Search In this Thesis
   Search In this Thesis  
العنوان
برنامج لتنمية القدرات الابتكارية لدى أطفال مرحلة ما قبل المدرسة في دولة الإمارات العربية المتحدة /
الناشر
كريمة عبد الإمام جاسم العيداني،
المؤلف
العيداني، كريمة عبد الإمام جاسم.
الموضوع
تعليم الأطفال الإمارات العربية المتحدة رياض الأطفال الإمارات العربية المتحدة
تاريخ النشر
2001 .
عدد الصفحات
385 ص. :
الفهرس
يوجد فقط 14 صفحة متاحة للعرض العام

from 475

from 475

المستخلص

لقد لمست الباحثة الحالية من خلال واقع عملها كأخصائية نفسية أن رياض الأطفال بحاجة
إلى مدرسة مؤهلة علمياً واجتماعياً ونفسياً ، ومزودة بمهارات خاصة تساعدها على الوقوف على جوانب القوة والضعف في قدرات الأطفال واستعداداتهم ، وكشف قدراتهم الابتكارية ، ثم القيام بتوجيهها التوجيه الصحيح حتى يتسنى للأطفال القدرة على الإنتاج الابتكاري .
ومن هنا تجيء أهمية تناول القدرات الابتكارية لدى أطفال مرحلة ما قبل الرياض ؟ (الحضانة) في دولة الإمارات العربية المتحدة ، وذلك في زاوية إمكانية تنمية هذه القدرات عند أطفال مرحلة ما قبل المدرسة على نحو يمكنهم من أن ينطلقوا في مجالات عديدة مفكرين ومنتجين ومبدعين ومتخيلين .
كما أن دراسات الطفولة تحتل أهمية كبيرة ومكانة مرموقة بين عالمنا المعاصر ، وما لا شك فيه أن الطفولة مستقبل وأمل كل أمة ، حيث تولي الدول المتقدمة أهمية خاصة لتنشئة وتربية الطفل لإعداد أجيال من أبنائها لتحمل متطلبات وتطلعات المستقبل ، كل هذا يلقي مسئولية كبيرة على كل أسرة من الأسر ، ومدارس رياض الأطفال من حيث إمكانية كل منها في توفير
أساليب التربية الحديثة بما يتفق مع طبيعة مرحلة النمو التي يعيشونها حتى يتوفر لهم
التهيئة النفسية التي تشبع حاجاتهم ، وتنمي مهاراتهم العقلية والجسمية ، وبذلك يمكن
أن تتاح لهم الفرصة لتدريب تلك المهارات العقلية ، وكذا خيالاتهم الخصبة كي يتعاملوا مع ظروف ومتطلبات بيئتهم بطريقة أكثر ابتكارية ، ويؤكد ذلك قول جوان ديموس : حيث يقول ” أن الأطفال مبتكرون بطبيعتهم ، وهم لا يحتاجون إلا إلى مناخ صالح كي يظهروا قدرتهم
على الابتكار ” .
ويؤكد ماسلو بأن الطفل قادر على الابتكار .. ويقول ستانبرج بأن الطفل يولد مزوداً بدرجة عالية من الوعى Awareness ، وأن الاتجاه الابتكاري كامن في السلالة البشرية ، وأخيراً قول تورانس Torrance أن ما جعل الطفل مبتكراً هو أي شيء يجعله أكثر حياة
ويقترح دوديك Dudek أن نسمي ابتكارية الصغار بالتعبيرية Expressiveness بدلاً من القدرة الابتكارية .
والتعبيرية صفة يولدها الطفل ، وقابلة للنمو من خلال تدريب الطفل كما أنها توصف
بالتلقائية Sponteneity ، والإنتاج Production ، والتدفق Outgoingness ، والحيوية Aliveness .
من خلال ذلك يتبين لنا أهمية دراسة أطفال ما قبل المدرسة ، وتنشئتهم وتعليمهم بطريقة
تثير ابتكارهم ، ونرى تقبلاتهم حتى يكونوا في المستقبل اكثر قدرة لمواجهة مشكلات مجتمعاتهم .
