![]() | يوجد فقط 14 صفحة متاحة للعرض العام |
المستخلص تتناول هذه الدراسة إشكالية الضعف الأخلاقي في الفكر الفلسفي اليوناني من سقراط حتى الرواقيين، فقد كان الوقوع في الخطأ والانحلال من القيم الأخلاقية وما يترتب عليه من انهيار الهدف الأسمى من الحياة الإنسانية، محل اهتمام فلاسفة اليونان وخاصة مع سقراط الذي أكد على أهمية الدور الذي تلعبه الفلسفة في هذا الشأن، وكأنها هي المنقذ الذي يأخذ بيد الإنسان بعيداً عن شهواته ورغباته الشريرة ليحيا حياة أخلاقية قوامها الخير بكل أشكاله وملامحه التي تتجسد في الفضيلة الأخلاقية. لقد أدرك فلاسفة اليونان قيمة الحياة الخيرة من خلال تقديرهم للفضائل الأربع الأساسية ودورها في حياة الإنسان (الشجاعة – الاعتدال – العدل – الحكمة)، فهذه الرباعية بقيت صامدة من القرن السادس ق.م إلى القرن الرابع، بل إلى أبعد من ذلك، فقد فسرها سقراط، وأخضعها كلُ من أفلاطون وأرسطو إلى تحليل مستفيض، بل إلى تحليل قوى إلى درجة أن هذه الفضائل بقيت حية بعد تفكك الهيللينية، ولعبت دوراً أساسياً في مجال التعاليم الأخلاقية الجديدة على يد الرواقيين، وكانت تجسد ما يعجب به اليونانيون نظرياً ويسعون إلى تحقيقه عملياً، وكثيراً منهم كان يعتقد أن الإنسان بممارسة هذه الفضائل وتطبيقها على كل موقف حسب مقتضياتها فإنه بذلك يكون قد أدى ما ينتظر منه. |