الفهرس | يوجد فقط 14 صفحة متاحة للعرض العام |
المستخلص سعيت هذه الدراسة إلى الكشف عن الخصائص الشعرية التي تميز الهذليين عن طريق النظر في خصائصهم الأسلوبية التي تظهر في أدائهم الشعري حين يتناولون موضوعات الشعر العربي القديم التقليدية . وقد كانت الفكرة النظرية الجوهرية التي توجه عنها البحث هي أن الشاعر لا يبدع إلا من خلال التفاعل الخلاق مع تقاليد تراثه . وشعر الهذليين – بناء على هذا – ليس إلا حصيلة نوع خاص من التفاعل مع تقاليد الشعر العربي أثمر في النهاية هذا الشعر ذا الطبيعة المتميزة التي حاول البحث أن يجليها ويلقي الضوء على معالمها الرئيسية . وانتهيت من خلال هذا النظر إلى بعض النتائج التي تحدد المعالم الكبرى في شعر الهذليين . وهي معالم ترتد إليها معظم التفصيلات التي ينطوي عليها شعر الهذليين في جميع ما تناولوه من موضوعات . وقد ظهر في الفصل الأول من الباب الأول أن مشكلة المواجهة بين الإنسان والقدر تشكل محوراً رئيسياً من محاور التجربة الشعرية عند الهذليين مما طبع شعرهم بطابع خاص . وكانت الظاهرة الأسلوبية الأساسية التي انتقلت منها الدراسة في الفصل الأول هي ما لاحظته من تردد شعار ” حدثان الدهر” عند كثير من شعراء هذيل ، وهو شعار ارتبط بتقليد أساسي من تقاليد الشعر العربي القديم هو الكلام عن الصراع بين الرامي والحمار والثور الوحشيين . وقد ظهر من خلال التفصيلات الأسلوبية والبنائية أن التسليم بحتمية القدر لا يعني عند الهزليين القنوط والاستسلام ، بل إن شعر الهذليين ينبئ عن ولاء عميق لفكرة السعي والمجاهدة رغم التسليم بحتم القدر . وقد تأكدت هذه النتيجة وازدادت وضوحاً من خلال النظر في عينية أبي ذويب في الفصل الأول من الباب الثاني ومن خلال النظر في نمط خاص من القصائد تناول فيه كل من أبي ذويب وساعدة وأبي صخر قصة الأم وولدها الوحيد الذي يتربص به القدر . وكان من أهم ما انتهت إليه الدراسة في هذين الفصلين أن التسليم بحتم القدر لا ينفث عند الهزليين عن إثارة الإحساس بطولة الكائنات التي تظهر ضروباً من المقاومة في مواجهة الشرور التي تسوقها الأقدار . |