Search In this Thesis
   Search In this Thesis  
العنوان
دراسة في الصراع الأمريكي السوفييتي /
المؤلف
جبر، عبدالناصر محمد صبري محمد على.
هيئة الاعداد
باحث / عبدالناصر محمد صبري محمد على جبر
مشرف / إبراهيم عبد المجيد محمد
مشرف / مجدى السيد حشيش
مناقش / إبراهيم عبد المجيد محمد
مناقش / مجدى السيد حشيش
الموضوع
التاريخ الحديث. الصراع السياسى.
تاريخ النشر
2013.
عدد الصفحات
301 ص. :
اللغة
العربية
الدرجة
ماجستير
التخصص
التاريخ
تاريخ الإجازة
1/1/2013
مكان الإجازة
جامعة المنصورة - كلية الآداب - قسم التاريخ
الفهرس
يوجد فقط 14 صفحة متاحة للعرض العام

from 314

from 314

المستخلص

كانت مشكلة برلين من أهم القضايا التى ظهرت على مسرح السياسة الدولية بعد عام 1945 ؛ إذ أنها كانت محورا للتماس بين الكتلة الشرقية بقيادة الاتحاد السوفييتى والكتلة الغربية بقيادة الولايات المتحدة الأمريكية ، وقد شهدت تلك المدينة بشقيها الشرقى والغربي مراحل مد وجزر بين الشرق والغرب ، وقد مر الصراع حولها بعدة أطوار انتهى طوره الأول ببناء سور برلين 1961 ، والثاني بانسحاب القوات السوفييتية منها عام 1989، والأخير بهدم سور برلين وعودة اتحاد ألمانيا عام 1991 .لما كان الطور الأول أهم مراحل هذا الصراع فقد وقع اختيار الباحث على هذا الموضوع ” مشكلة برلين ( 1945 – 1961 ) دراسة في الصراع الأمريكي السوفييتي ” . وذلك لأن مشكلة برلين تعد إحدى إفرازات الحرب العالمية الثانية ، كما أنها كانت محورا للصراع بين المعسكرين الغربي بقيادة الولايات المتحدة الأمريكية و الشرقى بقيادة الاتحاد السوفييتى وأحد الأسباب الرئيسة فى انفراط عقد التحالف الكبير ، كما أنها كادت أن تكون سببا جوهريا فى اشتعال حرب عالمية ثالثة أكثر من مرة وبخاصة عامي 1949 و 1958، كما اتخذت الولايات المتحدة من برلين الغربية – الواقعة بالكامل داخل منطقة الاحتلال السوفييتى ( ألمانيا الشرقية ) – رأس حربة لمقاومة المد الشيوعى فى وسط أوروبا .تحاول هذه الدراسة تحديد بدايات ظهور مشكلة برلين وأثرها على الحرب الباردة بين المعسكرين الشرقى و الغربى ، و كشف الأبعاد الحقيقية لحصار السوفييت لبرلين عام 1948- 1949 وتصدى الولايات المتحدة لهذا الحصار، كما تهدف أيضا إلى إماطة اللثام عن حقيقة ثورة 1953 فى الجزء الشرقى من برلين وموقف الولايات المتحدة منها، وكذلك تأثيرها على السياسة السوفيتية فى برلين .ترجع أهمية الدراسة إلى أنها تحاول كشف غموض السياستين الغربية والشرقية تجاه مشكلة مدينة برلين ، ولماذا تعقدت المشكلة وكادت تشعل حربا عالمية ثالثة ، كما تحاول الدراسة الكشف عن الوسائل والأدوات التى استخدمتها الإدارات الأمريكية المختلفة – ترومان وإيزنهاور وكينيدي- ديمقراطية أو جمهورية فى التعامل مع أزمات المدينة ، وهل كانت تلك الإدارات فى التعامل مع المواقف المختلفة على مستوى الحدث أم إنها تتخبط فى سياستها تجاه مشاكل برلين ?