![]() | يوجد فقط 14 صفحة متاحة للعرض العام |
المستخلص في هذه الدراسة يتضح أنه كان لبني طيىء دور سياسي وحضاري في بلاد الشام فلم يكن الطائيون بعيدين عن الأحداث التي مرت بها تلك البلاد منذ الفتح الإسلامي وخلال عصر الخلفاء الراشدين ، والعصر الأموي ، ثم العباسي حتى أصبحت الشام تحت سيطرة الفاطميون . كان الطائيون وراء القضاء على حركة الردة التي واجهت الخليفة الأول أبا بكر كما كان نجاح خالد بن الوليد في القضاء على طليحة بن خويلد الأسدي متوقفاً على تخلي بني طيىء عنه ، ثم كان لانضمام الطائيين إلى جيش خالد عاملاً هاماً في الانتصار على مسيلمة الكذاب في اليمامة . كما كان لقوات طيىء المشتركة مع جيوش المسلمين في فتوحات الشام من أهم العوامل لإحراز المسلمين النصر على القوات البيزنطية المدعمة بالعرب المنتصرة في الشام ، خاصة وأن عملية عبور جيش خالد من العراق إلى الشام لنجدة قوات المسلمين بها كانت معتمدة تماما على قدرة ” رافع بن عميرة الطائي ” لإرشاد ذلك الجيش عبر صحراء السماوة (بادية الشام) وكان فشل تلك المحاولة يعني القضاء على خالد بن الوليد وجيشه في تلك الصحراء القاحلة . وضح أيضاً إخلاص بني طيىء الأمويين ، فقد وقفوا بجانبهم في كل أنواع الصراع التي خاضوها ضد منافسيهم سواء في موقعة صفين ، أو موقعة مرج راهط ، أو القضاء على عبد الله ابن الزبير ، وأخيه مصعب ، ولما غير الأمويين سياستهم تجاه أهل الشام ، وأساؤا إليهم وفيهم بنو طيىء ، لم يرض بذلك الطائيون حتى أنهم نهبوا مؤخرة جيش مروان بن محمد بعد هزيمته أمام العباسيين في موقعة الزاب . |