الفهرس | يوجد فقط 14 صفحة متاحة للعرض العام |
المستخلص نستطيع القول ان تجربة الحياة النيابية فى مصر قد بدأت منذ اكثر من مائة عام تقريبا، ولكنها فى البداية كانت لا تمثل الحياة النيابية بمعناها الحقيقى لانها كانت عبارة عن هيئات استشارية وادارية لا اكثر، وخاضعة لسلطة الحاكم الفرد وهى لا تستطيع ان تملى ارادتها على ذلك الحاكم بل على العكس من ذلك كانت تعمل لتنفيذ رغباته هو وحده او رغبات مجموعة محدودة جدا وكان هذا يتمشى مع درجة النضج السياسى الكائن فى المجتمع المصرى انذاك. وظلت الحياة النيابية هكذا حتى بداية الحرب العالمة الاولى، واصبح الزمن غير الزمن والاشخاص غير الاشخاص والافكار غير الافكار، فالكل قد تطور ولذلك نجد انه بنهاية هذه الحرب بدأت البلاد تطالب بحقوقها المشروعة فى الحرية والاستقلال عن طريق الوفد الذى تم تشكيله عام 1918 ولقد بدأ هذا الوفد بداية حسنة وعقلانية للغاية، اذ طالب بتنفيذ ما وعدت به بريطانيا اثناء فترة الحرب وكانت البلاد قد تكبدت الكثير من الارواح والاموال خلال تلك الفترة، ولكن السلطات القائمة بالامر حينذاك حالت دون تلبية طلب هذا الوفد فى السفر لعرض المطالب المصرية على مؤتمر الصلح، ولم تكتف بذلك بل قبضت على الوطنيين ونفتهم خارج البلاد فكانت ثورة 1919 العارمة التي سجلت بداية التحرك الحقيقي نحو تحقيق الحرية والإستقلال ، وامام احداث هذه الثورة تراجعت بريطاينا وأفرجت عن الزعماء المنفيين وسمحت لهم بالسفر لعرض قضيتهم لكنها أعدت لهم العدة عن طريق اخر هناك في مؤتمر الصلح نفسه فانتهت حركة الرفض بالفشل في اوربا ولكن المطالبة بالحقوق استمرت حتي اضطرت بريطانيا الي تغيير سياتها فاصدرت تصريح 28 فبراير 1922 بتحفظاته المشهورة ثم بعد ذلك منحت البلاد الإستقلال المنقوص ، فكانت خطوة تلتها خطوات. |