![]() | يوجد فقط 14 صفحة متاحة للعرض العام |
المستخلص لعل من أبرز مظاهر التقدم العلمي الذي يشهده العالم حالياً هو التدفق المعرفي والعلمي في مجال علم الأحياء (البيولوجي)، فهناك انتشاراً واسعاً للبحث والاكتشاف في كثير من المجالات البيولوجية مثل الهندسة الوراثية، والاستنساخ، وخريطة الجينوم البشري، والعلاج بالجينات، ... وغيرها. وبالنظر إلى مادة البيولوجي في المدارس المصرية في المرحلة الثانوية، نجد أنها تدرس كمادة إجبارية في الصف الأول الثانوي، وكمادة اختيارية في المرحلة الأولى أو الثانية للشهادة الثانوية العامة، يدرسها طالب القسم ”علمي علوم” فقط في إحدى السنتين الدراسيتين، حيث تقدم له مادة علمية مكثفة لا يدرسها أقرانه في الأقسام الأخرى، أما في المراحل الابتدائية والإعدادية فهي تقدم ضمن منهج العلوم على شكل موضوعات ووحدات منفصلة. ويعد علم البيولوجي من العلوم التي تم التطوير السريع فيها، ولا سيما أن أبحاث العلماء في هذا المجال غزيرة ومستمرة، ويتضح هذا مما تمدنا به الأدبيات العلمية والبحوث والدراسات وما تنوه عنه وسائل الإعلام في هذا المجال، ويجب على القائمين بإعداد مناهج البيولوجي أن يعملوا على تسريع التربية العلمية البيولوجية للمواطن لملاحقة ذلك التطور بدراسة عميقة، وممتعة، وجذابة. وعلى الرغم من أن طرق ومداخل التدريس المستحدثة قد أثبتت فاعليتها إلى حد كبير في جوانب متعددة معرفية وسلوكية وأيضاً وجدانية، إلا أنها افتقدت إلى الشق الجمالي المعروف في العلم، وبناء على ذلك فإن استثمار الإحساس الجمالي في إعداد المناهج وتنفيذها بعرض الكائنات والظواهر والنظم، واتزانات، وغيرها بما تتضمنه من ملامح جمالية قد يجعل من دراسة البيولوجيا مادة ممتعة ويؤثر إيجابياً على الطلاب وينمي اتجاهاتهم وميولهم لدراسة هذا العلم. وتجدر الإشارة إلى أن مناهج البيولوجي بالمرحلة الثانوية بوضعها الراهن لا تتماشى مع المشكلات المعاصرة للمجتمع الذي نعيشه، فضلاً عن أن هذه المادة تقدم للطلاب في المرحلة الثانوية بطريقة غير شيقة معتمدة فقط على تلقين الطلاب وتذكرهم المعلومات العلمية، وهي بذلك لا تجذب الطلاب لدراستها ضمن المواد الاختيارية في الثانوية العامة، كما اتضح من دراسة استطلاعية على مجموعة من الطلاب بالمرحلة الثانوية (صبري الدمرداش، 1997: 305). |