الفهرس | يوجد فقط 14 صفحة متاحة للعرض العام |
المستخلص بعد دراسة عديدة وقراءات متأنية وجد أن أكثر العوامل تأثيراً في الحياة الاقتصادية والاجتماعية في تلك الحقبة الزمنية ، خمسة عوامل ، كانوا بمثابة المحرك للأحداث ، وخلق نتائج بالغة الخطورة ، أولها سياسة الحكام المالية من أوجه الإنفاق . كما وجهت اهتمامي بسياسة الفاطميين المالية ، وما فرضته عليهم أعباء منصبهم الديني . وكذلك أثر الحملات الحربية من استنزاف لخزائن الدولة ، والإنفاق على الحملات . وأيضاً الثورات والفتن كان لها هذا الأثر بالإضافة إلى ترويع الآمنين في المجتمع ، وعلى الرغم من إنني لم أذكر تفاصيل المواقع الحربية ، والخطوط الدفاعية للفاطميين بإسهاب ، وبخاصة ثورة أبي يزيد الخارجي ، بقدر حرصي على إيضاح تأثير هذه الثورة على الناحية الاقتصادية والاجتماعية للسكان . كما كانت الهجرات العربية ذات أثر بالغ الخطورة ، وخصوصاً أنها كانت كالسيل المدمر ، ردت الحضارة العظيمة في هذه المنطقة إلى البداوة وحياة العصابات ، ومن إيجابيتها أيضاً أن عربت البربر بالتزاوج ، والمعاشرة ، وقضت على كثير من اللهجات المختلفة وقويت الدماء العربية . وقد كانت أخر العوامل المؤثرة في الحياة الاقتصادية والاجتماعية الأحزاب الدينية ، وقد كان لهذا العنصر إيجابية واضحة أبرزت الفكر الديني ، لما كان عليه أهل المغرب ، والتي جعلت منه قوى متصارعة في الفكر والتعامل الإنساني . أيضاً طرحت فكرها في المعاملات الاقتصادية والاجتماعية ، ثم انتهت هذه الأحزاب بانتصار أهل السنة في القرن الخامس الهجري . |