الفهرس | يوجد فقط 14 صفحة متاحة للعرض العام |
المستخلص من المحتمل وجود علاقة طردية بين سيادة قيم العولمة وتفكك منظومة القيم الأسرية في المجتمع المصري ، وقد أثبتت الدراسة الميدانية صحة هذا الفرض وذلك من خلال ما توصلت إليه الدراسة من نتائج تتمثل في : - أ - سيادة القيم المادية على مستوى كل الشرائح والتي تبدو ي الاختيار الزواجي ، حيث تشير الدراسة إلى تأثر إختيارات الأفراد. في المجتمع المصري بسياقهما الحضري ، والريفي بالقيم المادية أكثر من القيم الأخلاقية ، ويبدو ذلك في تحول الزواج إلى مجرد مشروع اقتصادي يهدف إلى تحقيق أعلى فائدة من الربح ، وهو ما يدل على تراجع القيم الأسرية المصرية في الاختيار الزواجي ، والتي كانت تعتمد على التكافؤ الاجتماعي ، أو التعليم ، أو الأخلاق في مقابل سيادة القيم العولمية التي تهدف إلى تسييد قيم السلعية ، والربحية ، والنفعية وإلغاء القيم الأخلاقية أو الإنسانية . ب - أوضحت الدراسة زيادة الصراعات بين أفراد الأسرة سواء الزوج أو الزوجة ، أو الآباء ، والأبناء حيث ساهم تغلغل قيم العولمة وصعود القيم المادية في تغليب القيم الفردية على حساب قيم التعاون ، والقيم العاطفية والنفسية مما ساهم في تهديد العلاقات الاجتماعية ، وتفكيك الروابط الأسرية الحميمية ، بحيث أصبحت روابط الزواج مجرد رغبة في الصعود في السلم الاجتماعي ، وقد أثبتت الدراسة الميدانية في هذا الصدد . إن حدة الصراع داخل الأسرة المصرية تزيد في الأسر التي تعمل فيها المرأة ، أو الأسر التي تعاني من غياب الأب سواء للعمل أو السفر حيث ساهم خروج المرأة إلى العمل في إحرازها تقدماً وظيفياً ، ومادياً وبشكل يفوق تقدم الرجل مما ساهم في سيادة الصراع على المكانة داخل الأسرة ، هذا فضلاً عن أن غياب الأب المتكرر أفقده أهميته على المستوى المعنوي مما يفقده سلطته التقليدية ، هذا فضلاً عن توفر فرص جديدة أمام الأبناء لم تكن متاحة من قبل للآباء بسبب التعليم أو اتصالاهم ببيئات جديدة تكسب الأبناء ثقة في قدرتهم على الترقي الاجتماعي ، وتفقدهم ما لديهم من احترام للبيت الذي نشأوا فيه ، ولا يرون في خبرة آبائهم ما يدعو إلى الإهتمام مما يؤدي إلى تمرد الأبناء على الآباء ، وزيادة حدة الصراع ، وهو ما يدل على أن سرعة التغيرات الهيكلية ، والتقدم التكنولوجي التي أحدثته العولمة ساهم في تغييب الفضائل والعلاقات الحميمية التي كانت تحكم العلاقات الأسرية فيما قبل العولمة . |