Search In this Thesis
   Search In this Thesis  
العنوان
الخطاب الشعري عـند نجيب سرور
المؤلف
إبراهيم على محمد,أحمـد
هيئة الاعداد
باحث / أحمـد إبراهيم على محمد
مشرف / محمد عصام الدين بهي
مشرف / منــير سلـــطان
الموضوع
ظواهرأسلوبية في بنية الصورة.
تاريخ النشر
2010.
عدد الصفحات
366.P؛
اللغة
العربية
الدرجة
ماجستير
التخصص
اللغة واللسانيات
تاريخ الإجازة
1/1/2010
مكان الإجازة
جامعة عين شمس - كلية البنات - اللغة العربية وآدابها
الفهرس
يوجد فقط 14 صفحة متاحة للعرض العام

from 366

from 366

المستخلص

عندما ألحت على الباحث فكرة دراسة الأعمال الشعرية لنجيب سرور، وبدأ في البحث عن الدراسات التي تعرضت لنتاجه الأدبي وجد أن كل الدراسات قد انصبت على دراسة مسرحه الشعري والنثري، ولم يصادف أية دراسة نقدية لغوية تناولت الإنتاج الشعري الغنائي للشاعر، بحيث تجعل منه مادة لبحث يقوم على أسس فنية وعلمية إلا بعض الإشارات التي غالبا ما تذكر للاستدلال على شعريته، أو للإبانة عن فكره.
وبقدر ما فتح ذلك المجال أمام الباحث لدراسة جادة لهذا الجانب المهمل والمهم من إنتاج الشاعر، فإن ذلك الأمر أثار في نفس الباحث علامة استفهام كبيرة عن السبب وراء الاهتمام البالغ بالجانب المسرحي عنده دون الجانب الشعري؛ ولعل لعمل شاعرنا بالإخراج والتمثيل المسرحي، والوجهة التجريبية التي قدمها في المسرح دورا في ذلك.
وفي هذا الإطار من الاهتمام بالجانب المسرحي جاءت الدراسات التي اهتمت بنجيب سرور ومنها:
1ـ الدراما الشعرية في شعر نجيب سرور ( ).
وهي رسالة ماجستير قدمت دراسة فنية لعدد من المسرحيات الشعرية.
2ـ التناول المسرحي للحكاية الشعبية عند نجيب سرور. ( )
3ـ المفهوم البريشتي للأسطورة في مسرح جون أردن ونجيب سرور. ( )
أهمية الموضوع:
يعتمد الأديب ـ غالبا ـ على فطنته، وسليقته اللغوية، وخبرته الاجتماعية في تحديد طريقته الإبداعية، وفي هذه الدراسة يحاول الباحث تقديم دراسة أسلوبية موضوعية للأعمال الشعرية الكاملة لنجيب سرور، والتي صدرت في المجلدين الثالث والرابع من الأعمال الكاملة للشاعر، وقد صدرت عن الهيئة المصرية العامة للكتاب، واحتوت على الأعمال الآتية:
المجلد الثالث ( )، واشتمل على الدواوين:
التراجيديا الإنسانية.
لزوم ما يلزم.
بروتوكولات حكماء ريش.
المجلد الرابع ( ) واحتوى على:
رباعيات.
فارس أخر زمن.
الطوفان الثاني.
وهي مجموعة متكاملة اتضحت فيها ملامح الخطاب الشعري لدى نجيب سرور، فقد أفرزت التجربة التي مر بها الشاعر على المستويين الخاص والعام أثرا في تجربته الشعرية، وفي تحديدها لمجالات اهتمام الشاعر والتي تداخلت ما بين الخاص، والعام، والشخصي، والسياسي مكونة إبداعا يستحق الدراسة والبحث.
وفي محاولة لإلقاء الضوء على هذا الإنتاج المميز والذي مثل انعكاسا لمرحلة مهمة من تطور الحياة الفكرية والسياسية والثقافية في مجتمعنا، ومن منطلق هذه الأهمية يأتي تركيزنا على تناول إنتاج الشاعر من خلال المناهج الحديثة التي تخرج الباحث ـ قدر الإمكان ـ من حيز الذاتية إلى إطار الموضوعية، ومن المعروف أن المصادر تشير إلى أن هناك نصوصا أخرى أبدعها نجيب سرور، وقد أشار الشاعر إلى بعضها ولكنها لم تخضع لدراسة منظمة من الباحث وذلك للأسباب الآتية.
• معظم هذه الأعمال مفقودة وحتى أسرة الشاعر لم تعثر عليها.
• اطلع الباحث على بعض النصوص التي نشرت كقصائد منفردة مثل قصيدة: كراسات فرعونية” ( ) ” و”فرج الله الحلو.. والجستابو!” ( )، وهذه النصوص وإن كان الباحث قد أشار إليها في مواضع من العمل إلى أنها تخرج من الدراسة المنتظمة.
