![]() | يوجد فقط 14 صفحة متاحة للعرض العام |
المستخلص وأمام ما تقدم فإن الدراسة التحليلية قد أشار إلى كثير من النقاط الهامة المتعلقة بتلك الفترة حيث ظهرت ملامح السياسة الاقتصادية لاثنتين من الدول الهلينستية التي قامت على أنقاض إمبراطورية الإسكندر الأكبر وهما دولتي البطالمة في مصر والسيلوقيين في سوريا . وقد ظهر من خلال العرض أن كلا من الدولتين حاول أن يكسب لنفسه مكانة دولية وكيف حاول كلاهما الصمود خلال فترة الصراع التي أعقبت وفاة الاسكندر . وقد كان السلاح الاقتصادي هو أحد الأسلحة التي استخدمت في هذا الصراع ، ولقد حاولت كلا من الدولتين بجد أن تبني اقتصادياتها وأن تطور إمكانياتها وعلاقاتها مع الدول الأجنبية الأخرى حتى تكون قادرة من خلال ذلك على تحقيق فائض نتيجة لتفوق صادراتها وإراداتها ، ومن خلال هذا الفائض تستطيع أن تنفق على حروبها وعلى الهبات والمساعدات للدول الأخرى وذلك لتحقيق مكانة دولية أو بهدف تحقيق أغراض أخرى سياسية واقتصادية وكذلك الإنفاق على العديد من أوجه النفقات الأخرى التي تؤكد مكانتها الدولية وتجعلها قادرة على الصمود في مواجهة أعدائها . ولقد أوضحت العلاقة بين كلا من دولتي البطالمة والسيلوقيين مع الدول الأجنبية الأخرى في مجال التجارة ، حيث كانت لكلا من الدولتين علاقات تجارية مع بحر إيجة والبحر الأسود والهند وبلاد العرب وشرق أفريقيا ومع إيطاليا وأسيا الصغرى والصين . ويتضح أيضا من خلال تلك الدراسة أن هناك مناطق بعينها كانت هدفا للصراع الاقتصادي والمنافسة ما بين البطالمة والسيلوقيين ، حيث حاول كل منهما الاستئثار بأقدر قدر ممكن من التجارة الشرقية أي تجارة الهند وبلاد العرب وذلك للحصول على المنتجات تلك البلدان وإعادة تصديرها إما في شكلها الخام أو بعد تصنبعها إلى العديد من دول العلم الغربي . |