الفهرس 
الفصل الأوليوجد فقط 14 صفحة متاحة للعرض العام
 |  | from | 293 |  |  |
| | | from | 293 | | |
المستخلص
إن الرمز ليعتبر من أهم ما يلفت النظر فى الحضارة المصرية القديمة, لما له من دلالة على سمو التفكير المصرى القديم ونزاهته مما قد ينسب إليه, وما من شك فى أن العلاقة بين الحقيقة والرمز علاقة وثيقة فى الفكر المصرى القديم, وكم من محاولات سعت جاهدة لفك جدائل تلك الرموز, وإستطاع البعض التوصل إلى تفسيرات مقبولة بينما جانب الصواب البعض الآخر منها.
وإنه لمن الضرورى أن يبتعد المفسرون عن المغالاة فى تناول الأمور, إذ أنه من أصعب أن نفسر المواقف التى جرت فى عهود سابقة بمعزل عن الأجواء المحيطة بها أو بمنطق العصر الذى نعيش فيه نحن.
يقود الرمز فى الحضارة المصرية إلى التساؤل, لماذا فعل المصرى تقديم ذلك الفعلوترك ما عداه, وما أكثر الرموز والحياة الرمزية التى وجدت سبيلها عند المصرى القديم وكانت ذات عمق أصيل وبعد غائر قلما أحاطت به أقلام المفكرين ودراسات الباحثين, من بين تلك الرموز الشجرة التى حرص المصرى القديم بشكل أو بآخر أن يحتضن بواستطها أحيانا ويندمج فيها ويتحد معها أحيانا أخرى, ولعلنا نتساءل, لماذا كل ذلك الحرص, هل لما لها من منافع مادية أدركها فى حياته وأراد لها أن تستمر فى اخراه؟ أم أنها مجرد ما منحته الطبيعة فتكيف معها وعاش بها.
إن البحث فى موضوع شجرة الجميز كشجرة حقيقية وشجرة رمزية فى ذات الوقت, ليعد من المسائل المشوقة والشائكة فى آن واحد فما أصعب البحث عن الكنية والمدلول الحقيقى من واقع التجسيد الرمزى.
وقد إتجهت ببحثى هذا وعنوانه ”شجرة الجميز بين الحقيقة والرمز خلال الدولة الحديثة” إلى محاولة معرفة مدلول وفكرة الشجرة عند المصرى القديم وهل كانت شجرة حقيقية موجودة فى واقع حياته البيئية؟ أم أنها مجرد فكرة نالها ما نال غيرها من الأفكار كثير من التطوير والتغيير نتيجة خضوعها لتأثيرات بيئية مختلفة.
ولقد جذبنى إلى ذلك :
-كثرة ما أورده المصرى القديم من تصورات عن الأشجار عامة وعن شجرة الجميز بشكل خاص, تلك التصورات التى من شأنها أن تدلل على حرص المصرى على الإرتباط بها فى حياته بل وبعد مماته.
-الدراسات السابقة التى كتبت فى ذات الموضوع جاءت بشكل عام سواء عن الأشجار المقدسة أو الآلهه حتحور كسيدة للجميز.