Search In this Thesis
   Search In this Thesis  
العنوان
تعـــدد الأصـــوات
فـي شعــر هـارون هـاشـم رشيــد
المؤلف
نصار,وليد السيد حامد
هيئة الاعداد
باحث / وليد السيد حامد نصار
مشرف / سيد محمد السيد قطب
مشرف / حنان يوسف عز الدين
الموضوع
صوت اللاجئين والغرباء-
تاريخ النشر
2010
عدد الصفحات
213.ص:
اللغة
الإنجليزية
الدرجة
الدكتوراه
التخصص
اللغة واللسانيات
تاريخ الإجازة
1/1/2010
مكان الإجازة
جامعة عين شمس - كلية الألسن - الألسن في اللغة العربية
الفهرس
Only 14 pages are availabe for public view

from 213

from 213

Abstract

ولد هارون هاشم رشيد في محلة الزيتون بمدينة غزة 1927، وفي مدرستي الإمام الشافعي، والفلاح الوطنية تلقى دراسته الابتدائية في المرحلة الأولى، أما دراسته الثانوية فقد تلقاها في كلية غزة التي أنشأها الأستاذان شفيق ووديع طرزي، واستقدما للتدريس فيها خيرة المعلمين وصفوتهم في المواد الدراسية المختلفة، ومن أساتذة الشاعر في اللغة العربية في الكلية الشاعر الفلسطيني المعروف ”سعيد العيسى”.
وفي سنة 1947 زاول هارون هاشم رشيد مهنة التدريس، وفي سنة 1954 ترك التدريس وعين رئيساً لمكتب الإذاعة والنشر في إدارة الحاكم العام لقطاع غزة ثم رئيسا للإعلام ومستشاراً للحاكم العام، وشارك مشاركة فعالة في تحرير الصحف العربية التي صدرت في مدينة غزة بعد النكبة الأولى مثل:-
”غزة”، ”اللواء”، ”الرقيب”، ”الوطن العربي”.
وفي سنة 1967 غادر إلى القاهرة بعد الاحتلال الإسرائيلي وعين في مكتب منطقة التحرير في القاهرة.
أخذ هارون يقرض الشعر ويبدع القصيد منذ سنة 1950 وما بعدها وينشر قصائده في الصحف والمجلات التي كانت تصدر في غزة مثل غزة والعالم العربي والمستقبل ونداء العودة، وقد نال الشاعر شهرة تجاوزت حدود فلسطين إلى آفاق العالم العربي، وفي سنة 1954 صدر له ديوانه الأول ”مع الغرباء” الذي جمع فيه طائفة من القصائد التي أذاعها ونشرها في الصحف والمجلات وكانت قصائد الديوان مستوحاة من مأساة فلسطين، وقد تناول الدارسون والنقاد الديوان بالدراسة والنقد وأضفوا عليه وعلى صاحبه هالة من الإعجاب والتقدير.
وتتابعت دواوين الشاعر بعد عام 1954 وأهمها:
عودة الغرباء (1956)، غزة في خط النار (1957) أرض الثورات (1959)، حتى يعود شعبنا (1966)، سفينة الغضب (1968) فدائيون (1970).
وقد حقق شعر هارون له شهرة واسعة حيث رددت الإذاعة الكثير منه، وغنى المطربون طائفة منه، وهارون من الشعراء الذين أوجدتهم النكبة والذين وقفوا أغلب قصائدهم على فواجعها وأحداثها، والعودة للوطن المغتصب ومناجاة بساتينه، وتذكر الطفولة الباسمة، كل ذلك كان المجال الخصب للشاعر، الذي أبدعت فيه شاعريته أروع ما غنى، وأجمل ما نظم حتى أطلقنا عليه شاعر العودة، ويمتاز شعره بالسلاسة والسهولة وعذوبة كلماته ورقتها والبعد عن الألفاظ الصعبة والكلمات الغامضة كما يتميز أسلوبه بالوضوح فهدفه بين، وقصده ظاهر.
