الفهرس | يوجد فقط 14 صفحة متاحة للعرض العام |
المستخلص لاشك أن الناظر داخل منطق الأسئلة الفلسفية ؛ الكاشفة عن تأملات الفكر الإنساني وعبقريته ، سيدرك على الفور ما مدى الخوف والقلق والرهبة والخيال ، الذي يعتري هذا الفكر ؛ وذلك إزاء الواقعة الحاسمة والأكيدة ، التي لا سبيل إلى إنكارها أو تجاهلها ، والمتمثلة في ماهية النفس الإنسانية وفكرة الكمال ، ولاسيما فيما يكتنفها من غموض والتباس وتباين ، يدور مضمونه منذ البدء حول أصلها المنحدرة منه ، وطبيعتها المنتمية إليها ، ومصيرها المجهول الذي ستلقاه، وكذالك علاقتها بالجسد ، من حيث تأثيرها فيه ، وتأثرها به . الشيء الذي جعل من هذا الفكر يطرح ويُجيب على هاتيك النوع من الأسئلة المتعلقة بماهية هذه النفس ، وذلك وفق نظرة عقلية ذات بُعد فلسقي ، تجلّى واضحاً في بداياته الأولي المتمثلة ( أولاً ) : لدي الفلسفة الهندوسية ، التي كان لها السبق هي وبنات جنسها من الفلسفات الشرقية الأخرى ، في إثارة وبحث هذا النوع من الأسئلة ؛ وذلك كما هو واضح في تراثها المقدس ( الفيدا ) ، الذي سعي فلاسفته : ( الأوبانيشاد ، والباجافاد جيتا ، والمدارس الفلسفية ) مُنذ البدء يؤكدون على ضرورة بحثهم في ماهية النفس الإنسانية وفكرة الكمال ، وذلك بأسلوب عقلي ، يبدأ عندهم من تأمل شامل للعالم إلي أن يصل إلي تقصّ داخلي ، يغوص في أعماق مكنونات النفس أثناء تميزها بين ماهيتها وبين الشئ ، وذلك حتى يتمكنوا من الوقوف على حقيقة أصلها ، وطبيعتها ، ومصيرها الذي ستلّقاه بعد مفارقتها للجسد. وبعد ذلك تأتي ( ثانياً ) : الفلسفة الهيلينية ، لتقدم نظريات فلاسفتها ومذاهبهم حول ماهية النفس الإنسانية وفكرة الكمال ، بنفس ما هو منصوص عليه في الفلسفة الهندوسية ، فكل ما هنالك ما هو إلا صياغة جديدة ، ذات ألفاظ ومصطلحات ظاهرها العقلانية والعملية ، وذلك كما هو واضح لدي فلاسفتها : ( الطبيعيين السابقين على سقراط ، وسقراط ، وأفلاطون ) ، أولئك الذين ما كان منهم إلا أن يغترفوا تأملاتهم وآرائهم الفلسفية الخاصة بماهية النفس الإنسانية وفكرة الكمال ، من مَعِينِ الفلسفات الشرقية ، ولاسيما مما هو موجود لدي الفلسفة الهندوسية . على هذا النحو تتبلور ماهية النفس الإنسانية وفكرة الكمال بين الفلسفة الهندوسية والفلسفة الهيلينية ، والتي درسناها في هذا البحث وفق خطة موضوعية ، تتضمن على أربعة فصول وخاتمة موزعة على النحو التالي : الفصـــل الأول :- ( الميثــــولــــوجيا الدينية بيــــن الهنــــــد واليــــونــــان ) أولاً : ( الميثولوجيا الدينية ) : أ _ الميثـــولـــوجيــــا : من حيث تعريفها ، وعلاقتها بأنواع الآداب الأخرى ، وكذا اتصافها بالشمـــول وعمومية القداسة . ب _ الدين : وذلك فيما يخص تعريفه سواء كان اصطلاحياً أو لُغَوياً . ج _ العلاقة بين الميثولوجيا والدين : وذلك من حيث تأثير كل منهما على الآخر . ثانياً : ( الميثولوجيا الدينية لدى الهند ) : أ _ المعنى العام : ذاك الذي يُبّين معني الهندوسية كديانة . ب _ الكتابات المقدسة : وذلك من حيث اعتراف الهندوس بها وتقديسها . ج _ جمهور الإلهة : تلك التي هي عند الهندوس تمثل سر التعبد والقداسة والقربان . د _ العقائد والممارسات : التي تُعّد بمثابة السلوك العملي الذي يجعل منهم مؤمنين . ه _ الهراطقة والملحدون : أولئك الذين خرجوا عن ديانة الفيدا وأنكروا آلهتها ، وخالفوا تعاليم البراهمة. و _ تطور الميثولوجيا لدى الهنود. ثالثاً : ( الميثولوجيا الدينية لدى اليونان ) : ويقـــوم علــى نفـــس جـــوهـــر الموضــوعـــات التي تناولها المبحث الثاني ، والتي هي :- أ _ المعنى العام . ب _ الكتابات المقدسة . ج _ جمهور الآلهة . د _ العقائد والممارسات . ه _ الهراطقة والملحدون . و _ تطور الميثولوجيا لدى اليونان. الفصـــل الثاني :- ( أصل النفس الإنسانية بين الفلسفة الهندوسية والفلسفة الهيللينية ) أولاً : ( أصل النفس الإنسانية لدى الفلسفة الهندوسية ) : أ _ فلاسفة الأوبانيشاد وأصل النفس الإنسانية : أولئك الذين نجد بحثهم في أصل النفس الإنسانية ، يتمثل أولاً في اتخاذهم ” الريج فيدا ” بداية لهم ، وذلك لما تنطوي عليه من شذرات تأملية أولى ، تجسدت واضحة في كمّ المحاورات والتطورات التوحيدية ، التي تحمل في مضمونها الأصل الذي انحدرت منه النفس. ب _ جمهور الباجافاد جيتا وأصل النفس الإنسانية : التي يتمثل مفهومها حول أصل النفس الإنسانية ، من خلال بحثها في العلاقة القائمة بين النفس التجريبية ” جونا ” ، والنفس المطلقة ” أتمان ”. ج _ المدارس الفلسفية وأصل النفس الإنسانية : ويدور بحث أصل النفس الإنسانية لديها بحسب وجهة نظر كلٍ منها ، حيث نجد أن مدرستي ” النيايا ، والفايشيشيكا ” تُقّران بأن أصل النفس الإنسانية يتحدد من خلال خواصها ” المعرفة ، والشعور ، والإرادة ” ، تلك التي تجعل من النفس جوهراً فريداً . أما مدرسة ” السامخيا ” فتنظر إلي مفهوم أصل النفس الإنسانية من خلال بحثها في نظرية التطور. ثانياً : ( أصل النفس الإنسانية لدى الفلسفة الهيللينية ) : أ _ الفلاسفة الطبيعيون السابقون على سقراط وأصل النفس الإنسانية : وذلك من خلال فلسفتهم التي تركزت في بحثها منذ البدء على الطبيعة ، وما تحويه من مظاهر وظواهروموجودات. ب _ سقراط وأصل النفس الإنسانية : وذلك من خلال بحثه في نظرية المعرفة ، وكذا نظرية الأخلاق ، اللتان من خلالهما انتهى إلي أن الإنسان العاقل الذي يدرك طبيعة النفس لابد أن يكون روحاً وعقلاً يُسيطر على الحس ويدبره. ج _ أفلاطون وأصل النفس الإنسانية : وندرس فيه أصل النفس الإنسانية من خلال نظريته في المعرفة بجانبيها ” النقدي السلبي ” ، الذي يقوم على نقد صور المعرفة الحسية والاستدلالية ، والجانب ” الإيجابي ” الذي يدور حول مفهوم العلم اليقيني . الفصل الثالث : ( طبيعة النفس الإنسانية بين الفلسفة الهندوسية والفلسفة الهيللينية ) أولاً : ( طبيعة النفس الإنسانية لدى الفلسفة الهندوسية ) : أ – فلاسفة الأوبانيشاد وطبيعة النفس الإنسانية : حيث نرى في هذا المبحث بأن طبيعة النفس الإنسانية لدي هؤلاء ليست من طبيعة الجسد الذي يمثله الطعام ، ولا هي الحياة المستمدة من هذا الطعام ، وكذلك فهي ليست من مفاهيم العقل أو الإدراك بشئ ، كما أنها لا تمت بصلة إلي السعي وراء الفاعل النهائي أو القائم بالنشاط الإنساني ، وإنما هي ترجع طبيعتها إلي طبيعة ” براهمان”. ب – جمهور الباجافاد جيتا وطبيعة النفس الإنسانية : أولئك الذين تتمثل طبيعة النفس الإنسانية لديهم من خلال حوار ” آجونا ” مع ” كرشنا ”. ج – المدارس الفلسفية وطبيعة النفس الإنسانية : تنتمي طبيعة النفس الإنسانية ” أتمان ” لدي هذه المدارس إلي نفس جوهر طبيعة ” البراهمان ” ، طبيعة مثالية خالصة ، وذلك كما هو لدي ” النيايا - الفايشيشيكا ” عند قولهما ، بأن طبيعة النفس – طبيعة غير مادية – ولا مجال لمعرفتها عن طريق الحواس والموضوعات الخارجية . ثانياً : ( طبيعة النفس الإنسانية لدى الفلسفة الهيللينية ) : أ – الفلاسفة الطبيعيون السابقون على سقراط وطبيعة النفس الإنسانية : أولئك الذين تتضح لديهم الطبيعة المادية للنفس الإنسانية ، من خلال تصوراتهم الفلسفية التي هدفوا من خلالها إلي إيجاد سبب ، أو عله مادية أولى نشأت عنها جُل الظواهر الموجودات. ب – سقراط وطبيعة النفس الإنسانية : نقف على طبيعة النفس الإنسانية لدي ” سقراط ” من خلال واقع حياته التي عاشها ، وفلسفته التي نادى بها ، ومن ثم طبقها على سلوكه العملي . ج _ أفلاطون وطبيعة النفس الإنسانية : نستطيع أن نفهم طبيعة النفس الإنسانية لدي أفلاطون ، من خلال قوله أولاً : بنظريته في المثل ، والتي تتضمن بأن النفس موجود قبل اتصالها بالجسد ، وذلك من حيث أن المُثل ليست متحققة في التجربة بما هي مُثل ، ولا مكتسبة بالحواس ؛ وإنما لابد من قوة روحية تعقلها . الفصل الرابع :- ( مصير النفس الإنسانية وفكرة الكمال بين الفلسفة الهندوسية والفلسفة الهيللينية ) أولاً : مصير النفس الإنسانية وفكرة الكمال لدى الفلسفة الهندوسية : أ – فلاسفة الأوبانيشاد ومصير النفس الإنسانية وفكرة الكمال : يتحدد مصير النفس الإنسانية ”أتمان ” لدي هؤلاء من خلال فهمهم لفكرة الكمال ” موكشا ” ، التي هي عندهم تُعدّ أسمى الغايات ، التي ينبغي على الإنسان أن يسعى إليها ؛ إذ أنها تمثل أقصى درجات الصفاء للنفس الإنسانية. ب – جمهور الباجافاد جيتا ومصير النفس الإنسانية وفكرة الكمال : تبحث الجيتا في مصير النفس الإنسانية وفكرة الكمال ، من خلال قولها : بطريقة العبادة ” البهاكيتمارجا ” ؛ لكونها الطريقة التي بها يستطيع الإنسان العادي أن يقرر مصير نفسه ، ويبلغ بها فكرة الكمال ” موكشا ” ، وذلك بالنجاة والتحرر من دورات التناسخ والميلاد والتقمص . ج- المدارس الفلسفية ومصير النفس الإنسانية وفكرة الكمال : نقف على حقيقة مصير النفس الإنسانية وفكرة الكمال لدي هذه المدارس ” النيايا ، والفايشيشيكا ، والسامخيا ، واليوجا ، وبودفا- ميمانسا ، والفيدانتا ” ؛ من خلال اعترافها جميعاً بالفيدا كمرجع فكري قائمة عليه ، وذلك لكونها تهدف إلي الغاية العملية للخلاص والتحرر والإنعتاق ” موكشا ” ، الذي به تستعيد النفس ” أتمان ” وحدتها الطبيعية التي تطرد بها الشر والآثام. ثانياً : مصير النفس الإنسانية وفكرة الكمال لدى الفلسفة الهيللينية : أ - الفلاسفة الطبيعيون السابقون على سقراط ومصير النفس الإنسانية وفكرة الكمال : يتحدد مصير النفس الإنسانية وفكرة الكمال لدي هؤلاء الفلاسفة الطبيعيين ” طاليس ، وانكسيمندر ، وانكسيمانس ، وهيراقليطس ، والفيتاغوريين ، ووالإيليين ، وأنباذوقليس ، والذريين وانكساجوراس ” ، من واقع تصوراتهم حول الطبيعة المادية ، وما تحمله من عناصر وأشكال ، هدفوا من خلالها إلي إيجاد علة مادية أولى ؛ تمكنهم من تفسير نشأت العالم بما فيه من موجودات ، ب- سقراط ومصير النفس الإنسانية وفكرة الكمال : يدور بحث سقراط حول مصير النفس الإنسانية وفكرة الكمال ، وفق قوله بتلك الأفكار والمفاهيم ” العدل ، والعدالة ، والشجاعة ، والصداقة ” ، والتي هي عنده تُعدّ فضائل أخلاقية ، يجب على الإنسان اتباعها والسير على نهجها وفق هداية العقل. |