Search In this Thesis
   Search In this Thesis  
العنوان
دراسة تحليلية لبعض ألحان (سيد مكاوي)
والإستفادة منها في تحليل الموسيقى العربية
/
الناشر
وائـل وجيـه طلعـت
المؤلف
طلعـت،وائـل وجيـه
الموضوع
قالب الجملة الموسيقية السلسلة العبارة الموسيقية اللزمة الحروف المهموسة
تاريخ النشر
2007 .
عدد الصفحات
p.270:
الفهرس
يوجد فقط 14 صفحة متاحة للعرض العام

from 270

from 270

المستخلص

يحتل الفنان القدير الشيخ سيد مكاوي، مكانة فنية رفيعة في حياتنا الموسيقية المعاصرة، كما يتمتع بحب الجماهير العريضة، وحب كل من عرفه أو تعامل معه، فهو بحق فنان أصيل، أعطي الموسيقى العربية الكثير من إبداعاته التي ستظل باقية تمتع جماهير المستمعين، وهي في نفس الوقت نماذج رائعة لكل دارس أو ممارس للموسيقى العربية تلحيناً وعزفاً وغناء.
إلتحق سيد مكاوي بالكتاب، وحفظ القرآن الكريم، وكانت مصادره لتعلم الفن تتلخص في سماع الاسطوانات وسماع كبار الفنانين في ذلك الوقت، ومن هؤلاء: الشيخ إبراهيم سكر، الشيخ علي محمود، الشيخ إبراهيم الفران، والشيخ محرز سليمان، كما استمع إلى الكثير من المطربين والمطربات منهم: (محمد العربي – سيد درويش الطنطاوي – زينب المنصورية – سيد مصطفي – محمد صادق)، وبالطبع إستمع إلى أسطوانات كوكب الشرق أم كلثوم، والموسيقار محمد عبد الوهاب، وبعد ذلك تعلم الشيخ سيد مكاوي غناء موشحات المولد النبوي الشريف، بذلك كان لكل من تلك الروافد الثرية المتنوعة الألوان أثراً في تكوين شخصيته الفنية مما هيأ له أساساً موسيقياً راسخاً، استطاع أن يبني على منواله إبداعاته فيما بعد(1).
إن سيد مكاوي موهوب، تنسب موهبته إلى عالم المشيخة قدر إنتسابها إلى عالم المغنين المحترفين، ذلك أن للقـرآن الكريم فى طريقة ترتيله دوراً عظيماً في ترقيق الإحساس بـأداء اللغـة العربية بجمـيع لهجاتها المتعددة ، ومن قراءة القرآن الكريم
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) زين نصار: موسوعة الموسيقى والغناء في مصر في القرن العشرين، دار غريب، القاهرة، 2003 ، صــ164 .
خرجت معاطف موسيقية متعددة الألوان من الأداء الغنائى كالتواشيح والإنشاد ، ومن هذه المعاطف الموسيقية الغنائية التراثية الدينية خرجت أجيال عديدة من الموهوبين انتموا بعد ذلك إلى مصاف المغنيين بعد أن خلعوا ثوب المشيخة الغنائية أو الغنائية المشيخية وارتدوا ثوب المغني المستفيد من التراثات الأخرى.
ولعل أوضحهم وأبرزهم بصمة على صفحة التاريخ كل من الشيخ سيد درويش، والشيخ زكريا أحمد فضلاً عن مشايخ سابقين ولاحقين كالشيخ أبو العلا محمد، والشيخ المسلوب. من كل هذه الأنهار شرب الشيخ سيد مكاوى لكنه كان إلى عالم المشيخة أميل، ولم يكن هذا نقصاً فيه أو تحديداً لموهبته، إنه حصل علي إمكانيات هائلة جداً من طرائق قراءة القرآن الكريم وتجويده(1).
إن الشيخ سيد مكاوى كان متأثراً بكل من الشيخ زكريا أحمد الذى كانت ألحانه تصل عند طريق المشاعر إلى الوجدان ، والشيخ سيد درويش الذى كانت ألحانه تصل إلى الوجدان والعقل معاً ، ومن صلب هذين الأبوين انحدر إلينا سيد مكاوي يحمل في أًصلابه الموسيقية دماء سيد درويش، وزكريا أحمد، أى جماع الوجدان الخالص المنفتح علي الذهن مباشرة، يذكر عنه، أنه في مطلع صباه وشبابه كان يشتغل بقراءة القرآن الكريم وهذه سمة مصرية أصيلة في الواقع، فكل ضرير في بلادنا ينتسب مباشرة إلى قراءة القرآن، وكـأنما الشيـخ من إحـدى علاماته المميزة أن يكـون ضريرا، ولكن تفوق الضرير بوجه عام أمر في غير حاجة إلى دليل أكثر من المعري وطه حسين وسيد مكاوي ، ويذكر عنه أيضا أن قراءته للقرآن في صباه كانت مؤثرة إلى حد كبير جدا رغم أنه لم يكن ينسب نفسه إلى صف المقرئين ذوي الأصوات الجميلة، ولكن كيف تحـول مجـري حياة الشيخ سيـد مكاوي مـن قارئ للقرآن الكريم إلى واحد من كبار الملحنين في العالم العربي؟
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) خيري شلبي: صحبة العشاق رواد الكلمة والنغم، الهيئة المصرية العامة للكتاب، مكتبة الأسرة، القاهرة، 1996م ، ص160.
ذلك أن الشيخ كتوم بالتعريف عن حياته الخاصة ، ربما لأنه لا يحب الحديث عن حياته الخاصة وربما لأنه يعرف أن حياته الخاصة، الماضية يعرفها عدد كبير جدا من الناس إلى حد يكفيه مؤونه الحديث عنها. إلا بقدر ما يلقي الضوء علي مواهبه حتى يتاح للباحثين فرصة تقييمه علي النحو الصحيح(1).
فمما لا شك فيه أن الطابع الديني كان غالبا علي ممارسات الشيخ سيد مكاوي الموسيقية ، ولكنه اتجه أيضا إلى ممارسة الغناء الدنيوي، وفي أواخر القرن التاسع عشر وأوائل القرن العشرين قامت نهضة الموسيقي العربية علي أكتاف نخبة من أعلام هذا الفن، فمنهم من شارك بالغناء، ومنهم من تفوق في العزف ومنهم من اتجه إلى المسرح الغنائي، كما برع الكثير منهم في تلحين مختلف القوالب، ويعد الشيخ سيد مكاوي علم من أعلام الموسيقي العربية حيث جمع بين التلحين والغناء والعزف، فكان فنان متعدد المواهب له أسلوب خاص في التلحين بما يتناسب مع طابع موسيقانا وشرقيتها الذي تقبله الأذن المصرية والعربية الأصيلة.
لذا وقع اختيار الباحث علي تفهم أسلوبه في صياغة ألحانه الغنائية باعتباره مجددا ومطورا ويظهر ذلك واضحاً في بنائه للجملة الموسيقية، وانتقالاته بين المقامات بألحان سلسة مبنية علي أساس علمي.