![]() | يوجد فقط 14 صفحة متاحة للعرض العام |
المستخلص رأى الفاطميون بعد أن امتد نفوذهم فى بلاد المغرب أن هذه البلاد لا تصلح لتكون مركزاً لدولتهم، ففضلاً عن قلة مواردها كان يسودها الإضراب من حين لآخر، لذلك اتجهت أنظارهم إلى مصر لوفرة ثرواتها ولقربها من بلاد المشرق، الأمر الذى جعلها صالحة لإقامة دولة مستقلة تنافس العباسيين. وكان عبيد الله المهدى يطمع فى أن يتخذ مصر قاعدة يوجه منها حملاته إلى بغداد للقضاء على الخلافة العباسية المتداعية، لذلك وجه نشاطه على أثر تأسيس خلافته بالقيروان إلى أن وضع الخطط لغزو مصر، ولكنه لم ينجح فى تحقيق ذلك. وبعد أن تولى المعز لدين الله الخلافة سنة 341 هـ(952 مـ)ال الداخلية بمصر له تحقيق ذلك، فقد اضطربت الحالة السياسية والإقتصادية بها بعد وفاة كافور الأخشيد سنة 357 هـ(968 مـ)، مما حمل الكثير من أولى الرأى فى مصر على الكتابة إلى المعز لدين الله يطلبون منه القدوم إلى مصر لإنقاذها من الفوضى، فعهد المعز إلى جوهر الصقلى بقيادة الحملة لفتح مصر فسارت قواته إلى الأسكندرية سنة 358 هـ(969 م)ودخلتها بدون مقاومة، وعندما وصلت أخبار وصول جوهر إلى الأسكندرية إلى مسامع الوزير جعفر بن الفرات شاور أهل الرأى والنفوذ بالبلاد فيما يجب أن يفعلوه، فاستقر رأيهم على مفاوضة جوهر فى شروط التسليم وطلب الأمان على أرواح المصريين وأملاكهم فأجابهم جوهر لذلك، وأعطاهم الأمان. وهكذا دخل جوهر عاصمة البلاد، ثم بدأ فى تأسيس مدينة جديدة حاضرة للفاطميين وهى القاهرة، كما شرع فى بناء الجامع الأزهر. |