الفهرس | يوجد فقط 14 صفحة متاحة للعرض العام |
المستخلص وبعد أن استعرضنا تاريخ إقليم الموصل والجزيرة سياسيا وحضاريا, خلال الفترة المبكرة من التاريخ الإسلامى, والتى شملت عهد الخلفاء الراشدين والأمويين, وما تمتع به هذا الإقليم من مكانة متميزة خاصة فى العصر الأموى, فقد خلصنا من الدراسة السابقة بعدة نتائج من أهمها : تبين من الدراسة التمهيدية للموضوع أن حدود إقليم الموصل والجزيرة التى تفصله عن الأقاليم المجاورة لم تتصف بالثبات بل تغيرت بعد الفتح الإسلامى للإقليم, ثم تغيرة مرة أخرى فى بداية العصر الأموى, وقد حاولنا من خلال تلك الدراسة تعيين حدود للإقليم على وجه التقريب والتى كانت حتى نهاية العصر الأموى : تمتد من جبال طوروس وطوروس الداخلية من الشمال, والخط الممتد من جنوب هيت على الفرات إلى جنوب تكريت على دجلة عند صحراء الطيرهان, ومنها إلى حدود أذربيجان من الجنوب, ومن الشرق تدخل ضمن حدود الإقليم الضفة الشرقية التى يسبقها الزابانونهر الخابور حتى حدود أذربيجان, أما حدود الإقليم الغربية فتسير محاذية للضفة الغربية لنهر الفرات. كما أظهرت الدراسة التمهيدية للموضوع الصراع العنيف الذى دار بين الفرس والروم على إقليم الموصل والجزيرة, والذى انتهى بانتصار الروم وإستيلائهم على معظم أنحاء الإقليم, وإنحسار النفوذ الفارسى فى بعض مناطق الإقليم قبيل الفتح الإسلامى.إتضح من الدراسة أن إمتداد الفتح الإسلامى لإقليم الموصل والجزيرة بدأ بمرحلة الغارات على تخوم الإقليم, وإن تلك الغارات ارتبطت بحركة الفتوحات الإسلامية فى العراق والشام, ثم فتح بلاد الموصل من جهة العراق بتوجيه سعد بن أبى وقاص لحملة عبد الله بن المعتم التى تمكنت من إلحاق الهزيمة بالروم فى موقعة تكريت سنة 16هـ / 637م, ثم تمكن ربعى الأفكل من إقتحام مدينة الموصل خلال نفس العام, فى حين تم فتح معظم بلاد الجزيرة من جهة الشام, بتوجيه ابى عبيدة بن الجراح لعياض بن غنم سنة 18هـ / 639م, والتى تمكنت من الإستيلاء على معظم مدن الجزيرة وقد انضم إليها جند الكوفة, فأتمت فتح معظم بلاد الجزيرة سنة 20هـ / 640م. |