الفهرس | يوجد فقط 14 صفحة متاحة للعرض العام |
المستخلص فى ضوء التشابك والتداخل بين أعراض الإكتئاب والقلق، يمكن تحديد مشكلة الدراسة فى التساؤلات الآتية : هل درجة التداخل بين أعراض الإكتئاب والقلق من الإتساع والشمول بحيث تتضمن أيضاً تشابه فى طبيعة أو محتويات البناء المعرفى الكامن خلف هذه الأعراض ؟ أم أن طبيعة أو محتويات هذا البناء المعرفى تختلف لدى مرضى القلق عنه لدى مرضى الإكتئاب ؟ وهل طبيعة هذه الصيغة المعرفية ستختلف تبعاً لإختلاف الثقافات أو الوحدات الحضارية المستهدفة فى الدراسة الحالية كلاً على حده أم لا ؟ إن الإجابة على هذه التساؤلات السابقة تُعد ذات قيمة كلينيكية تتجلى فى المجال الكلينيكى بصفة عامة، وفى ميدان التشخيص بصفة خاصة، إذ أن المشكلة التى تواجه الإخصائى النفسى أو المعالج أو الطبيب النفسى تتمثل فى التساؤل الآتى : كيف يمكن التوصل إلى تشخيص دقيق للمرض المستهدف ؟ فعندما نتمكن من الوصول إلى كيفية أو وسيلة يستطيع الإخصائى أو المعالج أو الطبيب النفسى من خلالها الإطمئنان على سلامة التشخيص، إستناداً على معرفة المحتوى المعرفى الكامن خلف المرض المستهدف للعلاج. وتتحدد أهمية الدراسة فى إلقاء مزيد من الضوء على طبيعة ومحتويات البنية المعرفية لدى مرضى القلق والإكتئاب مستعينين فى تحقيق هذا بأدوات بحثية لم تستخدم بعد فى التراث السيكولوجى على المستوى المحلى. كما تكمن أهمية الدراسة فى كونها تتناول موضوع الدراسة من خلال إطاريين ثقافيين مختلفين هما : الإطار الثقافى لمجتمع محافظة الشرقية فى الوجه البحرى، والإطار الثقافى لمجتمع محافظة سوهاج فى الوجه القبلى، فالدراسة من الدراسات عبر الثقافية التى تقدم لنا الفرصة لتصحيح تصورتنا عن المفاهيم والظواهر السيكولوجية فى ضوء التعرف على السياق الإجتماعى-الثقافى الخاص بتلك الظواهر السيكولوجية بصفة عامة، والقلق والإكتئاب بصفة خاصة بإعتبارهما أكثر الظواهر والإضطرابات النفسية تكراراً وشيوعاً. |