الفهرس | يوجد فقط 14 صفحة متاحة للعرض العام |
المستخلص الرواقية ليست مذهباً فلسفياً وحسب، بل إنها في حقيقة أمرها أخلاق ودين، كما كانت للأخلاق مكانة عظيمة في ذلك المذهب العريق، حيث كان هدف الفلسفة في هذا العصر ينحصر في بيان الطريق إلى الهدوء والاستقرار، ولقد عنى الرواقيون بالبحث في أسس المعرفة ومصادرها ومعايير التمييز بين المعرفة الصحيحة والباطلة، فضلاً عن اهتمامهم بتوضيح مراتب المعرفة، أما المنطق الرواقي فقد أنقسم إلى علم الخطابة وعلم الجدل، كما ذهبوا إلى تقسيم المنطق إلى ثلاثة أبواب رئيسية ألا وهي المقولات والأحكام والقضايا والأقيسة، أما عن تفسيرهم للوجود فلم يخلو من انعكاس النزعة الحسية المادية لدى الرواقيين في تفسيرهم كما اعتبروا أن النار أساس الموجودات والعناصر الأربعة. ولقد تركت الرواقية أثراً كبيراً في المذاهب والفلسفات اللاحقة اليهودية والمسيحية، ودوائر المسلمين الكلامية والفلسفية، أما ن عصر النهضة فقد احتلت الرواقية مكانة بارزة في فلسفات ومذاهب القرن السادس عشر وأمتد أثر المذهب الرواقي ليصل إلى العصر الحديث ليظهر واضحاً وجلياً في فلسفة ديكارت رائد العقلانية، واسبينوزا وليبتزوبسكال وبعض فلاسفة وعلماء القرن الثامن عشر. |