• بعض الأعمال لا يمكن خضوعها للدراسة الفنية مثل قصيدته الهجائية الشهيرة (الأميات)، وذلك لما تحتوي عليه من خروج على الآداب العامة.
الهدف من الموضوع:
تهدف الدراسة إلى:
تقديم صورة شاملة لظواهر الدراسة (الدلالية، والتركيبية، والتصويرية، والإيقاعية) وما يخص كلا منها من دلالات.
الوقوف على تقنيات الآلية الشعرية وما لها من دور في أداء المعنى، والجانب الجمالي لهذا الأداء.
تحديد أبرز الخصائص الأسلوبية عند نجيب سرور في أعماله الشعرية الغنائية، والسمات المميزة للصياغة الشعرية لديه.
المنهج:
يستخدم الباحث المنهج الأسلوبي في الدراسة، والذي يتميز بكونه علميا، وموضوعيا، ووصفيا، وعلى الباحث أن يقوم بتوسيع طاقة الدرس الأسلوبي ليشمل العمل الأدبي بكل جوانبه، وذلك لكون أي نص أدبي أرحب أرضًا، وأشد تماسكًا ونصية، من أي منهج مستخدم يتكون من مجموعة أدوات.
والدراسة أقرب إلى اتجاه الأسلوبية الفردية / الأدبية، التي قامت على أساس الجمع بين الدرس النقدي واللغوي. ومن روادها كارل فسلر، وليوسبترر.
كما استخدم منهج الإحصاء والذي لا يمكن أن نشير إليه بوصفه منهجا مستقلا، لأن أهميته تكتمل بما يقدمه من دلالات للنص الأدبي.
وقد أتت الدراسة في مقدمة، وتمهيد، وأربعة فصول، وخاتمة، تقدم رؤية يحسبها الباحث قادرة على دراسة الخطاب الشعري لنجيب سرور:
المقدمة: تحتوي على أهمية الموضوع، والدراسات السابقة، وتحديد مادة الدراسة، والمنهج.
التمهيد: بعنوان (الشاعر والأسلوبية والمنهج) ونعرض فيه لمشكلتين:
الأولى: ”نجيب سرور وخطابه الشعري”؛ ونعرض فيه باختصار لنجيب سرور، وأهم أعماله الإبداعية، ثم يوضح الفرق بين مصطلح الخطاب ومصطلح النص قديما وحديثا.
الثانية: نعرض لمفهوم الأسلوبية من خلال المبدع والنص والمتلقي، والتعرف على مناهجها المتعددة بين التعبيرية والأدبية، ومعرفة وظيفتها في تحليل النص الأدبي وبخاصة الشعري.
الفصل الأول: ظواهر أسلوبية في البناء الدلالي؛ بدراسة جانب من التوظيف الدلالي في أعمال نجيب سرور الشعرية؛ من خلال ثلاثة محاور؛ محور الغربة والحنين، ومحور الثورة، ومحور الأعلام في النص الشعري لنجيب سرور.
الفصل الثاني: تحت عنوان (ظواهر أسلوبية في البناء التركيبي) جاء في مبحثين؛ المبحث الأول (ظواهر المعجم اللغوي) حيث يتناول المعجم الشعري والتعريف بدوره في صناعة الشعر، وطرق دراسته، ومظاهره المختلفة، وأهم ما يميز معجم نجيب سرور من استخدامه للغة الحياة اليومية؛ من خلال مستوى الألفاظ ومستوى التعبيرات.
والمبحث الأخر: (ظواهر بناء التراكيب) وذلك في محاولة فهم خصوصية تركيب الجملة عند نجيب سرور من خلال ثلاثة محاور:
المحور الأول: محور الأداة الذي يتناول الاستفهام، والنفي، والعطف.
المحور الثاني:محور الكلمة الذي يوضح دور الكلمة من خلال الاعتماد على الفعل والاسم في بناء النص الشعري.
المحور الثالث: محور الجملة: الذي يدرس دور الجملة من خلال بعض التقنيات الفنية.
الفصل الثالث: تحت عنوان (ظواهر أسلوبية في بنية الصورة) وقد تناول الباحث الفصل في مبحثين:
المبحث الأول: مصادر الصورة: حيث يدرس الباحث المصادر الفنية التي اعتمد عليها الشاعر في تشكيل الصورة الشعرية من خلال معرفة المصادر الثقافية والطبيعية، والإنسانية، التي شكلت الصورة الشعرية عند نجيب سرور.