ليس من شك في أن النص الإبداعي في كل فن من الفنون المختلفة له قواعده وتقنياته وعناصره التي يتم من خلالها التعرف عليه في عملية التداول الثقافي، فنحن نعرف الشعر من إيقاعه وصوره ولغته المكثفة، ونعرف القصة من الراوي والشخصيات والصراعات الدرامية، ونعرف المسرحية من الحوار وحضور الشخصية بصوتها المباشر وتعليمات المؤلف داخل النص التي تحدد طبيعة المكان والزمان وشكل الشخصية والطريقة التي تلقى بها حديثها.
وهناك مساحة تلتقي فيها النصوص الأدبية القولية، بل تلتقي فيها الفنون بشكل عام، فهناك علاقة بين الشعر والموسيقى، وبينه كذلك وبين الفن التشكيلي، وبينه وبين القصة والمسرحية.
وقد قدمت البلاغة العربية التراثية مجموعة من المقولات الثرية التي تتعلق ببناء النص من خلال المحاور الثلاثية:
‌أ- البيان الخاص بالصورة.
‌ب- المعاني الخاص ببناء الجملة في النص.
‌ج- البديع الخاص بالعلاقات الإيقاعية والتقابلات الدلالية.
ولم تغفل هذه البلاغة العملية التداولية للنص حين راعت مقتضى الحال أو الموقف الذي يتم فيه استقبل الكلام.
وقدم النقد الحديث أيضاً منطلقاً مهماً في دراسة النص الإبداعي السردي والشعري علي حد سواء، وهذا المنطلق هو مفهوم الصوت، ففي كل نص هناك قائل، ذات تتكلم، تمارس اللغة لأغراض فكرية وجمالية تحاول التأثير، ولكي يكون حديثها مطابقا لمقتضى الحال فإنها تستخدم تقنيات متعددة، فهي توظف نصوصاً لها أهميتها، وتختار شخصيات كالقناع لها تتحدث من خلالها، وفي هذه العملية التشكيلية والتأثيرية، تتعدد الأصوات في النص الواحد، ويزداد حضور هذا التعدد الصوتي وأهميته كلما اقترب النص من البناء الدرامي القائم علي الصراع والمواجهة.
ولم يكن تعدد الأصوات بعيداً عن القصيدة العربية القديمة فمنذ الشعر الجاهلي نجد صوت الذات التي تمثل الشاعر تتكلم، ونجد أيضا بعض الأصوات الأخرى لأصدقائه، لنسائه، لبعض معارضيه وخصومه، ويلاحظ كل قارئ للشعر العربي الوجود المتعدد للفعل (قال/ قالت) في القصيدة التي كتبها الشعراء علي مر العصور، وهذا يعني أن الشعر العربي حافل بالتعدد الصوتي.
ولأن مفهوم الصوت جاء من علم السرد، من خلال الحديث عن الراوي وأنماطه ووظائفه، فإن هذا يجعل الشعر والسرد يلتقيان في منطقة واحدة مشتركة، يستغل فيها الشاعر تقنيات السرد من أجل صياغة قصيدته، ويؤدي هذا بالطبع إلي مجموعة من الظواهر، أهمها:-
الأولي: دخول تقنيات السرد والحكي في التشكيل الشعري.
الثانية: التأثير علي جماليات الشعر من حيث الصورة التي سيراعى الشاعر وضعها طبقاً لمقتضى الصوت الذي يتحدث به فسيضع على لسان المرأة صورة مناسبة لطبيعتها وكذلك بالنسبة للطفل ،وكذلك بالنسبة لصديقه أو لخصمه.
الثالثة: التأثير علي لغة القصيدة لمراعاة طبيعة الصوت الذي يتكلم في النص.
ومن هنا جاء اختياري لدراسة تعدد الأصوات في القصيدة واخترت شعر هارون هاشم رشيد، لأنه شاعر غنائي ودرامي، وله إنتاج من القصائد وإنتاج مسرحي، وهذا يعني أن الحس الدرامي موجود لديه ويتعمق هذا الحس من خلال كونه من شعراء القضية الفلسطينية، فقد عبر عن جميع طوائف الشعب الفلسطيني في قصائده وكان الصوت الناطق باسم جماعته الإنسانية.