أما عن أهم الدراسات السابقة فمنها دراسة الباحث حمادة وهبه مسعد أحمد ، بعنوان السياسة الخارجية للولايات المتحدة الأمريكية تجاه الأزمات الأوروبية فى عهد إيزنهاور ( 1953 – 1960 ) وهى دكتوراه غير منشورة بكلية الآداب جامعة المنصورة عام 2007 ، وتقاطعت مع هذا البحث فى موضوع واحد فقط وهو أزمة برلين الثانية منذ عام 1958 وحتى مايو 1960 ، حيث انتهت الدراسة بمؤتمر قمة باريس دون الوصول لنهاية الأزمة لانتهاء فترة رئاسة إيزنهاور ، أما الدراسة المقترحة فتختلف فى أنها تتناول مشكلة برلين من جذورها 1945 وتطورها انتهاءً ببناء سور برلين عام 1961 ، وسوف يحاول الباحث الاستفادة منها خلال الدراسة . أما الدراسة الثانية فهى للباحث فريد عياد عياد بعنوان ”المشكلة الألمانية فى الميدان الدولى” والتى نال بها درجة الدكتوراه من قسم العلوم السياسية بكلية التجارة ، جامعة القاهرة عام 1969، وتتناول الدراسة المشكلة الألمانية ومحاولات التفاوض حولها بين الشرق والغرب وقد كانت الدراسة عام 1969 أى معاصرة للأحداث ، لذا فإن الباحث لم يطلع على جزء كبير من الوثائق الخاصة بالموضوع و التى لم يكن قد تم الإفراج عنها بعد . وتنقسم الدراسة الراهنة إلى مقدمة وأربعة فصول وخاتمة جاء الفصل الأول بعنوان ” تقسيم ألمانيا” متضمنا كيفية تشكيل التحالف الكبير، وأهم المؤتمرات التى شكلت نظرة الحلفاء تجاه ألمانيا أثناء الحرب العالمية الثانية ، ومن أهم تلك المؤتمرات مؤتمر طهران ومؤتمر يالتا ومؤتمر بوتسدام ، وكيف تم تقسيم ألمانيا وكذا برلين بعد الحرب بين قوى التحالف ، وكيف تم إعادة تأهيل ألمانيا من قبل الدول الغربية والاتحاد السوفييتى ، وكيف تحول الموضوع من الصراع ضد ألمانيا إلى الصراع على الفوز بألمانيا .ويعالج الفصل الثانى وعنوانه ”أزمة برلين الأولى1948-1949” والتى نتجت بسبب انهيار الاقتصاد الألمانى ومحاولة الدول الغربية معالجة تلك الأزمة وموقف الاتحاد السوفييتى منها ، وكيف تم انعقاد مؤتمر لندن لعلاج تلك المشكلة بدون دعوة السوفييت ، ورد الفعل السوفييتى بفرض الحصار الطفل من 30 مارس 1948 إلي 10 أبريل 1948 ، والإصلاح النقدى وتطبيق الغرب للعملة الألمانية الجديدة ، وفرض ستالين الحصار السوفييتى على مدينة برلين الغربية ، ورد الغرب بإقامة الجسر الجوى ، ومحاولات التفاوض بين الغرب وموسكو ، وتدخل الأمم المتحدة فى الأزمة وكيف تم إنهاء الحصار .وحمل الفصل الثالث عنوان ”ثورة برلين الشرقية 1953” ، وتضمن أسباب ثورة مدينة برلين الشرقية حيث إنعكست ممارسات الإدارة السوفيتية الجديدة -وخاصة طرحها لمبدأ التعايش السلمى – الآمال لدى الشعب الألمانى فى إمكانية حل أزمته وتوحيد بلاده غير أن الشعب أصيب بخيبة أمل عندما اكتشف أن الإدارة الجديدة لا تختلف عن ستالين فى شئ ، بالإضافة إلى رصد اثر الانهيار الاقتصادي والهروب الجماعى للشعب الألمانى من المنطقة السوفيتية ، ودور وسائل الإعلام الغربية فى التحريض ضد الشيوعية والأحكام القضائية المروعة على جرائم تافهة وتطور أحداث الثورة والمواقف الغربية منها وخاصة الموقف الأمريكى.ويعالج الفصل الرابع ” أزمة 1958 وبناء السور( 1958-1961 ) ” وإثارة الأزمة من قبل رئيس الوزراء السوفييتى بخروج الغرب من مدينة برلين ، وعقد مؤتمر جنيف لوزراء خارجية الدول الأربع الكبرى لمناقشة القضية الألمانية وخاصة مدينة برلين ، وكيف أسهمت الزيارات المتبادلة بين الجانبين الأمريكى والسوفيتي -وخاصة زيارة خروشوف إلى الولايات المتحدة - فى تهدئة الجو العالمى ، ثم تعقد الموقف مرة أخرى أثناء مؤتمر قمة باريس 1960 وتولى إدارة جديدة فى واشنطن وهى إدارة كينيدى وفشلها فى مؤتمر قمة فيينا ، مما أدى فى النهاية إلى بناء سور برلين.