الفهرس | يوجد فقط 14 صفحة متاحة للعرض العام |
المستخلص تحتل دراسة القنوات التلفزيونية الفضائية وما تعكسه من تأثيرات على مختلف الأصعدة مكانة بارزة في كتابات الباحثين عامة والباحثين في علم الاجتماع خاصة، ونبعت هذه الخصوصية من كون المجتمع بوتقة تنصهر فيه المتغيرات والتأثيرات وتمتزج معه لتفرز نمطاً جديداً مغايراً لسابقه أو مناقضاً له في بعض الأحيان. ومع أهمية دراسة أثر القنوات الفضائية على الأبعاد الاقتصادية والسياسية والثقافية إلا إنها أبعاد لا تنفك عن العيش في بيئة تنبثق من خلالها أولاً وتتبادل معها الأثر والتأثير ثانياً، وما هذه البيئة إلا المجتمع. كما أن انفتاح المجتمعات المعاصرة ومنها المجتمع الكويتي على الثقافات الأخرى المختلفة والتي تنتشر بسهولة ويسر من خلال التقدم الاتصالي جعل الإرث الثقافي عرضة للتماهي مع الثقافات الوافدة خاصة إذا كان المجتمع متسماً بالتبعية السياسية والاقتصادية. لهذا يتوخى هذا البحث تحديد أبرز التأثيرات الاجتماعية التي تحدثها الفضائيات على الشباب من خلال المضامين الإعلامية والمعلوماتية المتدفقة للوطن العربي الذي تحول إلى منطقة مستقلبة ومستوردة لأكثر الأفكار والمعارف تنوعاً وتناقضاً، سواءً منها ما وافق مجتمعاتنا أو ما خالفها. وقد انطلق الباحث من معطيات قائمة على آثار القنوات الفضائية على بعض القيم الاجتماعية وتأثيراتها المحتملة في بناء شخصية الشباب المعرفية والانفعالية، ودور القنوات الفضائية في تنمية ثقافة الشاب الجامعي الكويتي وتأثيراتها الثقافية والاجتماعية والفكرية، معتمداً على نظرة تنبؤية بآثار الفضائيات المستقبلية، ومؤمناً بأن يثير هذا البحث فرضيات تكون موضع دراسة الباحثين والأكاديميين، ليُتاح المجال أمام مؤسسات أصحاب القرار وضع الخطط لمواجهة التحديات والآثار المتوقعة؛ واستناداً إلى ما سبق من معطيات وغيرها، فإن القنوات الفضائية بوضعها الراهن أصبحت تمثل متغيراً اجتماعياً وثقافياً هاماً في حياة الشباب والمجتمع، فهي من المصادر الرئيسية للمعلومات والتعلم، وإحدى معامل تصدير التنشئة الاجتماعية. وقد جاءت الدراسة في خمس فصول إضافة إلى المقدمة والخاتمة، تناول الفصل الأول الاطار النظري والمنهجي للدراسة، بينما تناول الفصل الثاني نشأة وسائل الاعلام في المجتمع الكويتي وتطورها، أما الفصل الثالث، فقد جاء بعنوان الدراسة الميدانية، حيث ناقش الباحث فيه أنماط مشاهدة القنوات الفضائية من حيث الايجابيات والسلبيات. بينما تناول الفصل الرابع تأثير القنوات الفضائية في القيم الأسرية، في حين تناول الفصل الخامس تأثير القنوات الفضائية في القيم الاجتماعية، وأخيراً جاءت خاتمة الدراسة بعنوان نتائج الدراسة وتوصياتها. |