وقد وزعت الدراسة على تمهيد وأربعة فصول، فعمدت في التمهيد إلي تسليط الضوء علي الشاعر هارون هاشم رشيد، وعلى نشأته الأولى في ربوع فلسطين، وكذلك من خلال شعره الذي يمثل جميع مراحل حياته، فما حدث بارز في حياته خاصة وحياة فلسطين عامة إلا وصوره شعراً جميلاً خالداً.
وألقيت الضوء على دواوينه الشعرية وكذلك علي أعماله المسرحية والأدبية الأخرى. ثم تناولت فكرة تعدد الأصوات في الشعر، حيث إن الشعر بطابعه المجازي التصويري والإيقاعي النغمي يطرح أفقاً ممتداً وشاسعاً تتعدد فيه الدلالات التي تأتي من التداخل بين الدوائر اللفظية بمكوناتها المختلفة التي يقيم النص بينها علاقات التماثل أو يعمق من مراكزها الدلالية بالكثافة أو يفتح الحدود بين هذه الدوائر فتتحرر المعاني، وكل هذه العناصر تخضع للقائل الذي يتكلم في النص، فأن قضية التشكيل الشعري وأفق المعنى المحتمل من هذا التشكيل يمكن أن ننظر إليها من زاوية وجهة النظر وذلك بالبحث عن الصوت الذي يقول لنا داخل القصيدة، وهو صوت وظفه المبدع المنظم لهذا التشكيل الفني.
وعرضت بعد ذلك نماذج من التعدد الصوتي عند هارون هاشم رشيد، أما باقي فصول هذه الدراسة فقد صنفت فيها الأصوات التي استخدمها هارون هاشم رشيد في قصائده علي النحو التالي:
الفصل الأول: وعنوانه (صوت الشاعر)، وفي هذا الفصل تناولت صوت (أنا) الحاضر أو صوت الذاكرة عند هارون هاشم رشيد شاعر الغرباء، الذي يستخدمه للتعبير عن فكرته، وبينت كيف احتفظ هارون هاشم للقصيدة برونقها وصفائها، وصب روحه في بحورها وتفعيلاتها مخلصا للنسق الشعري العربي ومجددا في صوره وموضوعاته.
الفصل الثاني: وعنوانه (صوت اللاجئين والغرباء) وفي هذا الفصل عرضت نبذة مختصرة عن اللاجئين وحياتهم وتفرقهم في البلاد، وتناولت شعر هارون هاشم رشيد الذي أعطى فيه صوته إلى اللاجئين والمشردين الغرباء ليصور حالة اللاجئ والمعاني غير المستسلم الثائر، ويظهر ذلك من خلال قصائده التي تتحدث عن اللاجئين الفلسطينيين خارج وداخل وطنهم.
الفصل الثالث: وعنوانه (صوت الشهداء) وعرضت في هذا الفصل صوت هارون هاشم رشيد الذي منحه لشهداء فلسطين لإبراز صور متعددة ومعان كثيرة في كلمات وأبيات تمتاز بجزالة اللفظ وصدق العبارة وحسن الإيقاع، مما يرقى بقصائده إلى أن تعد من روائع الشعر الفلسطيني.
الفصل الرابع: عنوانه (تعدد الأصوات من القصيدة إلي المسرح الشعري والقصة الشعرية)، في هذا الفصل أوضحت أنه كما يسهم تعدد الأصوات في بناء القصيدة بناءاً درامياً كذلك هو الحال في المسرحيات الشعرية والقصص الشعرية، يجري الحوار علي ألسنة الشخصيات في بناء الصراع، ونموه وتطوره في محاولة للكشف عن الأفكار والمضامين التي يود الشاعر إيصالها للمتلقي/ المشاهد. وبالوقت نفسه، يكشف تعدد الأصوات عن الأبعاد الأيديولوجية والسيكولوجية والنفسية للشخصيات.
وذلك أصبح شعر هارون هاشم رشيد أكثر ملائمة لظروف العصر، أكثر تحللاً من الرتابة المملة، ومن التقيد بوزن وقافية يتكرران في كل بيت من قصيدة الوزن الواحد.