المبحث الأخر: مظاهر الصورة: التي تشمل الصورة التشبيهية من خلال تحديد مفهوم الصورة التشبيهية عند نجيب سرور وذلك بعرض مفردات الصورة التشبيهية من مثل مفردات طبيعية، وإنسانية، وزمانية، ومكانية، ثم إيضاح تشكيلات الصورة التشبيهية، ثم ظاهرة توالي التشبيهات في النصوص الشعرية، وتتبع الصورة من خلال بعض المفردات التشبيهية التي مثلت خطًا على طول النص الشعري لنجيب سرور.
ثانيا: المجاز:من خلال دراسة تقنيات الاستعارة، بحيث يعرض الباحث للمفردات الاستعارية، ثم تشكيلات الصورة المجازية (الاستعارية)، ثم ظاهرة التشخيص.
ثالثا: الكناية ويعرض الباحث لبعض فنيات الكناية ودورها في بناء النص الشعري لنجيب سرور من خلال تتبع دور الكناية في دواوين نجيب سرور.
الفصل الرابع: (ظواهر أسلوبية في البنية الإيقاعية) وذلك من خلال التعرف على مفهوم الإيقاع من خلال مبحثين الأول: إيقاع التجانس: الذي يشمل تفعيلات العروض، والميزان الصرفي أي الذي يعتمد على التماثل الصوتي من خلال بعض مظاهر الإيقاع مثل: الإيقاع العروضي، والقافية، وظواهر صرفية، وظواهر بلاغية مثل الجناس والسجع).
المبحث الثاني: (الإيقاع الدلالي) الذي يعني التشكيل البصري من خلال مظاهر معينة مثل توظيف النثر، والتشكيل البصري.
ملاحق: تشمل بعض الجداول.
الخاتمة: تحتوي على النتائج التي وصل إليها الباحث خلال الدراسة ومنها:
ـ الأسلوبية التي تتفق ونص نجيب سرور هي الأسلوبية الأدبية، وقد اهتمت هذه الدراسة بالتقريب بين الجانب اللغوي والجانب النقدي، بحيث يتحول النص إلى مجموعة من الظواهر والعلامات، والنص هو الذي يفرض طريقته في تحديد آليات المنهج الأسلوبي المناسب لطبيعته، وليس التكريس للمنهج على حساب فنيات النص الشعري، كما أن هذه الأسلوبية الأدبية لا تغفل روح الشاعر في إضاءة النص الشعري، بخاصة مع مبدع له وجهة نظر في الحياة مثل نجيب سرور.
ـ تمكن الباحث من تناول الأطر العامة للتجربة الشعرية لنجيب سرور، وملاحظة التحولات التي لحقت بها من خلال تقسيمها إلى ثلاث دوائر فنية:
1ـ الدائرة الأولى: دائرة الحلم وصعود المد القومي، وشملت ما أنتجه نجيب سرور من بدايته الشعرية وحتى هزيمة يونيو 1967 م.
2ـ الدائرة الثانية: مرحلة انهيار الحلم؛ وتحتوي ما أبدعه الشاعر من الهزيمة العسكرية 1967م إلى النصر 1973م.
3ـ الدائرة الثالثة: مرحلة الانفتاح والبحث عن الذات؛ من بعد النصر العسكري 1973م، إلى وفاة الشاعر 1978م.
هناك ظواهر أسلوبية ميزت النص الشعري لنجيب سرور توصل إليها البحث ومنها:
ـ تمكُّن الأسلوب الحواري المسرحي في نص نجيب سرور.
ـ اعتماده خاصية الأسلوب السردي في الكثير من نصوصه.
ـ استلهام الموروث الشعبي والأدبي في بناء صورته الرمزية..
ـ وقد حدد الجانب الدلالي الإطار الفكري الرئيسي الذي دار حوله شعر نجيب سرور بوصفه شاعرا له رأي، وهذه الأفكار كان لها دلالة معينة قامت على استخدام جمل واضحة؛ فقد كانت المحاور الأساسية في شعر نجيب سرور:
ـ الإحساس بالغربة والدعوة للتغيير والثورة، أما الأعلام فقد تعامل معها على كونها رموزا قادرة على التوظيف الفني للأفكار على أساس أن الفكرة العظيمة هي نتاج شخص عظيم، وتمتد الأعلام زمنيا عند نجيب سرور على مستوى تاريخ الإنسانية، وإيمانا منه بدور الفرد لم يتوان عن ترميز بعض الشخصيات المعاصرة، وقد كان لسيطرة تلك المحاور الذاتية أن تركت أثرا على البناء الفني لنجيب سرور، فاستخدم في بعض المواطن مفردات بسيطة، وصورا قريبة مواتية، وألفاظا عامية، أو ذات دلالة عامية.