وقد اعتمدت الدراسة على مجموعة كبيرة من المصادر والمراجع ، منها مجموعة الوثائق الأمريكية Foreign Relation of United States و التى كشفت النقاب عن حقيقة تعامل الإدارة الأمريكية مع الأزمات المختلفة لمدينة برلين ، وكذلك وثائق المخابرات الأمريكية ( CIA) والتى وضحت دور المخابرات الأمريكية فى رصد الأحداث وأحيانا توقع خطوات السوفييت خلال الأزمات ، أما وثائق الخارجية الكندية والتى حملت عنوان Documents on Canadian External Relations فقد استعان الباحث بعدد من مجلداتها المنشورة باللغة الإنجليزية ، كذلك اعتمد الباحث على مجموعة من الوثائق الروسية والألمانية والتى أمدَتهُ بتفاصيل كثيرة فى موضوع الدراسة.كذلك اعتمدت الدراسة على العديد من الدراسات والمراجع التى كان لها دور واضح فى استكمال الصورة العامة للبحث لاحتوائها على معلومات وتحليلات لم تتحدث عنها الوثائق ، والتى سيأتى ذكرها بين ثنايا الدراسة وفى قائمة المصادر والمراجع.خرجت الدراسة بعدد من النتائج هي : - أن جذور أزمة برلين تعود إلى الأخطاء العديدة التي ارتكبها الحلفاء الغربيون في المراحل الأخيرة للحرب ، وذلك حين لم تدرك كل من الولايات المتحدة وبريطانيا أهمية المدينة مستقبلاً ومن ثم لم يهتما بالاستيلاء عليها ، و أن أسس مشكلة برلين ترجع إلى أن خطوط تقسيم قطاعات الاحتلال الأربعة لم تمر بمدينة برلين ؛ لذا أصبحت المدينة بالكامل داخل المنطقة السوفييتية.- أن نجاح القوي الغربية في التعامل مع أزمة حصار برلين عام 1948 وذلك باستخدام الطريق الجوي لخرق هذا الحصار دون استخدام القوة ، وبذلك وضعت موسكو في مأزق المعتدي إذا ما أطلق النار على طائرات الحلفاء - خلُصت الدراسة إلي أن اندلاع ثورة برلين الشرقية عام 1953 جاء نتيجة لعدد من المتغيرات الدولية التي تعرضت لها الكتلتين الشرقية والغربية ، إضافة الانهيار اقتصادي ونزوح جماعى للألمان الشرقيين إلى الغرب ، وكذا استمرار الاحتلال السوفييتى والفشل فى محادثات الوحدة الألمانية أو حتى عقد لقاء قمة بين القوى العظمى الأربعة لمناقشة تلك المسألة .- مع زيادة حالة التردي الاقتصادي وهروب الألمان الشرقيين إلي الغرب ، ورداً علي الرفض الغربي المتكرر للمقترحات السوفييتية حول برلين ؛ أقدمت حكومة ألمانيا الشرقية علي خطوة غير مسبوقة في 13 أغسطس 1961 بإقامة حائط يفصل شطري برلين ، ليبدأ بذلك فصل جديد من فصول الحرب الباردة بين الشرق والغرب كان الألمان في بؤرته .- جعل الغرب من مدينة برلين الغربية نموذجا مترفاً داخل أحشاء الكتلة السوفييتية لإعطاء مثالا حياً وصورة مشرقة لأسلوب الحياة الغربية ، وذلك في مقابل برلين الشرقية التي كانت توحي بالبؤس والشقاء ؛ مما دفع سكان برين الشرقية إلي التطلع دوماً للانتقال إلي برلين الغربية ، ولتتحول برلين بشقيها إلي ميدان مفتوح للصراع بين القوى الغربية بقيادة الولايات المتحدة الأمريكية والكتلة الشرقية بقيادة الاتحاد السوفييتى حتى بناء سور برلين عام 1961 .- أثبتت الدراسة أخيرا أن أزمات برلين ( 1945 – 1961) وإن كانت في ظاهرها محاولات سوفييتىة لإخراج الغرب من برلين الغربية ؛ إلا أنها مثلت في الحقيقة معركة ممتدة بين الشيوعية والرأسمالية.