الفهرس | يوجد فقط 14 صفحة متاحة للعرض العام |
المستخلص من العرض السابق للرسالة يتضح أن القيم فى الأساس تكون ثابتة، وأن السلوك تجاه هذه القيم هو الذى يتغير، وبذلك فإن ما يقصد هنا هو القيم الثابتة التى أكدت السلوكيات التى مارسها القادة على ثباتها، على اعتبار أن القرار السياسى يعد مؤشرا على التوجه السياسى للقادة، وبالتالى فإن مجموعة القيم والسلوكيات التى يحملها ويتبناها الحاكم هى بالطبع مجموعة القيم والسلوكيات التى يمارسها المجتمع كله، وبالتالى هى التى تحدد أساليب التنشئة الاجتماعية للأجيال التالية، وذلك على اعتبار أن المجتمع المصرى مجتمع رأسى فرعونى يتخذ قيمه عبر قادته وقمة هرمه السياسى، من هنا انطلقت الدراسة الحالية لدراسة المجتمع الريفى وقيمه على اعتبار أن المجتمع الريفى يمثل 65% من الحجم الكلى للمجتمع المصرى عموما وهذا ما يجعله المحدد لقيم وثقافة المجتمع المصرى عموما، هذا إلى جانب طبيعة قيمه التى عملت على تثبيته واستمراره بداخل منظومة العمل السياسى إلى الآن، والذى يراه ”فيبر” يعد خرقا لحقوق الإنسان التى كفلها له القانون، حيث إن هذه القيم تقوم بتعطيل باقى المجتمع عن ممارسة حقه المشروع فى المشاركة لصنع القرارات الخاصة بمصائرهم والمعبرة عن رغباتهم، مما يؤدى إلى حدوث خلل فى الأدوار، والذى يؤدى إما إلى الصراع أو للانعزال، وكلاهما يعطل حركة التنمية والتطور بداخل المجتمع، وهذا بالفعل ما حدث بداخل المجتمع المصرى منذ قيام الثورة إلى الآن، باستثناء بعد الفترات القليلة التى لم تستثمر كحركة التصنيع والتحديث التى حدثت فى عصر عبد الناصر. |