![]() | يوجد فقط 14 صفحة متاحة للعرض العام |
المستخلص يعد الإنسان القيمة الاجتماعية، والفكرية العليا في هذا الوجود ، والشعللر يمثل قمة النشاط الانساني له ، لأنه بمثابة افراز وجداني لجميع ملكات الإنسان ، وهو يرتبط بقضاياه المهمة ، ولا ينفصل عنها مطلقا ، لأن للشعر وظيفة وحيدة في هذا الوجود ، وهي الدفاع عن انسانية الإنسان وقضاياه . وقد مثلت حياة الشاعر اليمني التزاما واعيا وشريفا بأهم القضايا الاجتماعية ، والسياسية للإنسان ، لأن الشاعر الحق هو من يقدر مسئولية شعره إزاء قضاياه الإنسانية المعاصرة ، ومشكلات المجتمع الجديد ، فالشاعر وليد تلك الروح الثورية العامة التي سادت المرحلة ، والتي مثلت بدورها نتاج التحولات التاريخية التي تعرض لها المجتمع في المرحلة المعاصرة ، ومن ثم أدرك الشعر اليمني دوره تجاه الانسان مؤكدا أن الشعر يجب أن يتحول من الغناء الذاتي إلي النهوض بحياة الناس . -أولي الشعراء اليمنيون اهتماما كبيرا بقضايا وطنهم ، فثاروا علي كثير من الأوضاع ، وعاصر شعرهم الثورة والثوار، فثورة اليمن كانت منطلقا لمواقف الشعراء المتعددة ، والمتتالية بعد أن عانوا مظالم فترة الإمامة ، وتسلطها في الشمال ، وظلم الإستعمار البريطاني وتجبره في الجنوب ، فاحتل الاتجاه الوطني ، والسياسي الصدارة في الشعر اليمني ، واستطاعت القصيدة السياسية أن تتبني قضايا الوطن ، وتصعد الجانب الثوري في مقاومة النظام الأمامي في الشمال ، والاحتلال البريطاني في الجنوب. – مثلت السياسة والشعر ترابطا وثيقا في التعبير عن الواقع المعيش وأعد الشعراء اليمنيون الأدب أداة قوية توجه السياسة وتحركها ، وكان الشاعر(محمد محمود الزبيري) هو رائد هذا الاتجاه وفارسه ، وقد ارتقي شعره إلي حجم نضاله. – انطلق الشعراء في هذه المرحلة منفصلين عن أشكال التعبير الموروثة ، موجهين شعرهم إلي معالجة قضايا الناس وهمومهم، معتبرين أن الشعر رسالة للمجتمع يعبر عن آمالهم وطموحاتهم. – احتلت قضية فلسطين مساحة كبيرة من اهتمام الشعر اليمني علي صعيد الشعر القومي ، والتي لم تقل أهمية عن قضايا الوطن ، فهي ضمير كل مسلم عربي ، فكتبوا فيها الكثير من القصائد التي تحكي مأساة الشعب الفلسطيني ، وتؤجج نار الغضب لمقاومة الإحتلال الصهيوني البغيض. |