Search In this Thesis
   Search In this Thesis  
العنوان
قلق الكلام والتنظيم الذاتى لدى عينة من طلاب الجامعة /
المؤلف
عبدالعزيز، احمد سعيد.
هيئة الاعداد
باحث / أحمد سعيد عبد العزيز
مشرف / أشرف أحمد عبد القادر
مشرف / منال عبد الخالق جاب الله
مشرف / تحية أحمد عبد العال
الموضوع
القلق العصبى الجوانب الصحية. قلق الكلام.
تاريخ النشر
2012.
عدد الصفحات
180 ص. ؛
اللغة
العربية
الدرجة
ماجستير
التخصص
علم النفس العصبي وعلم النفس الفسيولوجي
تاريخ الإجازة
1/1/2012
مكان الإجازة
جامعة بنها - كلية التربية عام - الصحة النفسية
الفهرس
يوجد فقط 14 صفحة متاحة للعرض العام

from 174

from 174

المستخلص

تُعد مرحلة الجامعة من أخطر المراحل التى يمر بها الفرد، بل ومن أصعبها إذ تحدد فيها مستويات طموح الفرد، وملامح شخصيته فهى مرحلة انتقالية هامة، ومن أجل أن تتم عملية الانتقال من هذه المرحلة بصورة ناجحة فعلى الفرد أن يوفق بين مطالبه العديدة ويكتسب معرفة ومهارات جديدة، ويتواصل مع الآخرين لتبادل الأفكار والآراء والمشاعر، والتواصل مع الآخرين إنما هو معيار السوية والجودة للفرد وجوهر الحياة الاجتماعية، و الأداة المحورية التى تنتظم فى ظلها طبيعة وشكل العلاقات الإنسانية بين البشر فإما أن يوجهها وجهة سلبية أو إيجابية. فالتواصل هو العملية المركزية فى ظاهرة التفاعل الاجتماعى فيها تنصب كل العمليات النفسية عند الفرد ومنها تخرج كل التأثيرات الاجتماعية فى حياته، ومنها ينشأ التجاذب والتنافر، وبها يتم التجانس أو يظهر التباين (أشرف عبدالقادر، 2001). والتواصل يمكن الفرد من التعبير عن نفسه وعما يريد، وتعطى المجتمعات قيمة عالية للتواصل الكلامى والذى يعتبر الطريقة الرئيسية فى تفاعلها مع الأخرين، فنحن نتكلم مع بعضنا البعض لأغراض مختلفة منها تبادل المعلومات والمشاعر وغيرها، و نفضل الحديث الشفهى والكلام أكثر من الكتابة فى التواصل، فالتواصل يمكننا من التفاعل مع الآخرين بطرق مختلفة وله أهمية خاصة فى حياتنا (إبراهيم الزريقات،2005). ويؤدى عدم القدرة على الإفصاح عن مكنونات النفس من خلال عملية التواصل اللفظى إلى شكل من أشكال الإعاقة يتمثل فى عجز الفرد عن ممارسة سلطته على الأحداث المحيطة به، فيتحول إلى الداخل، وتزيد لديه مشاعر العزلة والانفصال عن المجتمع، وأكثر من ذلك الإحجام عن تطوير ذاته وتنظيمها، وارتفاع مستوى مهارات الاتصال لدى الفرد يؤدى إلى ارتقائه على سلم السلوكيات التوكيدية والثقة بالذات والتعامل الفعال فى المواقف المختلفة، كما يرفع من مستوى إيجابية مفهوم الذات لدى الفرد، أما تدنى مستوى هذه المهارات فيتمثل فى ارتفاع حساسية الفرد تجاه الآخرين، وفقدان الإحساس بالأمن، و القدرة على التعبير السليم عن المشاعر الأصلية، وفقدان مهارات القيادة أو القيام بالأدوار المختلفة، وتنشأ لدى الأفراد أحاسيس بتدنى القدرة على المواجهة الكلامية أو التحدث أمام الآخرين أو معهم، وتؤدى هذه الأحساسيس إلى الشعور بعدم الأمن عندما يطلب منهم ذلك (مكتب الإنماء الاجتماعى، 1999). ويترتب على هذه المواجهة الكلامية عقاب شديد للذات وإحساس بالألم والإحباط كما فى حالات عدم القدرة على تأكيد وتنظيم الذات، وهو ما ينمى لدى الفرد الإحساس بأن الكلام مصدر للشقاء والتعب، وأن عدم الكلام مصدر للراحة، لذلك نجد الفرد يسلك سلوكاً صامتاً دون أن يدرى فى بعض الحالات السبب من وراء ذلك، وخاصة إذا كان الصمت يشبع بعض الحاجات أو يحقق بعض المكاسب، لذلك نجده لا شعوريا يقاوم أى محاولة للكلام وبالتعميم يسلك الفرد نفس السلوك فى جميع