ـ في بنائه لمعجمه الشعري مثل توظيفه للغة الحياة اليومية ظاهرة أسلوبية مطردة، كان لها ما يبررها من تحديد للخطاب عند نجيب سرور، وللدور الريادي الذي كان فيه رواد مدرسة شعر التفعيلة من البحث عن أرض خاصة بهم، وقد ظهرت تلك السمات الأسلوبية في مستوى الألفاظ ومستوى التعبيرات.
ـ في مستوى الألفاظ تمثل في القدرة على توظيف الألفاظ العامية (الألفاظ الشائعة)، وكثير من الألفاظ التي لها أصل فصيح، لكن كثرة دورانها أدخلتها في دلالة عامية، وقد قصد نجيب سرور هذه الدلالة العامية.
ـ كذلك من سمات معجمه الشعري الخاص بالألفاظ العامية التي مثلت انحرافا عن اللغة الفصحى أن أصابه تغيرات صرفية كاستخدام صيغ صرفية جديدة، وظواهر لغوية تطرأ على الألفاظ مثل التسهيل، وإجراء المثنى مجرى الجمع.، بالإضافة للتغيرات الإعرابية، والوصف بما يشبه العامية.
وكذلك توظيفه للتعبيرات العامية ومنها:
ـ تعبيرات ذات سمات تركيبية خاصة، وتعبيرات مَثلية، وتعبيرات تأخذ شكل مصاحبة لفظية، وتعبيرات بلاغية.
ـ أما فيما يتعلق ببناء الجملة الشعرية:
فقد مثلت ظاهرة الأدوات في نص نجيب سرور ملمحا أسلوبيا حقق له أهدافه التي يرجوها من خلف الصياغة الفنية التي قدمها، بحيث حلقت تلك الأدوات في فضاءات الأساليب الشعرية لنجيب سرور، ومن تلك الأدوات الاستفهام حيث تردد عدد (526) مرة، والنفي تردد عدد (1014) مرة في الديوان الكلي لنجيب سرور.
أما الكلمة فكان لها قدر واضح في تحديد زمنية القصائد من خلال أحوال الفعل، والاسم، وكذلك الجملة من خلال ظاهرة الحذف.
ونجيب سرور من خلال المحاور الثلاثة قدم نصا وصل من خلاله إلى حيز شعرية الجملة.
ـ اعتمد الشاعر في تشكيله للصورة الشعرية على مصادر متعددة منها جانب متعلق بالتراث الأدبي والفلكلوري، فقد اعتمد عليها مادة أساسية في بناء نصه الشعري، كذلك المصادر الطبيعية، والمصادر الإنسانية.
أما من ناحية الظواهر الأسلوبية في تشكيل الصورة فقد ربط البحث بين الأنماط البيانية واللغة، لأن نجيب سرور قدم صورته الشعرية في أشكال بيانية متاحة مثل التشبيه والاستعارة والكناية والرمز، لكن خصائص الصورة لديه كانت في حدتها وقربها من الواقع ابتداء من المفردات التي شكلت الصورة الشعرية، ثم التشكيلات التي اتخذتها الصورة منطلقة من الصورة الجزئية وصولا إلى الصورة الممتدة في القصيدة، بل إن نجيب سرور قدم صورة شعرية امتدت على طول الديوان، انتهاء ببعض الصور الكلية التي امتدت على طول الخط الإبداعي الكلي لنجيب سرور.
ـ أما من ناحية الإيقاع فشعر نجيب سرور ينتمي إلى شعر التفعيلة، لذا يقوم وزنه الشعري على أساس السطر الشعري، والشعر العمودي وجد لمرة واحدة لذا فهو لا يمثل ظاهرة أسلوبية، ومن البحور الشعرية التي صاغ من خلالها إيقاعه العروضي؛ بحر الكامل، والرجز، والرمل، والمتدارك، والوافر، والمتقارب، والبسيط.
ـ وإن كان نجيب سرور قد التزم شعر التفعيلة فقد سمح للتشكيل داخل السطر الشعري أن يعبر من خلاله عن تمرده الشعر فقد مثل التذييل ـ مثلا ـ ملمحا أسلوبيا في الفن الإيقاعي عند الشاعر.
ـ كذلك اعتمد على إيقاع صرفي من خلال التماثل، وإيقاع بلاغي متنوع.
ـ من السمات الأسلوبية في نص نجيب سرور الإيقاع الدلالي من خلال التشكيل البصري، فنجيب سرور لديه القدرة على توظيف النثر من خلال تضمين النص الشعري نصوصا نثرية، سواء أكانت جملة مفردة، أم نص نثري متكامل، أم باتخاذ الشكل النثري في الطباعة، في المقابل كان للمساحات البيضاء، والطباعة أن شكلت نوعا من الإيقاع.