Search In this Thesis
   Search In this Thesis  
العنوان
مسرحية ” باپ کا گناه ”( ذنب الأب ) لحكيم أحمد شجاع:
الناشر
محمد علي عبد الحليم محمد
المؤلف
محمد،علي عبد الحليم محمد
الموضوع
باپ کا گناه حكيم أحمد شجاع
تاريخ النشر
2009 .
عدد الصفحات
P.192:
الفهرس
يوجد فقط 14 صفحة متاحة للعرض العام

from 193

from 193

المستخلص

مع أن مسرحية ” باپ كا گناه ” ( ذنب الأب ) هي أول عمل درامي لـ” أحمد شجاع ” , إلا أنها أشهر أعماله المسرحية على الإطلاق , فقد وضع فيها عصارة خمس سنوات من البحث والتأمل في أحوال المجتمع , والتفتيش عن مشاكله وقضاياه إلى أن وصل لنتيجة واضحة هي : أنه لتطهير المجتمع من الفساد والرذيلة , لابد أولا ً من إبادة اللعنة المسماة بالمرأة البغي ( الغانية ).فقرر ” أحمد شجاع ” أن يكشف النقاب عن مفاسد تلك المرأة , وخطرها على المجتمع ؛ لذا كتب مسرحيته ” باپ كا گناه ” ( ذنب الأب ) , والتي أحدثت ضجة كبيرة بين الناس , وأصابت الأمراض المنتشرة في المجتمع في ذلك الوقت في مقتل . ويقول ” أحمد شجاع ” نفسه في مقدمة مسرحية ” باپ كا گناه ” ( ذنب الأب ) أنه : ” من أجل علاج التقرحات والجروح , لابد من الضغط عليها بشدة , حتى لو تألم الإنسان من ذلك , لكنه سيشفي بعدها ويحس براحة كبيرة ” .ويرى الباحث من خلال دراسته وتحليله للجوانب الفنية والموضوعية لهذه المسرحية , أن هناك عدة نتائج يمكن استخلاصها من هذه الدراسة : ناقشت المسرحية مشكلة اجتماعية وأخلاقية غاية في الأهمية وهي : انتشار الفساد والرذيلة في المجتمع الهندي , الذي كان في ذلك الوقت – بداية القرن العشرين – يئن تحت وطأة الاحتلال البريطاني , إلى جانب سوء الأحوال الاقتصادية وكثرة الثورات في ذلك الوقت – خاصة إبان الحرب العالمية الأولى – وقد ركز ” أحمد شجاع ” في المسرحية على محاربة البغايا , فهن سبب فساد المجتمع في رأيه , وكذلك محاربة الظروف السيئة التي دعتهن إلى اتخاذ طريق الرذيلة . لم يتطرق أي كاتب أو مؤلف قبل ذلك – كما سبق وأن أشرت – إلى الموضوعات الجادة التي تهتم بالمجتمع ومشاكله . فقد رأى ” أحمد شجاع ” أن الأدب لا يمكن أن يكون منفصلا ً عن الحياة الواقعية , بل لابد أن يعبر عن الواقع حتى ولو كان واقعا ً مرا ً أليما ً . فالأدب ليس غرضه الترفيه والتسلية عن الناس , ولكن هدفه الحقيقي هو علاج مشاكلهم وهمومهم , والارتقاء بذوقهم وحسهم الفني .شدة التباين بين شخصيات المسرحية من أغنياء وفقراء , أخيار وأشرار . هو ما نشاهده في حياتنا الواقعية , حيث تتباين مستويات الناس الاجتماعية , وتتفاوت أخلاقهم وطباعهم . والشخصيات الرئيسية في المسرحية , كان بينها اختلاف كبير من حيث صفاتها وأمانيها , حتى وإن كانوا في جانب واحد من جوانب الخير أو الشر . وهذا يدل على براعة المؤلف في رسم شخصياته بدقة , وقدرته على إبداع أصناف مختلفة من الناس , وجعلهم متساويين جميعا ً في درجة الإقناع . نجح الكاتب في تصوير الجانبين الاجتماعي والنفسي لدى شخصياته , وإبراز مدى تأثيرهما على سلوك الشخصيات . كما أعطى للمشاهد تفسيرا ً لأفعال شخصياته , ولم يتركها تتخبط بين عوامل الصدفة والاحتمال , بل كانت أفعالها مبررة . وسواء كان تبريرا ً مقنعا ً أم لا , لكنه على الأقل تبرير مقنع للشخصية نفسها . ولم تكن شخصيات المسرحية شخصيات نمطية مسطحة , بل كانت شخصيات متطورة , متصارعة فيما بينها , كل من أجل هدف يرغب في تحقيقه . تعدد مستويات الصراع أعطى المسرحية تشويقا ً وجاذبية ً لا حدود لها , فطوال زمن الأحداث يظل المشاهد مترقبا ً لما سيحدث وما نتيجة الصراع الذي أمامه وأي الطرفين سينتصر على الآخر ؟ بل أي الأطراف سينتصر في نهاية الأحداث وهل ستكون الكلمة الأخيرة للخير أم للشر ؟ لعب الصراع بين الشخصيات دورا ً دراميا ً مهما ً في مضاعفة حيويتها , خاصة في مجال المواجهة فيما بينها . وكان التناقض الحاد بين أهداف الشخصيات وسلوكها , سببا ً في تولد تفريعات وتنويعات مثيرة وخصبة , ولم يكن هذا التناقض بين الخير والشر فحسب , بل كان تناقض الخير والخير , والشر والشر . فالمساحات المشتركة بين الشخصيات لم تمنع وجود تناقضات على مستويات أخرى . وبذلك بدا الصراع بينها طبيعيا ً ومتشابكا ً ومثيرا ً .تميزت المسرحية بتتابع الأحداث تتابعا ً منطقيا ً , وترابط أجزاءها ترابطا ً تاما ً , فلا يوجد قفزات غير مبررة , أو مصادفات غير ممكنة الحدوث . كما أثارت الحبكة أثناء تطورها توقعات لدى الجمهور فيما يتعلق بمسار الأحداث في المستقبل , وكيفية استجابة الشخصيات لها . خلقت حبكة المسرحية في وجدان المشاهد شعورا ً بأن الأحداث تتبع في طبيعتها ما سبقها من أحداث , وتؤدي إلى ما يليها من أحداث أيضا ً على أساس من التسلسل المنطقي , بل وكانت حبكة معقدة خالفت خاتمتها كل التوقعات التي أثارها سياق الأحداث فيها ؛ ذلك لأن هذا السياق دخل في منحنيات وتعقيدات غيرت من اتجاهه تغيرات غير متوقعة . هذه التغيرات أبرزت حقائق على سطح الأحداث كانت خافية على أعين المشاهدين . ولم تأت نتيجة ً لصدفة مفتعلة .امتلأت المسرحية بالتعقيدات المشوقة , فكلما حاولت إحدى الشخصيات إنجاز ما تتمناه , إذ بالكاتب يضع أمامها المزيد من العقبات التي تحول بينها وبين تحقيق أهدافها , وهذا ما يزيد من الترقب لدى الجمهور فهل ستنجح الشخصية في تخطي هذه العقبة الجديدة ؟! وهل ستطور من فكرها ورد فعلها ؟! أم ستخفق في تحقيق هدفها ويصيبها الفشل واليأس . كما التزم الكاتب بالتسلسل المنطقي لعناصر الحبكة , فكل نقطة تؤدي إلى التي تليها في تتابع محكم دون خلل . تميز الحوار بالمنطقية والسلاسة , كما كشف عن موضوع المسرحية وفكرتها الأساسية , وساهم في ضبط إيقاع المسرحية , وهذا يتحقق بمراعاة الانسجام بين الجزء والكل , والإيقاع في مجمله , يعني قدرة الكاتب على الإحساس باللحظات , التي يجب أن يزيد فيها نبض الحوار , فيتدفق في سرعة محسوبة حينا ً , أو يبطئ حينا ً آخر . والحوار أو وقعه في النفوس , جزء لا يتجزأ من بناء المسرحية , إذ يجب أن يكون للكلمات وزن وجرس ومظهر . استخدام ” أحمد شجاع ” للغة فصيحة واضحة في كتابة مسرحيته , ليس فيها ألفاظ شاذة أو غريبة . وابتعاده عن اللهجات المحلية والألفاظ العامية , كان استخداما ً ناجحا ً ومنطقيا ً ؛ لأنه يريد أن تصل رسالته وفكرته إلى كل أبناء شبه القارة الهندية من المسلمين , على اختلاف لهجاتهم وألوانهم .