المواقف (فيصل الزراد، 1990). وقد لفتت هذه المشكلة أنظار الباحثين فى الآونة الأخيرة ، ولكن تعددت المفاهيم والمصطلحات المستخدمة فى الثراث السيكولوجى حول تسميتها وكان الأكثر شيوعا هو مصطلح قلق الكلام Speech Anxiety (حمدى الفرماوى،2006). ويرى ديباولا (Dipaola, 2011) أن قلق الكلام يحول بين الفرد وبين التواصل مع الآخرين ويدفعه إلى اتخاذ سلوك مندفع والتصرف بلاعقلانية، وإذا أمكن لهؤلاء الأفراد مراقبة ذواتهم وتحديد وتقييم أهدافهم أثناء الكلام فإن ذلك يساعدهم على التخفيف من حدة قلقهم، وتقييم الذات وتحديد الأهداف ماهى إلا مكونات أساسية فى عملية التنظيم الذاتى. ويعتبر التنظيم الذاتى نظرية فى السلوك الإنسانى تتضمن مكونات معرفية ودافعية ووجدانية وكذا مكونات سلوكية، والفشل فى التنظيم الذاتى يسهم فى حدوث الاضطرابات النفسية، فالأفراد يراقبون ويقيمون سلوكهم ويحددون أهدافهم، وفى حال كان هناك تباين أو اختلاف بين السلوكيات الفعلية والأهداف المتوقعة فإن ذلك يكون مؤشراً على ضرورة العمل على تعزيز الذات والتفكير بطريقة إيجابية، وقد يكون ذلك أيضا مؤشراً على فشل فى القدرة على التنظيم الذاتى والذى يعد متغيراً هاماً فى سلوكيات مثل المقامرة وتعاطى الكحوليات واضطرابات الأكل، كما أن الصعوبة فى تنظيم الذات أيضا يسهم بشكل كبير فى ظهور الاكتئاب والقلق الاجتماعى لدى الفرد وقلق الكلام باعتباره نوعاً مميزاً من أنواع قلق الاجتماعى(طه عبد العظيم، 2009). مشــــكلة الـــــدراســـــة: يُعد قلق الكلام Speech Anxiety أحد اضطرابات طلاقة الكلام التى تؤدى إلى عدم التوافق الشخصى والاجتماعى، حيث يتميز الأفراد ذوو قلق الكلام بسلوك انسحابى تجاه التواصل اللفظى مع الآخرين، فيبدوا عليهم الانطواء والخجل إذا أجبروا على المشاركة فى حديث ويعود هذا السلوك الانسحابى إلى العديد من الأفكار اللاعقلانية التى تجعلهم على اعتقاد بأن مشاركتهم الآخرين فى حديث ما سيؤدى إلى إحراج أنفسهم أو مضايقة الآخرين وبذلك يفضلون البقاء صامتين، مما يؤثر على علاقاتهم الاجتماعية ومشاعرهم تجاه أنفسهم، والطلاب يضعون قلق الكلام فى قائمة المخاوف فى منزلة الموت نفسه وأعلى من الخوف من الثعابين أو الأمراض، ويعتبرون أن الاقتراب من هذه المشكلة انتهاكاً للذات. ومما يزيد المشكلة سوءاً أن قلق الكلام يُعد من المشكلات المعدية، حيث أكدت دراسة بيهنك وآخرون Behanke etal 1994 انتقال تأثير عدوى للاستجابات السلبية لقلق الكلام بصورة سريعة من الطلاب ذوى المشكلة إلى قرنائهم فى الفصل الواحد (فى: حمدى الفرماوى، 2006). ويؤكد حامد زهران (2005)، وهيرانديز وآخرون (Hernandez, et. al, 2007)، وبولا (Pull, 2012) على أن قلق الكلام واحدة من أعظم المشكلات الشائعة بين طلاب الجامعة ويسبب لهم عدم القدرة على التواصل مع الآخرين، وهو نوع متميز من أنواع القلق الاجتماعى وعرض من أعراض اضطرابات الكلام. وينتشر قلق الكلام بين طلاب الجامعة بنسبة كبيرة حيث يؤكد عادل البنا (2002) على أن (15- 20%) من طلاب الجامعة لديهم مخاوف ويعانون من قلق الكلام، كما أنه يشير إلى أن ما بين (85- 90%) من طلاب الجامعة يكرهون التحدث ولو لمرة واحدة أو مرتين داخل قاعة المحاضرات أمام زملائهم. كما تشير هيفاء الأشقر (2004) فى دراستها الاستطلاعية أن 62% من طالبات الجامعة فى المجتمع السعودى يعانون من قلق الكلام، وقامت بدراسة أخرى عن آراء الأستاذات الجامعيات عن مدى انتشار قلق الكلام أمام الآخريات لدى تلميذاتهن وتوصلت أن 48% من الطالبات يعانين من قلق الكلام. كما يؤكد بولا (Pull, 