الفهرس | يوجد فقط 14 صفحة متاحة للعرض العام |
المستخلص تتجلى أهمية هذا الموضوع في أنه يكشف اللثام عن جانب مهم في شعر لسان الدين بن الخطيب هو الجانب الحضاري الذي غفل عنه الدارسون، لتكتمل صورة الشاعر الذي دارت حوله دراسات أخرى لم تتعرض لهذا الجانب البارز والمهم في شعره ويتناول هذا البحث جانباً مهماً لم يتعرض له الدارسون من قبل وهو تصوير شعر ابن الخطيب لمظاهر الحضارة الأندلسية، وكيف أثرت هذه المظاهر الحضارية على شعره سواء من ناحية المضمون أم من ناحية أدوات التشكيل الجمالي لقد مثل ابن الخطيب نشاط الحياة الثقافية بغرناطة خير تمثيل، بما كان له من تعدد مواهبه، وتلون ثقافته، فكان السياسي المحنك، والمؤرخ الباحث، والناثر المجيد، والشاعر المكثر، وأعطى هذا العقل الموسوعي ثماره اليانعة فيما وضعه من مؤلفات في أبواب المعرفة المختلفة كالتاريخ، والأدب، والشعر، والتصوف، والطب، فدلل بذلك على سعة اطلاعه، وغزارة علمه، وتعدد جوانب معرفته، ومواظبته على الكتابة والتأليف على امتداد عمره، رغم مسئوليته السياسية ونهوضه بمهمة الوزارة وتدبير شئون مملكة غرناطة، فاعترف بفضله معاصروه، وأثنى عليه كل من تناولوا تاريخ الأندلس من القدامى والمحدثين وإذا رحنا نتلمس في الأندلس شاهداً لتلك الأحداث ومصوراً لتلك المظاهر الحضارية، فإننا نجد الوزير الكاتب الشاعر أبا عبدالله محمد بن عبدالله بن محمد بن سعيد السلماني لسان الدين بن الخطيب ( 713هـ ــــ 1313م / 776هـ ــــ 1374م ) خير ممثل لها . فقد تأثر بجمال الأندلس ومباهجها خلال رحلاته إلى عدد من المدن الأندلسية فراح يهتف بها ويصورها في شعره الذي صار سجلاً صادقاً لحياة الأندلس وحضارتها. |