الفهرس 
البنية الدراميةيوجد فقط 14 صفحة متاحة للعرض العام
 |  | from | 362 |  |  |
| | | from | 362 | | |
المستخلص
تتّخذ الدراسة ومُتخِذة ”أخبار الطُفيليّين” مادة لها؛ وقد حظيتْ أخبار الطُفيليين باهتمام مُصنفي كُتب الأخبار العربية القديم .
ويكمن الطموحُ المركزي للدراسة في تحليل ”أخبار الطُفيليين” تحليلاً منهجيًا يعتمد بشكل رئيس على مقولات علم السَّردNarratology ، محاولةً الإفادة من المفاهيم النظرية للسرديات الحديثة وإجراءاتها التطبيقيّة، ومُركِّزة جُل اهتمامها على القطبين الرئيسين للعمل السرديّ؛ وهما الحكاية Story والخطابDiscourse .
وتتكوّن الدراسة من أربعة فصول ومقدمة وخاتمة على النحو التالي:
- المقدمة.
الفصل الأول: بعنوان ”الشخصية”، ويطمح هذا الفصل إلى تحليل عنصر الشخصية داخل نصوص أخبار الطُفيليين، من خلال تبنيه رؤية تصنيفية ثنائية تقوم بتوزيع الشخصيات الحكائية على قُطبين رئيسين هما ”المُحتال” و”الضحية”؛ ويتم تحليل شخصية المُحتال ـ التي يمثِّلها الطُفيليّ ـ عبر مُقاربة أبعاد ثلاثة ؛ وهى ”بُعد الحيلة” ”وبُعد السلطة” ”وبُعد الحجاج”، وتنتقل الدراسةُ بعد ذلك إلى شخصية الضحية ويتم تحليلها بمُقاربة الأبعاد الثلاثة السابقة نفسها.
- الفصل الثاني: ويحمل عنوان ”الفضاء”، ويُعنى هذا الفصل بدراسة عنصر الفضاء داخل بنية أخبار الطُفيليين، وذلك من خلال التعرّض لبُعديه المكاني والزماني؛ في الفضاء المكاني يتم رصد مؤشرات توافر هذا الفضاء داخل النصوص، وتعنى الدراسة بعد ذلك بتحديد الدور الوظيفي الذي يوكله الساردُ للفضاء المكاني بغية تحقيق الإحكام الدرامي والمنطقي للحكاية، أما الفضاء الزماني فيتم تحليله بالاعتماد على الأبعاد الثلاثة التي يتم من خلالها ضبط العلاقة بين زمن الحكاية وزمن الخطاب؛ وهذه الأبعاد هي الترتيب order، والمدة Duration ، والتواترFrequency .
- الفصل الثالث: بعنوان ”البنية الدرامية”، ويتغيّا هذا الفصل تحديد مورفولوجيا أخبار الطُفيليين بمحاولته رصد أبرز الأفعال التي تحقِّق درامية الأخبار من خلال توالي حضورها النصي.
- الفصل الرابع: بعنوان ”المنظور السردي”، ويسعى التحليل في هذا الفصل إلى استبيان مظاهر حضور المنظور السردي، فترصد الدراسة نمطي المنظور الحاضرين داخل النصوص؛ وهما المنظور الخارجي والمنظور الداخلي، وتقوم بتحديد أهم العناصر المُشكِّلة لهما، وهي عناصر تمثّل الملامح البنائية والقيم الوظيفية لكل منهما، ويختم الفصل بتحديد المستويات السردية المُنتظِمة نصوص الأخبار.
وفي الختام ألحقتْ الدراسة هذه الفصول الثلاثة بخاتمة أجملتْ فيها ما توصلتْ إليه من نتائج وما تقترحه من توصيات، وأهمها:
ترتهن الفاعليةُ الإنتاجية لشخصية الطفيلي المُحتال ـ كما تطرحها نصوص أخبار الطفيليين ـ بالتفاعل الذي يتم بين أبعاد الحِيلة، والسُّلطة، والحِجاج.
تنقسم المستويات السردية داخل نصوص أخبار الطفيليين معظمها إلى مستويين رئيسين ينطوي كل منهما على مستويين جزئيين، المستوى الرئيس الأول: المستوى الصفري الانفتاحي، ويشمل المستويين الصفري الأول والثاني، أما المستوى الرئيس الثاني فهو المستوى الداخلي الانغلاقي، ويشمل المستوى الداخلي الثابت، والمستوى الداخلي المُتعدِّد.
وأخيرًا فإن الدراسة لا تدعي اكتمال رؤيتها التحليلية فيما يخص ”أخبار الطُفيليين”؛ فهذه النصوص تحتاج إلى المزيد من الجهود الأكاديمية لاكتشاف مستوياتها المتعددة، ومن ثَمَّ فالدراسة توصي بإعادة النظر في مثل هذه النصوص، التي تثبت المُقاربة الواعية لها أن الإبداع العربي التراثي عليه أن يتباهى بمُنجزه السردي قدر تباهيه بمُنجزه الشعري.