![]() | يوجد فقط 14 صفحة متاحة للعرض العام |
المستخلص لاشك أن التغيرات في المجتمع المعاصر تفرض على التعليم إيجاد مناخ تنظيمي إيجابي يوفر العلاقات الإنسانية الجيدة بين العاملين في المؤسسة التعليمية وبعضهم البعض مما يؤدي إلى تحقيق الأهداف المرجوة وزيادة معدلات إنتاجية المؤسسة من خلال نشر ثقافة الجودة بين جميع العاملين داخل المؤسسة التعليمية. ويؤدي ارتفاع مستويات الرضا عن العمل إلى الشعور بالصحة والارتياح بشكل أفضل، وهذا يفرض على إدارة المؤسسات التعليمية ضرورة اتخاذ التدابير والإجراءات التي تتضمن تحسينات في الرضا الوظيفي لدى العاملين، إذ يشكل المناخ التنظيمي داخل المؤسسة التعليمية عملاً فاعلاً في درجة نجاح النظام التعليمي ومستواه وشعور العاملين بالرضا الوظيفي والرغبة في تحقيق أقصى جهد لديهم، على اعتبار أن هناك ثمة علاقة وثيقة بين مناخ المؤسسة التعليمية ودرجة نجاحها، هذا ويمكن القول أن نجاح مثل هذه المؤسسة التعليمية في تحقيق أهدافها يتناسب طردياً مع درجة صحة مناخ العمل السائد فيها. ويسود أي مؤسسة من المؤسسات التعليمية نوع من المناخ أو جو العمل الذي يميز العلاقات السائدة بين العاملين فيها ويصدق هذا القول على جميع المؤسسات بما فيها مؤسسات التعليم الثانوي، كما أن المناخ الذي يميز هذه المؤسسة إنما هو نتيجة للطريقة التي يتعامل بها العاملون في كل مستوى من المستويات الوظيفية داخلها، ويتفق معظم الباحثين على تسمية الجو الناجم عن التفاعل بين العاملين داخل المؤسسات التعليمية بالمناخ التنظيمي. وعلى هذا فإن أي مؤسسة تعليمية تتميز بمناخ خاص تختلف به عن غيرها من المؤسسات كما يتأثر هذا المناخ بالأبعاد التنظيمية، ونوعية العلاقات السائدة في المؤسسات التعليمية، كما أنه يؤثر على المخرجات التعليمية لها وعلى درجة تحقيقها للأهداف المنشودة. لذلك تأتي أهمية المناخ التنظيمي في أن له تأثيراً على الدافعية والأداء والرضا الوظيفي حسب ما يدركه العاملين من طبيعة العمل، وما ينتج عن ذلك من توقعات تعود عليهم اقتصادياً واجتماعياً ونفسياً، ففي المؤسسات التي يشعر العاملون أن فيها مناخاً داعماً يحقق العاملون إنتاجاً أكثر ومستوى عالياً من الإبداع، ومن هنا يعتبر الاهتمام بالمناخ التنظيمي والتعرف على مستوياته والعمل على تحسينه أمراً في غاية الأهمية. ويحدد المناخ التنظيمي درجة نجاح المؤسسة التعليمية بشكل كبير وعلى الأغلب فإنها إذا عاشت مناخاً ضعيفاً نكون أكثر عرضة للفشل في الأمد الطويل حتى وإن نجحت مرحلياً في أداء وظائفها الإدارية الأخرى، ويؤدي المناخ التنظيمي الجيد إلى نجاح واستمرار المؤسسة التعليمية والوصول إلى أهدافها حيث يؤدي الالتزام التنظيمي في هذه المؤسسات إلى ضمان نجاحها واستمرارها وزيادة إنتاجها، مما يساهم في زيادة الرضا الوظيفي وزيادة انتماء العاملين نحو المؤسسة وتنمية العلاقات الإنسانية بين بعضهم البعض وقد حظى موضوع دراسة المناخ التنظيمي في المؤسسات التعليمية باهتمام الكثير من الباحثين في ميدان التربية في السنوات الأخيرة، ويمتاز المناخ التنظيمي بأنه غير محسوس ولكن إدراكه واستقراره من خلال اتجاهات العاملين التي تعكس انطباعاتهم عن المؤسسة. |