![]() | يوجد فقط 14 صفحة متاحة للعرض العام |
المستخلص ارتبط الإنسان منذ أن خلقه الله سبحانه وتعالى على هذه الأرض بالبيئة ارتباطاً شديدا، وسارت حياته على نهج اتسم بالتطور في جميع مراحلها، منذ أن كان يعيش حياةً بدائية أولية وإلى أن وصل إلى ما وصل إليه من تقدم وتحضر في عصرنا الراهن، فكان الإنسان ولا يزال هو محور التأثير بما ميزه الخالق عن الكائنات الحية الأخرى بقدرات عقلية مكنته من أن يستثمر طاقات الأرض ومواردها المختلفة ويوجهها حيثما شاء، وهو على الجانب الآخر محور التأثر أيضا، فإن كان التأثير إيجاباً فستظهر نتائج هذا التأثير الايجابي عليه وعلى بيئته، وإن كان العكس فالعكس صحيح، وهكذا هي عملية (التأثير والتأثر) تشكل إطاراً للعلاقة الجدلية التي تربط الإنسان بالوسط الذي يعيش فيه. ومنذ أن وجد الإنسان على سطح الأرض والتفاعل بينه وبين البيئة مستمر، فهي تلبي رغباته وتشبع كثيراً من احتياجاته، وقد مرت علاقة الإنسان بالبيئة بمراحل متطورة في شكل قصة، تعكس ظهور المشكلات البيئة وتعقدها، حيث لبت البيئة كل حاجات الإنسان طوال مراحل الجمع والالتقاط، والصيد، والرعي، والزراعة القديمة، فقد كان هناك انسجام في التفاعل بين الإنسان والموارد الطبيعية في البيئة، وربما يرجع هذا إلى التعادل الطبيعي بين عطاء البيئة ممثلا في الموارد الطبيعية، وبين عدد السكان آنذاك، حيث إن نمو السكان لم يزد عن حد احتمال عطاء البيئة إلا في مرحلة الصناعة وحتى الوقت الحاضر، ولهذا تميزت حياة الحضر الصناعي عن حياة الريف بالعمران، وأصبح في إمكان الإنسان أن يعيش في بيئة من صنعه، يبني فيها المدن، ويهيئ لها من وسائل الترفيه المتمثلة في التدفئة والتبريد والإضاءة، كما أن تطويعه لمصادر الطاقة جعله يملك الآلات الهائلة، مما جعل لآثاره البيئية امتداداً على مساحة الأرض من بين يابس وماء وهواء. (أحمد شلبي، 1997، 251 ). |