الفهرس | يوجد فقط 14 صفحة متاحة للعرض العام |
المستخلص يشهد العالم مع بدايات القرن الحالى ومع تقدم وسائل الاتصال تزايد ملحوظا فى حجم المعرفة بوجه عام والمعرفة التاريخية بوجه خاص نظرا لكثرة الاحداث التاريخية سواء على المستوى المحلى او العالمى والذى ترتب عليه صعوبة متابعة المتعلمين لهذا الكم من المعلومات والحقائق التاريخية خلال سنوات الدراسة المختلفة ولعل من اهم التوجهات المستقبلية التى يجب على التربية التخطيط والاعداد لها هى التخلى عن السياسات التعليمية القائمة على اكتساب المعلومات والحقائق وتخزينها فى عقول المتعلمين والتوجه نحو تنمية قدراتهم العقلية واكسابهم مهارات متنوعة وخاصة مهارات التفكير. ويهتم التاريخ بدراسة الاحداث والتفاعلات والعلاقات الماضية بين الانسان وبيئته وقد ادركت الدول المتقدمة منها والنامية على السواء ان التاريخ هو بمثابة الذاكرة بالنسبة لها ترجع اليه للاستفادة من الدروس والتجارب التى يحتويها كما انه لم يعد مجرد مجال يستمتع القارىء بقراءة احداثه وقصصه وانما هو رصيد من الخبرة له وظائف عديدة يمكن توظيفه لتنمية المتعلم عقليا ووجدانيا ومهاريا كما يعتبر مجالا خصبا لتنمية مهارات التفكير التاريخى وذلك لقدرته على اثارة تفكير المتعلمين وتحدى عقولهم لما يتصدى له من احداث وقضايا تحتاج الى النقد والتحليل والتعاملمع المصادر الاصلية والثانوية للوصول الى الحقيقة التاريخية وبالتالى فان دراسة التاريخ بطريقة صحيحة تتيح الفرصة للمتعلمين لاكتساب مهارات التفكير التاريخى. ويشكل التفكير التاريخى احد انواع التفكير التى تسعى التربية الى اكسابه للمتعلمين من خلال دراستهم لمناهج التاريخ خاصة ويضم مجموعة من المهارات التى يحتاج اليها المتعلم فى حياته اليومية التى يتفاعل فيها مع الاخرين فيؤثر فيهم ويتأثر بهم فى حاجة دائمة الى النمط التاريخى فى التفكير للتعرف على دوافع الاخرين. وادراك العلاقات بين الاسباب والنتائج واستنتاج كل من ما يقرأ ويسمع وكذلك جمع وفحص وربط الحقائق والخروج بحكم مستقل مدعم بالادلة وادراك العلاقات بين الاسباب والنتائج للقبول او الرفض فى ضوء ما يستجد من ادلة وبراهين. وتمكن اهمية التفكير التاريخى فى انه يضم العمليات الاساسية للتفكير مثل الملاحظة والاستقصاء والقياس والتصنيف والاستنتاج والمقارنة والتحليل مما يساهم فى تنمية قدرات البحث العلمى لدى المتعلمين وفى بناء عقول متفتحة قادرة على اصدار الاحكام والمناقشة والمجادلة وذلك من خلال طرح الاسئلة وتفنيد ما يطرحه المؤرخون من قضايا واحداث تاريخية كما يساعد على اكتساب مهارات القراءة والكتابة حيث يتدرب المتعلمون على تحرى الادلة والبحث عن الحقيقة وتقرير ماذا حدث فى الواقع؟ ولماذا حدث؟ بدلا من تقبل المكتوب كما هو مما ينمى الفهم التاريخى لدى المتعلمين. ونظرا لاهمية التفكير التاريخى فقد حظى باهتمام وزارة التربية والتعليم حيث تضمنت اهداف الدراسات الاجتماعية بالمرحلة الاعدادية ضرورة تنمية مهاراته لدى المتعلمين باعتباره بعدا هاما من ابعاد تطوير مناهج التاريخ بمراحل التعليم المختفة. |