والواقع أن أطفال مرحلة ما قبل المدرسة ( فترة الحضانة ) في مجتمعنا ، وكذا بقية الدول النامية لا يحظون بالرعاية اللازمة من حيث طريقة إعدادهم ، وطريقة التعامل معهم ، والتدريس لهم ، وإعداد الوسائل والمناهج الملائمة ، وفضلاً عن ذلك فأننا نفتقر في مجتمعنا إلى البرامج التي تهدف إلى تهيئة وتنشئة أبنائها في الحضانة لإكسابهم أو تدريبهم على بعض أنماط السلوك الابتكاري في اللعب ، والأنشطة المختلفة حتى يتسنى لنا إعداد أجيال تساهم
في خطة التنمية المنشودة في مجتمعنا .
ويؤكد ذلك ( جيلفورد Guilford : 1950 ) من خلال حديثة في افتتاح مؤتمر علماء النفس الأمريكيين إلى ضرورة الاهتمام بإجراء الدراسات على الأفراد المبتكرين وغيرهم ممن لديهم طاقات ابتكارية .( )
وما أكده ( جيلفورد Guilford : 1971 ) في أهمية الابتكارية في جميع الميادين
العسكرية والعلم والصناعة والتخطيط والمواصلات وإعدادها حيث يقول إذا نظرنا حولنا
وإلى العالم الذي نعيش فيه في أي اتجاه فسوف نجد أننا في حاجة ماسة وشديدة إلى
الابتكار .( )
في ضوء ذلك يتبين لنا أهمية ضرورة الاهتمام بتربية أبناء فترة ما قبل المدرسة بطريقة تثري ابتكاراتهم ، وتنمي خيالهم ، وعلى ذلك فأن إعداد وتربية أبناء ما قبل المدرسة مسئولية ليست على مدرسة الحضانة فحسب بل للأسرة دور مهم في توفير المناخ النفسي الذي يتيح لهم فرصة استخدام ألوان شتى من الأنشطة والمهارات الابتكارية .
تبرز أهمية الدراسة الحالية في أهمية مرحلة ما قبل المدرسة لما يتمتع به الطفل في هذه الفترة العمرية من مهارات وخيالات ابتكارية ، وأفكار وقدرات ابتكارية ، وقد دلت دراسة ليبرمان Lieberman على وجود الطلاقة الفكرية Intellectual Fluency ، والمرونة التلقائية Spontaneous Flexibility ، والأصالة Orginality ، والتلقائية الحركية الاجتماعية المعرفية كما يشتمل على روح المرح والحس الفكاهي Sense of humar .
وقد تتجلى أهمية البحث الراهن من الناحية الأكاديمية أو التطبيقية من خلال مجموعة الدراسات التي أجريت في مجال أطفال ما قبل المدرسة وبالأخص الدراسات العربية التى تكاد تغفل أهمية دراسة الأنشطة والمهارات والألعاب الابتكارية في تنمية القدرات الابتكارية لأطفال مرحلة ما قبل المدرسة .
وتأتي أهمية الدراسة أيضا في أهمية الأنشطة والمهارات الابتكارية التي تقدم لأطفال ما قبل المدرسة خلال أوقات اللعب العادية سواء بالمنزل أو المدرسة في توجيه سلوك الأطفال بما يتفق وطبيعة مرحلة النمو التي يعيشونها مما قد يلقي مزيداً من الضوء في مجالات
الاهتمام بالطفل المبتكر سعياً نحو تعديل مناهج رياض الأطفال وفق الاتجاهات
الحديثة ، وهذا ما تفتقر إليه غالبية مدارس رياض الأطفال في دولة الإمارات العربية المتحدة0
ويساعد البحث الراهن في تطوير عملية إعداد معلمة رياض الأطفال الأكثر كفاءة على مواجهة متطلبات التنمية للقدرات الابتكارية للطفل في هذه المرحلة ، ثم يقدم البحث أدوات قياس تتناسب مع واقع الطفل الإماراتي في مرحلة ما قبل رياض الأطفال.