2012) أن 70.3% يعانون من قلق الكلام، من 16.1% يعانون من القلق الاجتماعى من الطلاب داخل الجامعة. وتشير (دورثى ليدز، مترجم،2006 ) إلى أن نقص التنظيم يؤدى إلى القلق أثناء الكلام حتى إذا كانت الأفكار فعالة. فقد يكون لدى المتحدث موضوع شيق وجمهور، ولكن تنقصه صياغة الأفكار فعندها سيفقد الكلام ترابطه لأن هذا يشبه السقوط على السلم بسبب عدم وجود درجة؛ وسيؤدى ذلك إلى تشتت الآخرين. كما أن الآخرين لن يجدوا صعوبة فى متابعة الكلام إذا تمت صياغته بطريقة منطقية مما يساعد على التركيز فى الأفكار وعدم تشتت الانتباه، وسوف يتجاوب الآخرون مع المتحدث إذا ما استشعروا أنه يعرف هدفه ويلم بكيفية الوصول إليه، فالمتكلم الذى يمكن متابعته هو المتكلم المنظم. وتنظيم الفرد لقدراته ودوافعه وأهدافه وسلوكه وانفعالاته يعرف بالتنظيم الذاتى Self- Regulation و قد أشار أدكينز (Adkins, 2006 ) إلى وجود علاقة ارتباطية بين تنظيم الفرد لذاته فى البيئات المختلفة وقلق الكلام، وكذلك تشير دراسة نانسى و نورمان Norman, 2000) Nancy-) إلى أن الأفراد القلقين اجتماعيا لايضعون لأنفسهم أهدافا ولديهم أفكار خاطئة عن أنفسهم، وبملاحظة طلاب الجامعة فى سلوكياتهم أثناء التفاعل مع الآخرين ،تبين أنهم يعانون خلال عملية التحدث وتبدو لديهم المخاوف الاجتماعية من الذلل أو الخطأ أو النطق غير المفهوم، حيث يبدو هؤلاء الطلاب وقد أصابهم الارتباك فى تلك المواقف، والذى يعكس خللاً فى التنظيم الذاتى لديهم، والذى يؤدى إلى فشلهم فى تحديد أهدافهم وتنظيم أفكارهم وعدم القدرة على التنظيم الذاتى يواجه بالرفض الاجتماعى من الآخرين ومن المجتمع ويؤدى إلى العديد من المشكلات السلوكية والعمل كشخصيات مضادة للمجتمع. من هنا يمكن بلورة مشكلة الدراسة فى التساؤلات الآتية: هل توجد علاقة ارتباطية ذات دلالة إحصائية بين قلق الكلام و التنظيم الذاتى بأبعاده المختلفة لدى طلاب الجامعة؟ 2-هل تختلف درجة قلق الكلام باختلاف الجنس (ذكور وإناث)؟ 3-هل تختلف درجة التنظيم الذاتى باختلاف الجنس (ذكور وإناث)؟ 4-هل تختلف درجة قلق الكلام باختلاف التخصص (عملى ونظرى)؟ 5-هل تختلف درجة التنظيم الذاتى باختلاف التخصص (عملى ونظرى)؟ 6-هل يوجد تأثير دال إحصائيا لمتغيرى الجنس والتخصص الدراسى والتفاعل بينهما على قلق الكلام والتنظيم الذاتى؟ 7-هل يمكن التنبؤ بقلق الكلام من خلال التنظيم الذاتى بأبعاده المختلفة (مراقبة الذات، تقييم الذات، تعزيز الذات، تحديد الهدف) لدى بعض طلاب الجامعة؟ أهــــداف الــدراســـة: تهدف الدراسة الحالية إلى دراسة طبيعة العلاقة بين قلق الكلام والتنظيم الذاتى لدى عينة من طلاب الجامعة. إعداد مقياس لقلق الكلام لدى طلاب الجامعة . إعداد مقياس للتنظيم الذاتى لدى طلاب الجامعة. أهمية الدراسة: أولا: الأهمية النظرية: تنبع أهمية الدراسة من تناول اضطراب قلق الكلام والذى يُعد مشكلة يعانى منها بعض طلاب الجامعة والذين يعيشيون صراعاً بين الرغبة فى التواصل مع الآخرين وقلقهم من الكلام معهم مما يؤثر عليه فى التعامل فى المواقف الكلامية المختلفة. الوقوف على مستوى التنظيم الذاتى لدى طلاب الجامعة الأمر الذى يوجه أنظارهم إلى حل مشكلاتهم عن طريق هذا المدخل. ثانيا: الأهمية التطبيقية: تسهم الدراسة فى تزويد المجال السيكومترى بأدوات مصممة ومقننة على البيئة المصرية وهى مقياس لقلق الكلام، ومقياس للتنظيم الذاتى. النتائج التى تسفر عنها هذه الدراسة قد تساهم فى وضع بعض المقترحات والحلول التى يمكن الاستفادة منها فى العلاج النفسى لقلق الكلام وكذلك التنظيم الذاتى.