الإحصاء ( SPSS ) الإصدار الثالث عشر .
نتائج الدراسة :
1- توجد فروق دالة إحصائيا بين مجموعة مدمنى المواد المخدرة التخليفيه ( هيروين - كوكايين – ماكستون فورت - عقاقير الهلوسة L . S . D ) الذين تعرضوا للانتكاسة وبين مجموعة مدمنى المواد المخدرة التخليفية الذين لم يتعرضوا للانتكاسة فى بعد سوء التوافق النفسى .
2- توجد فروق دالة إحصائيا بين مجموعة مدمنى المواد المخدرة التخليفيه ( هيروين - كوكايين – ماكستون فورت - عقاقير الهلوسة L . S . D ) الذين تعرضوا للانتكاسة وبين الأسوياء فى بعد سوء التوافق النفسى .
3- توجد فروق دالة إحصائيا بين مدمنى المواد المخدرة التخليقية (هيروين – كوكايين – ماكستون فورت عقاقير الهلوسة L . S . D ) الذين لم يتعرضوا للانتكاسة وبين الأسوياء فى بعد سوء التوافق النفسى .
4- توجد فروق دالة إحصائيا بين مجموعة مدمنى المواد المخدرة التخليفيه
( هيروين - كوكايين – ماكستون فورت - عقاقير الهلوسة L . S . D ) الذين تعرضوا للانتكاسة وبين مجموعة مدمنى المواد المخدرة التخليفية الذين لم يتعرضوا للانتكاسة فى بعد الشعور بالاغتراب .
5- توجد فروق دالة إحصائيا بين مجموعة مدمنى المواد المخدرة التخليفيه
( هيروين - كوكايين – ماكستون فورت - عقاقير الهلوسة L . S . D ) الذين تعرضوا للانتكاسة وبين الأسوياء فى بعد الشعور بالاغتراب .
6- توجد فروق دالة إحصائيا بين مجموعة مدمنى المواد المخدرة التخليفيه
( هيروين - كوكايين – ماكستون فورت - عقاقير الهلوسة L . S . D ) الذين لم يتعرضوا للانتكاسة وبين الأسوياء فى بعد الشعور بالاغتراب