الفهرس 
بنية الايقاعيوجد فقط 14 صفحة متاحة للعرض العام
 |  | from | 374 |  |  |
| | | from | 374 | | |
المستخلص
الشِّعر بناء لغويٌّ، والإيقاع عنصر بارز في بناء لُغة الشِّعْر، ولكنْ رغم أهمَّيته، لا تتحقَّق شعريَّة اللُّغة ما لم يتضافر إيقاعها مع غيره من بنيات النصّ الأخرى الدِّلاليَّة والتركيبية والصوتية، فبها جميعاً يقوم الشِّعْر.
وفي بحثنا - هذا - عن بناء الموشّح، لابُدَّ من الإشارة إلى قرينه الأساسي وهو الإيقاع أو الموسيقى، خاصّة وأنَّ معظم الموشّحات تُلحَّن لغرض الغناء.
ولعلنا نلحظ أهميته -أيْ الإيقاع - في تعريف الموشّح، إِذْ هو ”كلامٌ منظومٌ على وزنٍ مخصوصٍ” ( ).
فالكلام السابق يشير إلى دور الإيقاع في بناء الموشّح من جهة وزنه، وأمَّا خصوصيَّته ـ أيْ الوزن ـ فهذا ما سنوضحه في فصلنا هذا عبر استقصاء بنية الإيقـاع.
وفيما يتعلّق بحديثنا عن الإيقاع، فلابُدّ من التنبيه إلى أنَّه يشمل العروض، إِذْ إنَّ الفَرْق بين صناعة العروض وصناعة الإيقاع، يكمن في أنَّ الأولى تقسِم الزَّمَان بالحروف المسموعة، وأمَّا الثانية فتقسم الزَّمَان بالنَّغم( ).
فالإيقاع هو الترجيع المنتظم لمجموعة من الحروف أو الحركات( ).
أو ”هو تكرار الفونيمات في مقاطع نبريَّة”( ).
أو هو نسيج من التوقُّعات والإشباعات والاختلافات والمفاجآت التي يحدثها تتابع المقاطع، أَيْ أنَّ صوت الكلمات لا يبلغ قوَّته إلاَّ من خلال الإيقاع، فلا توجد مفاجأة أو خيبة ظنٍّ لو لم يوجد التوقيع ( ).
ويشير د. غنيمي هلال إلى أنَّه - في الشِّعْر - يُقصد به وحدة النَّغْمة التي تتكرر على نحوٍ ما في الكلام أو في البيت، أَيْ هو توالي الحركات والسكنات بشكل منتظم في فقرتين أو أكثر من فِقَر الكلام، وهو في رأيه مُمَثَّل في التفعيلة في البحر العروضي، فحركة كل تفعيلة تُجسِّد وحدة الإيقاع في البيت، أمَّا الوزن، فيُعرِّفه بأنَّه مجموع التفعيلات الّتي يتألَّف منها البيت( ).
ويُشير د. الهادي الطرابلسي إلى أنَّ الإيقاع أعَمُّ من الوزن في الكلام المنظوم، وهو وقفٌ على المادة الصوتية لا يتعدَّاها( ).